وامعتصماه …. بقلم ابراهيم فارس فارس
أغلبنا ، قرأ قصة الفتاة العربية التي أسرها الروم بعد احتلالهم مدينة عمورية العربية واستباحتهم لأهلها وكرامتهم وسبي نسائهم واذلالهم ، وكان من بين الروم بغل اشترى احدى الفتيات السبايا من احد النخاسين ،وكانت الفتاة غاية في الجمال حيث جعل يهينها ويجلدها بسوطه ، وصارت هي تستنجد وتستغيث بأهل النخوة علَّ أحداً يهبُّ لنجدتها ، حتى نادت أخيراً بعدما يئست: ” وااااامعتصماااااه …” وكان المعتصم بالله في ذلك الوقت أميراً لبني العباس . وعندما سمع الفتاة فارس عربي كان في الموقع ، قام بنقل الحالة الى الخليفة كما شاهد وسمع، فغضب الخليفة غضباً شديداً وارسل الى ملك الروم متوعداً ومهدداً ، وعندما رد ملك الروم على تهديد المعتصم ،كان رده ساخراً مستهزئاً بما وصله من خليفة العرب !! فجهز المعتصم جيشاً قوامه نحو تسعين ألف مقاتل ، وزحف الى عمورية فاسترجعها وحرر أسراها وأطلق سباياها ، ومن بينهم الفتاة التي استغاثت به. وكان لاستغاثتها الفضل في استرجاع عمورية الى حضن العروبة ، بل وأكثر من ذلك ، فقد جعل الخليفة ممن اشترى الفتاة وعذبها وأذلها مملوكاً عندها ، وأعاد للعــرب والعــــروبة عزتها وكرامتها .
وفي تاريخنا – والقريب منه – فقد عصفت بالشقيق لبنان أحداث مؤسفة وليست ببعيدة ، أدت الى دمار وخراب وتهجيرومآس لا توصف ! وكان أشد الزمان وطأة وضراوة عدوان اسرائيل على لبنان عام 2006، حيث دمرت اسرائيل وخربت وأحرقت وهجرت ..وتسببت في لجوء نحو مليون لبناني الى بلدهم الثاني سورية ..
سورية البلد العربي العروبي الأصيل ، فتح أبوابه لأشقائه على مصراعيها ، ولكنه لم يبن لهم الخيام، ولم يشردهم في الشوارع وتحت وطأة الحاجة والفقر والظروف الجوية القاسية ،بل فتح لهم البيوت والفيلات والمزارع ، وشعر اللبنانيون انهم ليسوا في بلد غريب، بل أشبه ببلدهم بل وأفضل في بعض الأحيان ، حتى انفرجت أزمتهم ، وعادوا الى بلدهم وبيوتهم آمنين.
لبنان وسورية بلدان شقيقان ومنذ الأزل وإلى يوم القيامة ، بل وأكثر من شقيقين . وكثير من الأمور مشتركة بينهما ، حتى العائلات قسم منها هنا وآخر هناك . الكنية ذاتها في لبنان وسورية . اللبناني ، وبسبب رخص الأسعارفي سورية ، كان يأتي الى دمشق او اي مكان آخر قريب ،يقضي يومه ،ويشتري حاجاته ، ويعود وكأنه في مشوار ضمن بلده !! اما عندما عصفت الأزمة بسورية ، وكان لها ما كان من أثر سلبي يكبر مع الزمن .. انفض حتى الأقربون عنها ، و تنكروا لهذا البلد وأفضال هذا البلد !! بل بالعكس ، حاول الكثيرون النيل منه والحاق الأذى به تحقيقاً لغاية شخصية او مصلحة تصب في النهاية في صالح اسرائيل وأذناب اسرائيل!! .. وفي لبنان صار الأشقاء وخاصة اهل 14 آذار يتفننون بإذلال السوريين وتعذ يبهم ،بل صاروا يمارسون ضدهم كل ما يخطر على بال الانسان الناقص ، من أساليب الذل والهوان والاحتقار وكأنهم ينتقمون بسبب حقد لا ينتهي ، اما لماذا ، فليس سوى رب العالمين يعرف الحقيقة ، الا انهم ينفذون ما يؤمرون به في الغالب !!
ونحن نعلم ان القيادة السورية ممثلة بشخص السيد الرئيس ، لا ترضى بإلحاق المهانة بأي شقيق عربي ، فكيف بالمواطن السوري ؟ ولكن هل هذا وقت الحساب ؟ نحن لا نريد لنخوة المعتصم ان تنتفض من جديد، فثمة ما هو أهم من مجرد حادثة وان كانت تتكرر !! ولكن بلغ السيل الزبى . ونعتقد ان البعض من لبنانيي آذار بحاجة الى تأديب ، من صغيرهم الى كبيرهم مع انه ليس ثمة كبار بينهم ! ففي يوم ليس بالبعيد ، ذهبت امرأة حرة سورية الى لبنان لغرض السفر من مطار بيروت لشأن لها في بلد ما ، وقد اضطرتها الضرورة القصوى الى ذلك . وعند الحدود اللبنانية ، اراها الأمن اللبناني نجوم السماء في عز الظهيرة كما يقول المثل!! وأذاقها شتى أنواع العذاب والقهر والاهانة ، فقط لأنها سورية !!وعندما حاولت المرأة جهدها رجاء وعطاء دون فائدة ، وبدت معالم اليأس على ملامحها ، قال لها أحد المسؤولين على الباب بكل وطاوة وحقارة و…..: بدك تفوتي ، ابسطينا منسمحلك !! الكلب الواطي الحقير . لا يعلم هذا الوغد ان صرماية هذه المرأة وصرماية أي مواطن سوري شريف أعلى مرتبة من رأس هذا البغل ومن يقف وراءه ! ولن نقول أكثر، ولكننا نضعها امام من بيده القرار، فلا بد من تأديب هذا الحيوان وأسياده ، عاجلاً أم آجلاً ، حتى يعرفوا حق المعرفة أن الله حق ، وأن فضل سورية عليه وعلى أسياده الى يوم القيامة ، ليس أكثر .
سيريان تلغراف | ابراهيم فارس فارس
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)
صدقت .. ووالله العظيم فإن ما يحصل من بعض اللبنانيين على الحدود تجاه السوريين أكثر مما تفضلت به بكثير وانا شخصيا اتمنى ان تعود الامور الى نصابها وتستقر وعندها عار علينا ان لم نردع مثل هؤلاء ونؤدبهم ليعرفوا من هي سورية وشعب سورية