فرانكفورتر : يورغن تودنهوفر .. يروي مشاهداته بعد زيارة نادرة لـ”داعش”
كشف الكاتب الألماني يورغن تودنهوفر تفاصيل لقاءاته مع مسلحي “داعش” بعد أن قضّى 10 أيام في معاقل التنظيم المتطرف في كل من سورية والعراق.
ووفقاً لمشاهداته ولقاءاته أكد يورغن أن “داعش” أخطر بكثير مما يتصوره الغرب.
وفجر يورغن في الأوساط الغربية قنبلة بقوله إن “تنظيم القاعدة بالمقارنة مع داعش هو كالمحارة الفارغة.. القاعدة لاشيء إنها أمر هين بالمقارنة مع داعش”
مؤكداً أن مصدر ثقته فيما يذهب إليه هو ما لمسه لدى عناصر التنظيم خلال زيارته لمعسكراتهم في سورية والعراق من “الوحشية الدموية والخلفية المذهبية المتعصبة والاندفاع الذي لايمكن ثنيه أو تفسيره، وأيضاً من النجاحات التي حققوها حتى الآن”
يورغن روى كيف أنه أمضى يومين في مبنى في سورية يصل إليه يومياً 50 شخصاً مندفعين للجهاد، يبدون سعداء وليسوا فاشلين في حياتهم أو فقدوا السيطرة عليها كما تصور حكوماتهم في الغرب.
وقال “لقد قابلت في الموصل أشخاص جهاديين من بلجيكا فرنسا بريطانيا والسويد” وتابع “احد هؤلاء الجهاديين هو سويدي أشقر سألته عما أتى ليفعله هنا فأجابني بثقة إن وجوده هنا هو أجمل حياة بالنسبة إليه.. أما بالنسبة لي-يقول يورغن- فكان هذا شيء لا يصدق”
وعن جهاديي آخر ألماني ينقل يورغن تهديدات جدية بـ”غزو أوربا” يقول هذا “الجهادي” حرفياً “غزو أوربا ليس أننا نريد بل إننا سنفعل”
كما لم يبد من “الجهادي الألماني” أي ضير –كما يروي يورغن- في قتل مليون ونصف المليون “شيعي” إن رفضوا أن يصبحوا “سنة”
وفي شريط فيديو مصور يسأل يورغن الجهادي الألماني: ” إن كانوا في داعش يعتبرون قطع رؤوس وإعادة العبودية والسبي هو في سبيل الرقي وتقدم الإنسانية؟”
الجهادي أجاب، وكما يظهر في الشريط، بالتأكيد أن “قطع الرؤوس السبي والعبودية هو جزء من عقيدتنا الإسلامية لتثبيت الخوف في قلوب الكفار وإننا نستثمر في ذلك الخوف.. وعلى الناس أن يتذكروا الصحفي جيمس فولي وكيف قتل لأن حكومته تجاهلته”
يورغن أكد أنه استمر في محادثة هذا الجهادي الألماني لمدة سبعة أشهر متواصلة، وبدا الرجل المتعصب – بحسب رأي يورغن- أنه على اطلاع واسع بالأديان والمذاهب والتاريخ وأنه مصمم على أنه مع “داعش” في الطريق الصحيح ولا أحد يمكنه تغيير أفكاره.
وفي نهاية زيارته النادرة إلى معاقل “داعش” في سورية والعراق، يعتبر يورغن أن التهديد الذي يشكله “داعش” على الغرب لايتمثل في العائدين من “ساحات الجهاد” واحتمال شنهم هجمات في دولهم، صحيح أن هذا التهديد قائم وخطير، لكن ثمة تهديد اكبر وأخطر يتمثل في الأشخاص الذين يفكرون في الذهاب إلى “داعش” حيث يمكن لهؤلاء أن أن ينفذوا هجومات انتحارية دون أن تكون الأعين مسلطة عليهم، واقترح يورغن عدم التقليل من شأن “داعش” كما تفعل حكومات الغرب لأنهم وحسب ما استشفه من زيارته إلى معاقلهم يخططون على المدى البعيد لغزو أوربا..
وختم يورغن بالقول” إن تهديد داعش بغزو أوربا وأمريكا والبداية من الأندلس قد يبدو أمراً سخيفاً لكن من كان يقول إن داعش ستحكم اليوم بلداً أكبر من بريطانيا لو قال أحدهم هذا قبل عام من الآن مع بداية ظهور داعش لقلنا إن هراء وجنون”..
سيريان تلغراف