كشفت مصادر بريطانية مؤخراً أن قطر تدرب سراً مسلحين من ما يسمى إعلامياً “المعارضة السورية” بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، في قاعدة بالصحراء.
وأفادت المصادر أن “المعسكر يستخدم لتدريب الجيش الحر ومقاتلين آخرين من المعارضة ويقع إلى الجنوب من العاصمة القطرية الدوحة بين الحدود السعودية وقاعدة “العديد” أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق
الأوسط، مشيرة إلى أن “البرنامج قد يشمل تدريب مقاتلين من جماعات إسلامية علنًا”.
وبدأ برنامج التدريب منذ عام تقريبا كما أن المخابرات المركزية الأمريكية تقوم بمراقبة العناصر التي ستخضع للتدريب في قطر قبيل سفرهم، وهؤلاء العناصر يسافرون إلى قطر عبر تركيا، كما سلمت قطر أسلحة معظمها قذائف “مورتر” لـ”الجبهة الإسلامية” وبعض كتائب “الجيش الحر” قبل حوالي شهرين ودفعت بعض الرواتب للجماعات المتطرفة.
لم يكن هذا التدريب الأول من نوعه، ولم يكن هذا المعسكر جديداً، ولم تكن هذه السياسة القطرية مختلفة عن سابقتها، فقد كشفت مصادر مطلعة فيما قبل عن وجود مراكز تدريب للإرهابيين على مختلف أنواع الأسلحة،
ومن مختلف الجنسيات وذلك من أجل إرسالهم إلى سورية للقتال ضد الدولة اسورية، حيث يتلقى هؤلاء الإرهابيون تدريباً عسكرياً متنوعاً وتدريباً دينياً متطرفا.
و أنشئت هذه المراكز التدريبية في حزيران عام 2004 من خلال دمج خدمة جهاز المخابرات العامة السابق، وجهاز التحقيق وجهاز أمن الدولة، ويتولى أمن الدولة في قطر الإشراف على هذه المراكز مستعيناً ببعض الضباط، ومن ثم يتسلل هؤلاء الإرهابيون إلى سورية عبر تركيا وليبيا والأردن، فبين 3 كانون الثاني 2012 ونيسان 2013 نفذت طائرات عسكرية قطرية نحو 90 رحلة عبر تركيا والأردن ونقلت فيها مئات المقاتلين.
لم توضح قطر موقفها الرسمي حتى الآن تجاه خطة الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الخاصة بتوجيه ضربات عسكرية في الأراضي السورية، لكن منذ تولي “تميم بن حمد آل ثاني” منصب أمير قطر حزيران العام الماضي، بدأت قطر تحول اهتماماتها من الشئون الدولية إلى الشئون الداخلية، وأصبح موقفها تجاه الأزمة السورية محافظا نسبيا، ويعتقد محللون أن الموقف القطري الداعم للمسلحين لن يتغير، ومن المرجح أن قطر ستحافظ على موقفها المتشدد تجاه الحكومة السورية، لأنها لا تستطيع اتخاذ موقف دون أخذ مصالح أصدقائها الإقليميين والدوليين في الاعتبار.
دور الدويلة القطرية خلال السنوات الماضية ظهر جلياً في كافة الأزمات التي يمر بها العالم العربي، والذي بدأ بفتح أبوابها أمام القوات الأمريكية لضرب العراق ثم دورها في تونس وليبيا ومشاركة قطر في ضرب المواطنين الليبيين، وكذلك ظهر الدور جلياً في الأزمة المصرية عبر رعايتها واحتضانها لجماعة “الإخوان” الإرهابية ودعمها ماديا وسياسيا وفقا للخطة الأمريكية المرسومة للمنطقة بأكملها والتي تنفذها قطر ببراعة، وكان آخر أدوار الخيانة دورها الحاسم في تصعيد الأزمة السورية، حيث أصبحت الدوحة مجرد أداة بيد الإدارة الأمريكية بعد أن كان أمير قطر نفسه يشيد بالحكومة في دمشق، لكن بالرغم من كل هذه المؤامرات، إلا أن الدور القطري قارب على الانتهاء بعد التخلص من الإرهابيين الذي زرعتهم في سورية والعراق ومصر وغيرهم من الدول العربية.
سيريان تلغراف