صحيفة عزمي بشارة تندب : إعلاميون سوريون عادوا إلى حضن الوطن
نشرت صحيفة «العربي الجديد»، التي يديرها النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة، تقريراً عن الإعلاميين السوريين، الذين انضموا لصفوف ما سمته «الثورة السورية»، ومن ثم عادوا في حركة أطلقت عليها اسم «الانشقاق العكسي»، ليصبحوا جزءا من الآلة الإعلامية الرسمية أو شبه الرسمية للنظام. وتصل الصحيفة إلى نتيجة، يمكن تلمسها بسهولة ضمن سطور تقريرها، وهي التحذير من أنهم كانوا ربما عملاء للحكومة منذ البداية.
وحذرت الصحيفة من أن هذا النوع من الإعلاميين يمتلك «صداقات “وطيدة” مع معارضين ومع صحافيين وناشطين سوريين يعملون على الأرض، من السهل معرفة كل تحركاتهم وأسرار عملهم»
أول نموذج تعرضه الصحيفة لهؤلاء هو لبنى البدوي، التي قالت إنها «كانت تقدم برنامج “خليك أون” في إذاعة “روح” المحسوبة على الثورة حسب الداعمين» ثم عادت منذ بضعة أيام وبشكل غير مفاجئ هذه المرة إلى «حضن النظام» على حد تعبير الصحيفة، التي تضيف أن الإعلامية المذكورة حضرت ورشات إعلامية عدة مع منظمات دولية ومؤسسات «ثورية» في تركيا، وتقول الصحيفة إن البدوي «هي عضو في كثير من الصفحات والنشاطات والمجموعات “الثورية” وصديقة حفظت أسماءهم وأماكن عقد المؤتمرات وكيفية سير العمل وأسراره» مضيفة أنها «كانت تتنقل بين دمشق وغازي عينتاب واسطنبول، بعلم الإدارة وأمام أعين الزملاء والنشطاء الذين حذر بعضهم من تصرفات الفتاة مرات عدة دون أن يسمع أحد صوتهم أو يحقق بالموضوع»
عادت لبنى إلى البلاد والتقطت الصور مع السيدة الأولى أسماء الأسد. لتضيف الصحيفة نقلاً عن صحفي من غازي عنتاب أنه يمتلك «معلومات موثقة تفيد بأن الفتاة ومنذ البداية، كانت تعمل مع الجيش الإلكتروني»
والنموذج الثاني الذي تسوقه الصحيفة هو صحفي كردي سوري اسمه دلبرين موسى عاد أيضا ليلتحق بعمله كمعد برامج في التلفزيون الرسمي. ل”نظام الأسد”، وذلك «بعد أن عمل مع معظم المؤسسات الإعلامية الثورية، وبعد أن عرف وخبر الكثير عن الناشطين والإعلاميين المناصرين للثورة» على حد تعبير الصحيفة.
وتضيف الصحيفة أن دلبرين عمل لصالح قناة (سوريا 18 آذار) وقناة (سوريا الشعب) وعمل مع إذاعة سورية في تركيا، تقاضى منها رواتب محترمة، كما تقول. ثم تضيف أنه «عاد بشكل سري ودون أن يعلم أصدقاؤه إلى دمشق قبل أربعة أشهر» مشيرة إلى قوة فرضية «اندساس» دلبرين.
النموذج الثالث، بحسب الصحيفة، هو ميس كريدي، التي تقول إنها خرجت من سورية عام 2012 بعد أكثر من سنة على انطلاق «الثورة السورية»، وذلك من أجل أن «تمكّن لنفسها في الأردن وتضرب فروعها في المعارضة بشقوقها السياسية والإعلامية وحتى العسكرية» حسب تعبير الصحيفة التي أشارت إلى أن كريدي اجتمعت مع معظم ضباط «الجيش الحر» ومع السياسيين والإعلاميين السوريين المتواجدين في الأردن، ثم عادت فجأة إلى “حضن الوطن” واتهمت الجميع بأنهم باعوا البلاد، وأن ليس لهم أي دور في سورية الجديدة، كما قالت بعد عودتها.
النموذج الرابع قحطان صليبي، الذي عاد في إطار تسوية مع الحكومة السورية، تتضمن تحضيرات لعقد مؤتمر وطني عام في الـ 2012. وتنكر الصحيفة أنه صحفي حقيقي. وتقول أنه «أعلن انشقاقه فور وصوله تركيا، وارتدى علم الثورة ووثق انشقاقه بفيديو ما زال موجودا على اليوتيوب حتى اللحظة، وأجرت بي بي سي لقاءً تلفزيونيا معه تحدث فيه عن كيفية صنع الفبركات في كواليس إعلام النظام» ولم يلبث أن عاد إلى بلاده بعد أشهر قليلة.
النموذج الخامس، ودائماً حسب صحيفة «العربي الجديد» القطرية، نزار السعدي الذي تقول أنه «انشق عن النظام ليعمل في قناة سوريا الغد في العاصمة المصرية القاهرة»، ثم انتقل إلى تركيا، ثم باشر عمله مع وكالة مسارات الإخبارية التي يشرف عليها كل من لؤي مقداد وديما داغستاني.
وتضيف الصحيفة أن السعدي تعرض لاتهامات بالعمالة والخيانة من قبل زملائه، فلم يلبث أن ترك «الثورة» وعاد إلى «العمل مع النظام، بعد قرابة سنتين من العمل بمؤسسات الثورة» على حد تعبير الصحيفة.
وتقول الصحيفة أن حالات اختراق أخرى حصلت في الوفد الإعلامي التابع للائتلاف والذي ذهب إلى جنيف وترأسه جهاد بلوط اللبناني «المؤيد لنظام الأسد» حسب قول الصحيفة، التي أوردت أيضاً حالة باسل كويفي حالة أخرى، العضو السابق في المجلس الوطني، والذي عاد «بعد طرده من المجلس إثر وثيقة مسربة، وصلت إلى يد المعارض السياسي معتز شقلب حول انتهاء دوره الخارجي» حسب قول الصحيفة.
الصحيفة التي يظهر الغضب والحزن بين أسطر تقريرها لجأت إلى طبيب نفسي ليفسر لها الحالة، فقال إنه من الأسباب المحتملة لعودة هؤلاء أنه «من الممكن أن يكونوا بالأساس مجندين، ولديهم نية العودة منذ البداية أو أنهم كانوا صادقين في انضمامهم للثورة، لكن طول الأمد وظهور السلوكيات السلبية لبعض الثوار، دفع بما تبقى من خوفهم وضعفهم للعودة إلى نظام يخشون أنه قد لا يسقط»
تلجأ الصحيفة بعدها إلى شخص تقول أنه خبير أمني، فيقول أنه «لا يمكن الحد من هكذا اختراقات بشكل نهائي» ثم تعرض لوجهة نظر صحفي معارض «منشق»، اسمه فؤاد عبد العزيز، فأنحى باللائمة على المعارضة التي لم تصغ للمطالب بإنشاء وسيلة إعلام مهنية ومتماسكة، لأن مضيفاً ان «ما نراه اليوم هو نتيجة إهمال المعارضة السياسية وداعميها للإعلام الثوري».
سيريان تلغراف