تركيبة زجاجية تتخطى معايير الوزن والحجم
حصل مؤخراً جناح إدغار بوتمان للفعاليات في متحف جيمس إيه ميشينر للفنون في بيسلفانيا على هديةٍ قيّمة؛ إذ قدم له مسؤولو المتحف منذ بضعة أيام صندوقاً زجاجياً ضخماً، امتد ليبلغ الجانب الشمالي من حديقة المتحف النحتية، حديقة باتريسيا دي بفونت.
والمفارقة في تاريخ المتحف بأكمله هو أنه قد أُنشئ في 1989 ضمن موقع سجن “بكس كاونتي”، الذي هُدم جزءٌ كبير منه قبل تأسيس المتحف بثلاثة أعوام، ولكن مع ذلك دُمجت بعض بقاياه الحجرية بالمتحف الفريد، بما في ذلك ثلاثة جدران حجرية ضخمة ترتفع بمقدار 23 قدم.
من هنا يأتي تصميم هذا الجناح بتوقيع شركة “كيران تمبرليك” ليوضّح الاستخدام الفريد والطموح للألواح الزجاجية، وما تسمح به من إطلالات عميقة على المساحات الداخلية للمتحف ومنها على جدران السجن القديم المبهرة، التي تطوق حديقة باتريسيا دي بفونت.
وحول ذلك يعلّق المصمم الشريك، جيمس تمبرليك، إذ يقول “لقد فكّرنا منذ البداية بالاحتفاء فعلاً بجدار المتحف، والاستفادة بشكلٍ أكبر من المشاهد الطبيعية، وتحويلها إلى صندوق مجوهراتٍ شفاف ومتواضع يتم حشره في الحديقة، فهكذا سيكون من شأن هذا الحدث وحده أن يضع الجدار الحجري الخاص للغاية -والذي يعرّف المتحف- مباشرةً في تجربة الزائر للمتحف.”
الجدير بالذكر هنا أن استخدام 23 قدم من الألواح الزجاجية في هذا الجناح يتجاوز معايير الولايات المتحدة فيما يخص إنتاج الزجاج بمثل هذا الحجم والوزن، فهذه الألواح هي من بين أكبر وحدات الألواح الزجاجية العازلة المدعمة ذاتياً في العالم برمّته، وربما الأكبر في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.
أما عمن كان وراء تزويد المشروع بهذه الألواح فهي مجموعة “روشمان” الألمانية، التي قدّمت ألواحاً زجاجية يتضمن الواحد منها خمسة طبقات بقياس (5′ x 7″ x 23′ 6″) وبوزن 3.350 رطل، إلى جانب آلة شفط عالية الجودة، طورتها شركة “روشمان” خصيصاً ليستخدمها متعهدو البناء في رفع الزجاج لمكانه الصحيح.
ويُذكر أن اختيار المصممين لموقع الجناح قد تم بعناية قصوى، حيث تم وضعه في الخطة بحيث يحافظ على مكان التراس الموجود أصلاً ويسمح للزوار بالمرور عبر حديقة المتحف النحتية الخاصة.
وهكذا تتجسد حكمة هذه الخطة، حسب كلمات مدير المتحف التنفيذي، بروس كاتسيف، “في إمكانية الوصول للجناح عبر كلٍّ من الصالات الداخلية والحديقة النحتية الخارجية، مما يسمح لبرامج المتحف المتعددة بالعمل بشكلٍ متزامن، كما تطلق إنشائيته الزجاجية الطموحة تصريحاً معمارياً قوياً يضيف الشيء الكثير لهوية المتحف الملموسة.”