بانوراما الأزمة السورية 2014
مؤتمر “جنيف 2”
أعلنت هيئة الأمم المتحدة في كانون الثاني 2014 أن الوفد الحكومي السوري إلى مؤتمر “جنيف-2” سيكون برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم، وأجرى وزراء الخارجية الروسي والإيراني والسوري سيرجي لافروف، وجواد ظريف ووليد المعلم، لقاء ثلاثياً في موسكو لبحث التحضيرات للمؤتمر الدولي القادم حول سورية، وبالفعل انطلق مؤتمر “جنيف2” الدولي حول سورية في مدينة “مونترو” السويسرية يوم 22 كانون الأول، وذلك بمشاركة ممثلين عن النظام والمعارضة وعدد من اللاعبين الدوليين والإقليميين.
الإبراهيمي يعتذر للسوريين !!
خلال شهر شباط، أعلن المبعوث الأممي السابق إلى سورية الأخضر الإبراهيمي تعليق الجلسة الثلاثية من محادثات الجولة الثانية في جنيف بين وفدي الحكومة السورية والائتلاف المعارض، وذلك بعد أن تعثرت المحادثات بين الوفدين حول أولويات البحث حيث أصرت المعارضة على تجاهل أولوية مكافحة الإرهاب التي تبناها وفد الحكومة السورية. وأعلن المبعثوث الإبراهيمي في مؤتمر صحفي “خيبة أمله” وقدم اعتذاراً من السوريين لـ”عجزه” عن التوصل إلى وساطة في الحل السياسي..
كما أعلن ناصر القدوة نائب المبعوث الإبراهيمي استقالته من منصبه في أوائل شهر شباط، كما سيعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون منتصف شهر أيار من 2014 أن المبعوث الإبراهيمي استقال من منصبه..
في هذه الأثناء أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة استأنفت إرسال ما تسميه “المساعدات العسكرية غير الفتاكة” إلى قادة ما يسمى بـ”الجيش الحر” بعد تعليقها في كانون الأول 2013.
ديمستورا إلى المشهد السوري ..
في منتصف شهر تموز أعلن بان كي مون تعيين الدبلوماسي السويدي ستيفان دي ميستورا، موفدا للأمم المتحدة للنزاع في سورية خلفاً لـ”الإبراهيمي”، ونائب وزير الخارجية المصري السابق رمزي عز الدين رمزي مساعداً له.
وقدم موفد الأمم المتحدة ديمستورا ستافان دي ميستورا مبادرة لوقف إطلاق النار للسماح بتوزيع المساعدة الإنسانية في أواخر تشرين الأول، باسم “تجميد النزاع”وعبر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عن دعمهم للمبادرة التي تهدف إلى “إقامة مناطق وقف إطلاق نار في سورية، لاسيما في حلب” حسب زعم ديمستورا.
الانتخابات الرئاسية
تلقت المحكمة الدستورية العليا طلبات ترشح لمنصب رئاسة البلاد، وتقدم الرئيس الحالي بشار الأسد بالأوراق الرسمية للترشح للانتخابات الرئاسية السورية أواخر نيسان، وتم إغلاق باب الترشّح للانتخابات في مطلع أيار، وبلغ عدد المتقدّمين بطلبات ترشيحهم 24 مرشحاً، أبرزهم الرئيس بشار الأسد، وبدأت الحملات الدعائية للانتخابات بعد أن أعلنت المحكمة الدستورية العليا القائمة النهائية للمقبول ترشحهم إلى منصب رئيس الجمهورية السورية، وهم ماهر عبد الحفيظ حجار، وحسان عبد الله النوري، وبشار حافظ الأسد.
وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية الروسية أنها سترسل وفداً من المراقبين الروس إلى سورية لمتابعة سير انتخابات الرئاسة، وفي أول حزيران تم فتح مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية ، ودعوة 15 مليون ناخب للاقتراع يتوزعون على نحو 9 آلاف مركز اقتراع، وأعلن المراقبون الروس للانتخابات أن لا غبار على سير العملية الانتخابية في سورية.
تم الانتهاء من فرز الأصوات، وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات في الرابع من حزيران حصول الرئيس الأسد على 10 ملايين و319 ألف و723 صوتاً، أي ما نسبته 88.7% من عدد الأصوات الصحيحة، ليكون بذلك رئيساً لمدة 7 سنوات جديدة لسورية.
مجلس الأمن
في منتصف شهر آب صوّت مجلس الأمن على عقوبات تحدت الفصل السابع تهدف إلى قطع الإمدادات البشرية والتموينية والمالية عن المتطرفين في العراق وسورية. وشكّل مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا أشد إجراء يتخذه مجلس الأمن ضد المسلحين المتطرفين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في العراق وسورية ممثلين في “داعش” و”النصرة”.
ونص المشروع على أن “مجلس الأمن يحث الدول الأعضاء كافة على اتخاذ إجراءات تهدف الى وضع حد لتدفق مقاتلين إرهابيين أجانب” ينضمون الى “داعش” أو “جبهة النصرة” ويهدد بفرض عقوبات على أي جهة تساهم في تجنيدهم .
كما حذر من أي تعامل تجاري مع هؤلاء المتطرفين الذين سيطروا على حقول نفط وبنى تحتية يمكن أن تكون مجزية، وقال إن مثل هذه التجارة “يمكن اعتبارها دعماً مالياً” .
وكان مجلس الأمن صوّت في شهر شباط وبالإجماع على قرار غير ملزم يطالب “برفع الحصار عن المدن في سورية” وتسهيل دخول القوافل الإنسانية، واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن في أيار ضد مشروع القرار الفرنسي القاضي بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، وفي تموز تبنى مجلس الأمن الدولي قرار جاء بمبادرة من روسيا، يقضي بعدم جواز تجارة النفط مع المنظمات الإرهابية النشطة في سورية والعراق.
“داعش” في سورية
نشر تنظيم “داعش” شريط فيديو في شهر آب لعملية ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي، الذي تم خطفه في سورية تشرين الثاني 2012، كما قطع التنظيم رأس صحفي أمريكي ثانٍ هو ستيفن سوتلوف البالغ من العمر 31 عاما، في شريط فيديو بث على الإنترنت في أيلول 2014، وأعلنت “داعش” في شريط أخر تم بثه على الإنترنت ذبح موظف الإغاثة البريطاني ديفيد هينز، وهدد بقتل رهينة بريطاني آخر إذا استمرت لندن بدعم الحرب ضده، وبالفعل نفذ التنظيم تهديده وبث مقطع فيديو في أول تشرين الأول يظهر إعدام الرهينة البريطاني عامل الإغاثة آلان هينينغ على أيدي مسلحي “داعش”.
وكان آخر عمليات الإعدام للرهائن في 17 تشرين الثاني، حيث أظهر التنظيم عملية ذبح الرهينة الأمريكي بيتر كاسينغ، الذي عمل في المجال الإغاثي في مستشفيات وعيادات في لبنان وتركيا واعتقل عام 2013 خلال تواجده في مدينة دير الزور شرق سورية.
التدخل الدولي والإقليمي
أعلنت واشنطن في أواسط شهر آب أنها تدرس خيارات عسكرية ضد “داعش” في سورية، وسط رفض بعض الدول وموافقة أخرى وتردد ثالثة، وسعت الإدارة الأمريكية لاستقطاب الدول الإقليمية، وفي 23 أيلول أعلن البنتاغون أن الجيش الأمريكي وشركاءه شنوا للمرة الأولى غارات على مواقع لتنظيم “داعش” في سورية، وشاركت في الهجوم دول عربية هي السعودية والإمارات والأردن والبحرين، فيما اعتبرتها روسيا وسورية وإيران انتهاكا لسيادة دمشق.
أزمة عين العرب..
حاول تنظيم “داعش” السيطرة على مدينة عين العرب على الحدود مع تركيا، لكن الأكراد دافعوا عن مدينتهم بكل قوة، حيث عبر خلال شهر أيلول أكثر من 300 مقاتل كردي على الأقل الحدود التركية إلى سورية لمحاربة التنظيم، وأغلقت بعدها السلطات التركية عدد من معابرها الحدودية مع سورية وقدمت دعماً لتنظيم “داعش” في مواجهة “أعداءها الأكراد”..
سيريان تلغراف