مسلمون .. من هذا الزمان !! .. بقلم ابراهيم فارس فارس
انتشرت في هذه الحقبة من الزمن وربما عبر حقب أخرى عبر التاريخ ، فصائل تدعي انتماءها للاسلام وتطبيقه على حبته كما يقال ! وانها تتشدد في تطبيق الركن الخامس من الدين وهو الجهاد في سبيل الله كما أوحى الله الى نبيه الكريم محمد(ص) في الرسالة السماوية .
وكما نعلم عن ديننا الحنيف انه دين المحبة والتسامح ما دام الزمان ، فنجد المسلم أخو المسلم ، يصونه ويحميه ويدافع عنه ويفديه ان اقتضى الأمر حتى بحياته ..
رسولنا الكريم محمد(ص) قدوة ليس كمثله بشر في المحبة والتسامح والمعاملة الحسنة ويحكى ان واحداً من الصحابة قال لرسول الله : هل المعاملة نصف الدين يا رسول الله ؟ فقال نبينا الكريم محمد(ص) بل هي الدين كله ، وسار على ذلك الخلفاء الراشدون والاتباع الصالحون الى يوم القيامة ، وليس على البشر بل وحتى الحيوان والحجر … لم يقاتل المسلم يوماً رغبة في القتل او لحقد او لمنفعة دنيوية بل دفاعاً عن النفس واعلاء لكلمة الله ..
سيدنا محمد (ص) وقد ساد العالم ، كان يخيط ثوبه بيده فأي رسول عظيم هو سيدنا محمد(ص) ؟ كان سيدنا محمد(ص) يعاني من جار يهودي انه كان يرمي فضلات بيته امام بابه ولما لم يفعلها ذات يوم زاره في بيته على ان يكون ثمة أذى قد ألم به للاطمئنان عليه ، فأي رسول عظيم وقدوة رائعة هو سيد الكون سيدنا محمد(ص) ؟ سيدنا عمر(رض) عندما جاءه رسول كسرى وجده مفترشاً الحصير ! الخليفة الذي زلزل الأرض يفترش حصيراً ، فأي اسلام رائع اسس لسمو الأخلاق كذاك الذي تربى عليه عمر ؟ قال ذات مرة : ” والله لو أن بغلة عثرت في شمال العراق لخشيت ربي أن يسألني لماذا لم تمهد لها الطريق !!” فأي أناس عظماء اولئك ؟ وأي اخلاقية سامية زرعها الاسلام في ذوات اولئك الرجال ؟ سيدنا أبو ذر (رض) كان في زيارة لاحدى القبائل يشرح لهم الاسلام ، فطلب بعضاً من الماء كي يتوضأ ، فقال له أحدهم : قد توضأت لتوك أيها الشيخ الجليل ! فأصر على ذلك ، وكان يهدف ان يبين لواحد توضأ أمامه انه ارتكب خطأ فلم يرغب ان ينبهه بالكلام حفاظاً على مشاعره وانما أفهمه اياها بهذه الطريق غير المباشر !! وهكذا تكون الأخلاق ، وهكذا هو دين الاسلام .
كان المسلم عندما يقاتل عدواً وينتصر عليه ، لا يعتدي على عرضه وملكه فيستبيحه كما المغول ، بل يتصرف به بما أمر الله ورسوله ، وكم من الأعداء رفع الاسلام من مقامهم بدل أن يذلهم ، فأكرمهم بأخلاقيته العالية وتعاليم الله ورسوله السمحاء ..
أحد المؤرخين الألمان عندما قرأ مثل هذه القصص عن الاسلام وعن رسول الاسلام والخلفاء والاتباع الصالحين قال : اذا كان هكذا الاسلام ، فكلنا مسلمون . فما الذي جرى اليوم حتى يحدث مانراه على الأرض من همجية وظلم من البعض وهم يعتقدون انما يطبقون شرع الله ؟ اليوم هناك من يقتل أخاه المسلم ويغتصب عرضه وينهب ملكه مع انه مسلم مثله بل ربما هو أعلى مرتبه عند ربه منه ، فقط لأنه ليس معه في تفكيره او مع تفكير وتعاليم شيخه ؟؟!!
اليوم أغلب الجهاد الذي علمنا انه ركن من اركان الدين الاسلامي ، يتم في بلاد الاسلام بينما من احتل الأرض واغتصب العرض ودنس أقدس المقدسات ، جالس في أمان ولذة عيش !!
لماذا يعتقد كثير من اولئك ان العدو الحقيقي للاسلام هو الشيعي والعلوي … الخ ، وحتى المسيحي ، حتى لو كان أولئك أكثر منه ايماناً وتقى؟ ادعو من لم يقرأ بروتوكولات صهيون ان يقرأها ويتأمل ما حوته من معان ودلائل ، وان يفهم ما رمت اليه وخططت له منذ ذلك الزمن ، اذ أن كل ما يحصل في ديار الاسلام ما هو الا ترجمة لما خطط له في هذه البروتوكولات . هذه هي استراتيجية اسرائيل ومن يدور في فلك اسرائيل ، وهي بث الفرقة بين المسلمين حتى الاقتتال ، فقط كي تعيش اسرائيل بسلام وأمان !
اسرائيل اليوم ومنذ زمن ، تقود مراكز القرار في العالم ، وتغرر حتى العرب والمسلمين ليتناغموا من اهدافها ومخططاتها تحت طائلة الحساب والعقاب ! حتى ظهرت اليوم فئة من المسلمين تعتقد ان العدو هو ابن جلدتها واسرائيل صديقة بل وشقيقة !! والنتيجة ، تدمير ديار المسلمين وفكرهم ، كرمى عيون اسرائيل ؟!
احد الشيشان ممن أسرتهم قوات الجيش العربي السوري ، أجريت معه مقابلة في احدى الاذاعات حيث قال: شيوخنا في الشيشان قالوا لنا ، ان في الشام حكومة كافرة تعتدي على اخوتكم ومن واجبكم ان تذهبوا الى هناك لنصرتهم ، ولذلك فهو يعتقد انما يجاهد في سبيل الله لأجل ذلك ! هذا الشيشاني نسي ان الشام هي من علمت الناس الدين الحق ، وان الحكومة الكافرة التي ادعاها مشايخه هي من عمرت آلاف المساجد وافتتحت مئات دور العلم والفقه الاسلامي وعجزت عن ذلك حتى اغنى بلاد الاسلام !! قالوا له: انت تقتل كما تدعي جنود الحكومة الكافرة كما افهموك ولكنك تقتل ايضا الأبرياء من نساء واطفال وشيوخ ، فما تقول فيهم ؟ فقال : نحن نحتسبهم شهداء عند الله ، وكأنه يملك صك تفويض من الذات الالهية بالقتل ؟!
قالوا له: وانت في مهمتك ، الا تخشى الموت ؟ فقال : ابداً ، وهذا ما احلم به ، فأنا ذاهب الى الجنة لألتقي رسول الله وأصافحه ، وكأن الرسول الكريم راض عما يرتكبه هذا الشيشاني من قتل للأبرياء !! اليس هذا ما كان يحلم به نتن ياهو والصهاينة عبر الزمان ؟ والله ياشيشاني ، لقد انقذت اسرائيل وشعب اسرائيل !!
بعض الفصائل المسلحة ممن تعتبر ذاتها جزءاً مما اصطلح على تسميته بالثورة على خلاف مع الحكومة ، وهي تتبنى فكرة ان الحكومة كافرة ولذلك فهي تحاربها ، والسؤال هنا : انتم على خلاف مع جهة ما وتتشدقون انكم مجاهدين ولا تخشون في سبيل ذلك احداً ، فلماذا تعجزون عن مواجهة من تعتبرونه عدواً وتقومون بسبب اعتقادكم هذا بقصف الأبرياء في المدن والقرى بالصواريخ والقنابل ؟ ما الحكمة من قتل طفل يسير في الشارع او رجل يسعى من اجل عيشه ورغيف خبز عائلته؟ هل هذا هو الجهاد كما علمناه من نبينا الكريم محمد(ص)؟ اذا كنتم قبضايات ورجال كما تدعون ، هاجموا اسرائيل ، هاجموا من اغتصب الأرض والعرض ودنس أقدس مقدسات الاسلام ، وفرجونا رجوليتكم عند ذلك ؟ هل هذا هو الجهاد وهل هذا هو الاسلام ؟؟!! الم يخطر ببال احد منكم أن ما تفعلونه هو جل ما تحلم به اسرائيل لديار العرب والمسلمين ؟ فهل الاسلام نصير الصهاينة ايها المتأسلمون حتى تساعدوها في تحقيق ما تهدف اليه ؟ ألا بئس ما تفعلون !!!
نسمع أحياناً رئيس ما يسمى بالائتلاف وقد كان يسميه وزير خارجية قطر السابق حمد بالاتلاف لما عرف عنه من الفصاحة!! ان النظام يقصف بالبراميل المتفجرة السكان الآمنين ! وكذلك بعض من يصف ذاته او تصفه بعض وسائل الاعلام المطبلة والمزمرة لاسرائيل ومصالح اسرائيل بالاعلامي او الناطق الاعلامي أن النظام يقصف المدنيين بالبراميل المتفجرة !! وعدا عن أن اصطلاح البرميل المتفجر غريب في هذا الزمن الذي تتوفر فيه أنواع كثيرة للأسلحة المتطورة ، ذلك انك عندما تسمع بالبراميل والطناجر فتعتقد انك في مهجع طبخ وليس ساحة حرب ، الا اننا نريد ان نسأل من بقي عنده شيء من المنطق : من من الحكومات السورية منذ الاستقلال وحتى اليوم ، بل ولتكن اي دولة في العالم مهما بلغ ظلمها وجورها ان جاز التعبيرتقوم بقصف شعبها ، وأياً كان السبب ؟ اننا نسأل : هل حمل السلاح في وجه الدولة أياً كان السبب مسموح به ؟ حتى لو كانت ما اصطلح على تسميتها “ثورة” وهي ليست كذلك حتماً لأن الثورة قد يموت في حراكها اناس ابرياء ولكنها لا تقتل وتغتصب وتدمر البلد ! هؤلاء اذا وجدوا لسبب أو لآخر في أرقى بلاد العالم ، فهل تتفرج هذه الدولة عليهم وتقول لهم : حبيباتي تفضلوا وافعلوا ما شئتم ، بس ما ينكسر خاطركم !! بريطانيا ، فرنسة ، امريكا ..الخ اي دولة في العالم عندما تتعرض لأي اشكال أمني فستعالج الأمر بأي شكل لأن من واجب الدولة حماية الأمن والأمان حتى لو اضطرت الى استخدام القنابل النووية !! لكن الفرق أن بلدا مثل سورية يقول لا لاسرائيل ويناضل لاسترجاع فلسطين بأي شكل مهما طال الزمان ، وسيطول طالما ان العرب والاسلام لم يتحدوا يوماً ضد اسرائيل ، ولذلك فإن قام النظام في سورية بقمع اولئك فهو ارهابي وكما تفتي امريكا ، أما في السعودية مثلا، أو في البحرين ،فحتى لو قامت بسحق أي حراك من هذا النوع فهي في مقياس امريكا ودول الغرب تقاوم الارهاب ، فقط لأنها قلباً وقالباً مع اسرائيل ، وللأسف ؟؟!!
اما لماذا وصل الأمر بالمسلمين الى هذه الدرجة من الجهل فلذلك أسباب كثيرة .
هناك عرب ومسلمون وصلوا الى سدة الحكم بدعم من امريكا واسرائيل والثمن هو ان يقوموا بكل ما يمكنهم فعله على ان يصب في صالح امن وامان واستقرار واستمرار اسرائيل في الوجود .فإذا تردد احدهم واستفاق بعض من ضميره ذات يوم ، ازاحوه من كرسيه وربما قتلوه وجاؤوا بآخر أكثر وطاوة وتبعية لاسرائيل ..
الملك فيصل رحمه الله وبعد حرب 1973 زار القنيطرة وتحدث عبر وسائل الاعلام عن حرب تشرين ، وكان مما قاله وربما لم يكن يقصد ما فهمته اسرائيل من كلامه ، قال : سأصلي في القدس ! فاعتبرت اسرائيل انه يقصد انه سيدخلها محرراً ثم يصلي فيها ، فأرسلت اليه من ابناء جلدته ليقتله وبعد وقت قصير !!
كذلك فإننا نلاحظ ان الكثيرين من رجال الدين هم في الأساس اما فاشلون او جهلة ولكن المسلم اعتاد ان ينظر الى الشيخ حتى لو كان مدعياً الفهم نظرة قداسة ، دون ان ندرك مدى خطر هؤلاء على الفكر الديني الذي يدعونه وتأثيره السلبي على الناس !
اعرف رجلا في ضيعتنا كان يقال له أبو جمعة ، وكان هذا الرجل اميا ً جاهلاً لكنه بالمقياس الديني فقد كان عند اهل الضيعة ولياً من أولياء الله ، ما يقوله واجب الاتباع ولو كان خاطئاً ! ذات مرة وقد كان في مجلس فيه بعض المتعلمين من اصحاب الشهادات ، وكان الحديث عن ان الكرة الأرضية تدور .. واختلف الموجودون في امر ذلك حتى سأل أحدهم ابا جمعة : ما رأيك يا شيخ ؟ فقال لهم: انتهيتم من هذه المهاترات البلا طعمة ؟ لو كانت الأرض تدور يا فهمانين لكان باب هذه الشقة( يقصد الغرفة) على الشرق فيصبح على الغرب ، وخرج غاضباً؟!
وفي حقبة السبعينات كان ثمة رجل اسمه مسعود ، يعمل في مكان كان يسمى بكازينو دمشق الدولي وكان يقع حيث شيد اليوم بناء فندق الفور سيزن كما يقال . وقد أمضى هذا الرجل سنيناً عدة في هذا الكازينو وكان جل عمله برفقة فنانات وراقصات ذلك العصر . تقدم مسعود الى فحص البكالوريا ثلاث مرات حتى نجح ولكن بالكاد فلم يقبل في الجامعة الا في كلية الشريعة فانتسب اليها وهجر الكازينو ولكنه لبث في السنة الأولى ثلاث سنين فرفضته الكلية .. حار مسعود فيما يفعله لكسب الرزق والعيش واهتدى بعد تفكير ان يعود الى قريته ويصير شيخاً فيها وهكذا كان ..وصار مسعود مع الزمان رجلا مقدساً يعلم الناس الدين الذي يجهله ، والناس به يقتدون !!
حتى المتعلمين من مشايخ الدين اليوم ، فقد باع الكثير منهم دينهم وضميرهم بعرض من اعراض الدنيا فجاملوا سادتهم وحتى اعداءهم طالما تسبب لهم ذلك بنفع دنيوي وللأسف !!
منذ فترة ، افتى احد هؤلاء بقتل ثلث الشعب السوري ، تحت شعار ومالو؟ فقط ارضاء لحكومة البلد التي يعيش فيها والتي تبذل قصارى جهدها لارضاء من يضمن استمرارها على كرسي الحكم : اسرائيل !!
لماذا في كل بلد مسلم مرجع افتاء مستقل عن الاجماع الاسلامي ؟ لماذا لا يكون ثمة مجلس لشيوخ وعلماء الاسلام الحق ، ومن كل دول العالم الاسلامي ،يدرسون حال المسلمين في كل بلد ويصدرون قرارهم العادل بما يرضي الله ورسوله واحكام الدين الصحيحة؟ لماذا هذه العشوائية في الحكم على الحلال والحرام ؟ اليس من الأفضل وقد المت كارثة ببلد اسلامي ان يجتمع هؤلاء دون ان يكون لقرارهم هدف سوى ارضاء الخالق عز وجل ويصدرون ما يجب ان يتم فعلا ؟ ولكن هل يمكن لهذا المجلس ان ينعقد دون ان تسيطر عليه ارادة حكام ملكوا المال وارتهنوا لاسرائيل وامريكا ، دون الله عز وجل ، فقط حرصاً على كراسي حكمهم؟!
يا حكام الخليج ، يا رجال الدين في كل مكان في العالم ، هل تعلمون حقيقة ما يقوم به اولئك ضد الشعب المسلم في سورية ؟ هل تعلمون حقيقة ما يرتكبونه بحق أخوة لكم في الدين ؟ وهل يستأهل بنظركم تدمير بلد مسلم وقتل شعب مسلم ، فقط حتى لا تخسروا ميزاتكم الدنيوية التي خصكم بها حكامكم العملاء لا سرائيل ومن يدور في فلك اسرائيل ؟ عزاؤنا ، انه لا يضيع عند الله حق مظلوم ، وما الدنيا الا دار اختبار ، والله سبحانه يمهل ولا يهمل ، ولا بد الا ان ينتصر الحق ، ولو بعد حين .
سيريان تلغراف | ابراهيم فارس فارس
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)
هل تعلم يا سيدي ان من يدعي الاسلام هذه الأيام ويقوم بالذبح والقتل والاغتصاب ويدافع عن ذلك بأن ما يقوم به جهاد في سبيل الله قد جعلنا نشكك في صدقية التاريخ الاسلامي ويجعلنا نجنح نحو النفور من هذا الدين !!لكن ايماننا الصادق بسمو الرسالة السماوية ووالمحبة والانسانية والسماحة التي اتصف بها سيد الخلق سيدنا محمد تعيد الثقة الينا بأن ما يحدث مجرد كبوة ولا بد ان يعود الاسلام الى صورته النقية الصادقة مهما فعل اولئك من محاولات تشويه واساءة وسيلاقون مصيرهم المحتوم الى المزابل هم والحكام الانذال وزعماء الخليج الخرفان الذين يعتقدون ان حماية المجرم سوف تنقذهم وتبقيهم على كراسي حكمهم التي اغتصبوها على حساب كرامة شعوبهم ، وان غدا لناظره قريب .
هدول مسلمين؟؟ هدول ما لهم علاقة بالاسلام لا من قريب ولا من بعيد .. هدول عملاء صهاينة شغلتهم تشويه الدين الاسلامي كرمال اسرائيل وعيون نتنياهو !!!؟؟؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل على هيك امة عربية واسلامية مات الاحساس فيها والنخوة وصارت اجيرة واطية عند اسرائيل ويللي عم بيدور بفلكها .