يا عيد .. يا طالل مع الأحزان
للعام الرابع على التوالي يقضي السوريون ميلادهم على أنغام أغنيات السيدة فيروز و قرع أجراس الكنائس، وسط أمنيات كررها السوريون في كل عيد منذ آذار 2011 بأن يعود العام القادم وتكون “الحرب خلصت” و”الناس رجعو ع بيوتون” و”يرجع الأمن والاستقرار للبلد”.
ميلاد هذا العام يمر صامتا حزينا لدى عوائل السوريين ومنهم عائلة “عصام” الذي قضى في مدينة دمشق تاركا ابنته “شام “التي لم تكمل عامها الثاني بعد “لتعلّق نجمته التي كان يحب أن يزين بها شجرة بيت العائلة ” كما تقول أمه ، “الشجرة التي كان يشرف على تزيينها قبل سنوات الحرب”.
تمر في شوارع مدينة اللاذقية وسط ازدحام شديد ، تسأل أصحاب المحال التجارية عن سببها فيقولون “الزحمة ليست في التسوّق وشراء ملابس العيد وفرح الناس، بل نتيجة ازدياد عدد السكان الذين أصبحوا قاطنين في اللاذقية ، حيث الشوارع ضيقة والأرصفة مشغولة ككراج للسيارات “.
هذا العام أشجار العيد خفيفة في زينتها، خفيفة في إضاءتها فالتقنين في حياة السوريين أصبح عادة لا يملها الناس بدءا بالكهرباء مرورا بالغذاء وصولا إلى التدفئة “فسعر الزينة هذا العام بكلفة كسوة العيد في أعوام ما قبل الحرب ” بحسب تعبير أحدهم, ليضيف آخر” بنحط شجرة وبلا ما نزيّنها لأن ما في كهربا ” .
يقول أبناء اللاذقية “ما يشعرنا بقرب الأعياد هو ارتفاع الأسعار الجنوني، ارتفاع أسعار الخضار والفواكه واللحوم والألبسة وكل ما تحتاجه “، ويراه البعض طبيعيا ” قبل الحرب وبعدها التجار يستغلون المناسبات لزيادة الربح فالرقابة شبه معدومة “، ويقول آخر “وحدها أغاني الخالدة “فيروز” تصدح مبشرة بالعيد بلا تقنين ولا ارتفاع أسعار”.
عيد هذا العام كالأعياد التي سبقته تقتصر على الصلوات وقرع أجراس الكنائس ووضع الأشجار في الساحات العامة لتزيّن بصور شباب مدينة قدمت الآلاف من فلذات كبدها شهداء في حرب تطول أيامها ولا رابح في نهايتها فـ”أبناء البلد كلهم خاسرون” .
سيريان تلغراف