تحقيقات وتقارير

النازيون الجدد واليمين المتطرف .. وجه آخر لـ “داعش” في أوروبا

في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط جرائم عديدة لتنظيم “داعش” الإرهابي في محاولة لتشويه صورة الدين الإسلامي البرئ من هذه الأفعال الإرهابية، تظهر لنا داعش بوجه آخر ولكن هذه المرة في أوروبا، في صورة اليمين المتطرف والنازيين الجدد الذين لا يقلون تطرفاً عن “داعش” الشرق أوسطي، فهم لم يقبلوا الآخر ويتعاملون بعنصرية مع مواطنيهم المسلمين والمغتربين، ما أدى إلى زيادة حجم الاستقطاب، الذي أسفر عن حرق المساجد في أوروبا وعمليات القتل ضد المسلمين.

النازيون-الجدد-واليمين-المتطرف

“بيجيدا” المعادية للإسلام في ألمانيا..

ازدادت في الفترة الماضية المظاهرات التي ينظمها اليمين المتطرف والنازيين الجدد في ألمانيا ضد الإسلام، فقبل عدة أسابيع كونت حركة تعرف بـ”أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب”، المعروفة اختصاراً باسم “بيجيدا” المعادية للإسلام في ألمانيا، حركة صغيرة على موقع “فيسبوك”.

وبحسب وكالة الأنباء الإسلامية، فقد أدت هذه الحركة إلى زيادة حجم الاستقطاب الذي تمكنت منه في صفوف الألمان، وأثرت في أكثر من عشرة آلاف شخص شاركوا في مظاهرة نظمتها في مدينة درسدن الألمانية.

يفسر المحللون النفسيون الألمان صعود هذه الحركة المتطرفة ضد المسلمين بأنها مبنية على القلق من تلاشي قيم الغرب، لأن هذا نتاج لمجتمع عصبي لا فرصة فيه للصعود إلا لقلة قليلة، ويسود فيه شعور دائم بالمنافسة والصراع على المناصب والثروات، فيما يشير بعض السياسيين والأحزاب إلى أن السبب الأول في تنامي الكراهية ضد المسلمين هو الإعلام الذي لم يفرق بين الإسلام الصحيح وما تعرف بـ “داعش” في العراق وسورية، خاصة أخبار ممارسات “داعش” مع أنباء عودة المسلحين الألمان من القتال في سورية والعراق، واحتمال تخطيطهم لأعمال إرهابية بألمانيا.

مظاهرات ضد اللاجئين السوريين

المتظاهرون الذين يطلقون على أنفسهم “أوروبيون وطنيون ضد أسلمة أوروبا” يجوبون كل إثنين شوارع المدن مطالبين بوقف استقبال ألمانيا اللاجئين من سورية وشمال إفريقيا، وترحيل المسلمين ، مرددين شعارات تنم عن قدر كبير من العداء للأجانب بشكل عام وللمسلمين بشكل خاص.

بدأت هذه التظاهرات في تشرين الأول الماضي احتجاجا على قرار الحكومة الألمانية إقامة عدة دورات لاستقبال اللاجئين في إطار سياسة جديدة بتوزيع اللاجئين الذين يتدفقون عليها، خاصة السوريين على الولايات المختلفة.

مظاهرات مناهضة لحركة “بيجيدا”

تظاهر خلال اليومين الماضيين آلاف الألمان منددين بما تتبناه حركة بيجيدا (اليمين المتطرف والنازيين الجدد) ، وأدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل احتجاجات “بيجيدا”، وقالت عبر مساعدة لها: إنه لا مكان في ألمانيا للكراهية ضد المسلمين أو أي جماعة دينية أو عرقية أخرى، وحذرت الألمان من استغلال المتطرفين لهم، ورفضت وصول حق التظاهر لحق التشهير وإثارة مشاكل ضد الأجانب.

وساند وزير الداخلية الألماني مسيرات منددة بأفكار “بيجيدا”، وأثنى على المسلمين في ألمانيا ، وحذر من تزايد التحريض ضد المسلمين والأجانب، وهو ما شاركه فيه وزير العدل بعد حرق مراكز معدة لإيواء اللاجئين في ولاية بافاريا الألمانية.

وكان المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر هو أيضا قد حذر من حركة “بيجيدا”، وطالب ألمانيا بموقف واضح ضدها، ودعا لخروج الجميع في مظاهرات تنبذ أفكار الكراهية التي تروجها الحركة، وذكر بخروج رئيس البلاد أمام مظاهرة عند التعدي على يهودي وطالب بمثل هذا الموقف.

العنصرية الأوروبية ليست جديدة

يكفي الإشارة فقط لبعض الحوادث التي شهدتها ألمانيا خلال السنوات الأخيرة، وأبرزها وأبشعها كانت جريمة قتل مروة الشربيني عام 2009 في قاعة محكمة مدينة دريسدن، على يد يميني متطرف، ومن بعدها مقتل 8 أتراك على يد عناصر منظمة “الأساس القومي الاشتراكي” اليمينية المتطرفة والمعروفة باسم “خلية تسيفكاو”، وكانت من الحركات التي عطلت ومنعت بناء المساجد بألمانيا حتى “لا ينتشر الإسلام”.

وسجلت الشرطة الألمانية ارتفاعًا في التطرف الديني والهجمات التي تستهدف المسلمين والأجانب، حتى ارتفع عدد الجرائم ضد الأجانب إلى 179 جريمة في 2014، مع بروز حركة “بيجيدا”.

حرق المساجد

مع تعدد هذه الجرائم في المانيا وأوروبا في العموم ضد المسلمين جاء حادث إضرام النار في مسجد بمدينة ايسكيلستونا وسط السويد، ليؤكد حالة الاستقطاب الناتجة عن تطرف ودعوات هذه الحركات فى أوروبا.

وقال لارس فرانزل المتحدث باسم الشرطة السويدية للصحفيين إن “أحد شهود العيان قال إنه رأى شخصا يلقي بجسم غير معلوم نحو نافذة المبنى الذي يقع به المسجد واندلعت النيران بعد ذلك”، مضيفاً أن “خمسة أشخاص كانوا بالمسجد نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج من الاختناق”.

الأمر الذي يرجعنا إلي مظاهرات فجرها اليمين المتطرف والنازيين الجدد في السويد في وقت سابق من العام الجاري، حيث شهدت مدينة ايسكيلستونا الذي حدث فيها حرق المسجد، صدامات واحتجاجات لمعارضة سياسة اللجوء في السويد التي ترحب باللاجئين المسلمين من سورية ودول أخرى.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock