دان مجلس الأمن الدولي تفجيري دمشق اللذين أسفرا أمس الخميس عن مقتل 55 شخصا وجرح 400 على الأقل.
وتبنى المجلس بالإجماع بيانا يحث كل الأطراف عل التطبيق الفوري والكامل لخطة إحلال السلام في سوريا.
ودعا البيان كل الأطراف إلى تطبيق الخطة التي وضعها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان خاصة ما يتعلق بوقف العنف المسلح.
وقالت باربرا بليت مراسلة بي بي سي في نيويورك إن هناك قلقا دوليا متزايدا من تورط مقاتلين على صلة بتنظيم القاعدة في بعض التفجيرات التي شهدتها سوريا.
وأوضحت مراسلتنا أنه إذا كان ذلك صحيحا فهو يعني وجود “طرف ثالث” خارج حسابات عنان الذي تهدف خطته إلى تهيئة الأجواء لتسوية سياسية بين الحكومة السورية والمعارضة.
وأقرت الدول الأعضاء في مجلس الأمن بأن خطة عنان تتعرض لضغوط لكن لا يوجد بديل عنها، وأكدت دعمها التام لبعثة المراقبة الدولية في سوريا ولكوفي عنان.
كما استنكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تفجيري دمشق، وجدد بحسب المتحدث باسمه مارتن نيسيركي ” نداءه العاجل للاطراف كافة بان تحترم بشكل كامل واجباتها بوقف العنف المسلح بكافة اشكاله وحماية المدنيين والنأي بانفسهم عن الاعتداءات العمياء بالقنابل وباقي الأعمال الإرهابية”
أما السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري فقال إن في حوزة دمشق لائحة من 12 “ارهابيا اجنبيا” قتلوا في سوريا بينهم فرنسي وبلجيكي وبريطاني.
وأعلن الجعفري اثناء نقاش حول مكافحة الارهاب في مجلس الأمن أن “حكومته تملك اعترافات مسجلة لـ”26 ارهابيا بعضهم مرتبط بالقاعدة”.
واوضح لاحقا للصحافيين ان الغالبية من هؤلاء هم من التونسيين والليبيين إضافة الى فلسطيني وأردني.
كما أوضح أن انفجارا” اخر وقع في حلب أمس الخميس أسفر عن “سقوط عدد من الضحايا المدنيين” واضرار مادية جسيمة.
تبادل اتهامات
وقد اتهم المجلس الوطني السوري، الذي يعد الجماعة الرئيسية في المعارضة، الحكومة السورية بتدبير انفجاري دمشق، في حين وجهت دمشق اصابع الاتهام الى المعارضة المسلحة.
وقال سمير نشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني إن “النظام السوري يقف خلف هذه التفجيرات ليقول للمراقبين انهم في خطر، وليقول للمجتمع الدولي إن العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سوريا”.
طن من المتفجرات
كانت وزارة الداخلية السورية قد أعلنت أن طنا من المتفجرات استخدم في تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين حسبما نقل التلفزيون السوري الرسمي.
وقال التلفزيون السوري ان الانفجارين وقعا عند تقاطع “القزاز” في العاصمة السورية، التي يقع فيها فرع كبير للأمن العسكري يُسمى فرع فلسطين، وبجانبه معهد العلوم المصرفية والمالية التابع لجامعة دمشق.
ونقلت مراسلتنا ليز دوسيت عن طبيب في أحد مستشفيات دمشق قوله إن هذه أسوأ حالة طوارئ عمل بها في حياته، وأكد أن الإصابات جسيمة، وفي مشرحة دمشق وضعت الجثث الممزقة إلى أشلاء نتيجة شدة التفجيرين.
وأوضحت مراسلتنا انه بصرف النظر عمن دبر التفجيرين إلا أنهما هدفا لإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية خاصة وانهما وقعا في ساعة الذروة الصباحية.
ورغم الطوق الأمني الذي فرض حول الموقعين تجمع بعض المواطنين ورددوا هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد.
يشار إلى أن نحو 105 مراقبين ينتشرون على الأرض حاليا في سوريا لمراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار.
بي بي سي