خمس مناطق مهيّأة لأن تكون منطلقاً لحرب عالمية ثالثة
يسأل جيمس هاردل من مؤسسة “جين الدفاعية” هل في الافق أمر أسوأ، اي اندلاع نزاع ذي تشعبات دولية أكثر حدة ؟
في رأيه أن ثمة خمسة محاور ساخنة حول العالم يمكن أن تندلع فيها حرب عالية ثالثة. وقبل أن يحددها ،يوضح أن الازمة الاوكرانية ومقاربة الادارة الاميركية لما يحصل في سوريا أو شمال العراق، أظهرتا أن الحرب الصناعية التي ميزت القرن العشرين قد ولت، وأن حربا عالمية ثالثة كما نتصورها بعيدة الاحتمال.فما هي الساحات الملتهبة القابلة للانفجار في رأيه وكيف؟.
1- الشرق الاوسط:
الوضع الراهن في الشرق الاوسط، سواء أكان ما يتعلق بتنظيم “الدولة الاسلامية” أو العراق أو غزة أو سوريا أو ايران أو اسرائيل أو لبنان أو تداعيات “الربيع العربي”، مربك ومرعب جدا ولا يمكن التغلب عليه. والامر الوحيد الايجابي الذي يمكن قوله عنه هو أنه لم يؤد بعد الى حرب عالمية ثالثة.وهذا يمكن أن يحدث اذا حصلت ايران على القنبلة النووية، وردت اسرائيل باستخدام ترسانتها المفترضة.وثمة احتمال آخر يستحق مزيدا من التدقيق، وهو ما اذا كان السعوديون سيحدثون صواريخم البااليستية من طراز “دف-3” الى “دف-21س” ، وهو أمر متوقع على نحو واسع، أو تجهيز صواريخهم الاقدم من طراز “دف-3س” الاقل دقة برؤوس نووية. وثمة عامل آخر في هذا السيناريو وهو السؤال بأي اتجاه ستصوّب السعودية هذه الصواريخ، الى ايران أم الى اسرائيل؟.
ومن المفارقات الاقليمية ايضاً مساعدة الكوريين الشماليين “نظام الرئيس الأسد”، أو احتمال سيطرة “الدولة الاسلامية” على مخزون غير معروف سابقاً من المواد الانشطارية وامتلاك القدرة على تحويلها سلاحاً.
2- روسيا ضد حلف شمال الاطلسي:
قبل بدء الحملة الجوية الدولية ضد “الدولة الاسلامية”، كان الحدث الابرز هذه السنة ما يحصل في شرق أوكرانيا.فاسقاط طائرة الركاب الماليزية و”الانتهاكات” الروسية المتعددة لحدود أوكرانيا اضافة الى ضم القرم، اضطر الغرب الى اعادة تقويم جادة لعلاقته مع بوتين.وقد اتخذ الاطلسي سلسلة خطوات لتعزيز موقعه في أوروبا الشرقية، بما فيها الاعداد لقوة تدخل سريع ونشر معدات على طول حدوده الشرقية.ولكن على الاطلسي أيضا أن يجد طريقة للفوز في حرب المعلومات التي أدارها بوتين بمهارة كما كل المواجهات على الأرض في أوكرانيا.
3- الصين ضد أميركا (عبر تايوان واليابان أو بحر جنوب الصين):
صار الحديث عن امكان اندلاع حرب بين القوة الصاعدة و القوة البارزة محطة بارزة في مناقشة العلاقات الصينية-الاميركية في السنوات الاخيرة، وخصوصا بعدما غيّر بروز الصين وترسانتها العسكرية ميزان القوى وأثر على نقاط الاحتكاك في شمال شرق آسيا.ولعل المظاهر الاخطر لنقاط الاحتكاك هذه يكمن في أنها تورط أطرافا ثالثة، بينها بحر جنوب الصين واليابان وتايوان وكوريا الشمالية، وهو ما يمكن أن يؤدي الى نزاع محلي قد يخرج من السيطرة سريعاً.
أولا هناك النزاع المحتمل بين اليابان والصين على جزر سنكاكو أو دياويو التي تغطيها معاهدة الدفاع الاميركية-اليابانية.والنقطة الساخنة الاخرى هي بحر جنوب الصين، حيث تقلق الفيليبين، وهي حليف أخر لواشنطن، تحركات الصين في أرخبيل سبراتلي.ولعل”المصلحة الاساسية” العالقة تبقى تايوان.وقد يكون ميل ميزان القوى العسكري بعيدا من تايوان لمصلحة الصين أحد أكبر التغيرات لامن شرق آسيا في السنوات ال15 الاخيرة.
وفي حال حصول طارئ ما، لن تكون واشنطن قادرة على التخلي عن تايوان، ، وستضطر الى الدفاع عن الجزيرة.وبخطوة كهذه، سيجد الجيش الاميركي نفسه في مرمى الانظمة الصينية .ولا شك في أن ضربة صينية مباشرة ضد حاملة طائرات أميركية سينقل المواجهة الى مستوى جديد، كما ان اي هجوم على قواعد أميركية في اليابان سيدخل طوكيو في الحرب.أما ما سيحصل عندها فيعتمد على شهية الجانبين على استمرار الحرب التقليدية، ولكن الزعماء في كلا البلدين قد يشعرون بأنهم مضطرون الى الضغط على الزر.
4- كوريا الشمالية ضد العالم:
ذكّرت الانباء الواردة أخيرا من كوريا الشمالية عن اعتلال صحة كيم جونغ-أون . إن شمال شرق آسيا لها ايضاً نوعها الخاص من المتطرفين.هناك يستخدم الزعيم الشاب “الاستفزازات” في لعبة محكمة للتصعيد يستغلها للحصول على تنازلات بشكل مساعدات غذائية أو اقتصادية من المجتمع الدولي.ولكن نظرية الاستفزازات تبقى مقبولة الى أن يستدرك المرء أن كوريا الشمالية تطور سلاحا نوويا.وفي الوقت نفسه، تطور سيول قوتها الخاصة للردع التي تطمح الى أن تتيح لها تدمير السلاح النووي لجارتها الشمالية قبل أن يترك قواعده الارضية.أضف الى ذلك أن الصين فقدت الصبر والاهم النفوذ على ما يبدو على حليفها الستاليني وصار الوضع في شبه الجزيرة الكورية أكثر غموضاً. ولا شك في ان سلوك كوريا الشمالية يرتكز على منطق بقاء النظام، ولكن اذا مات كيم أو لم يعد قادرا على ضمان استفادة النخبة في بيونغ يانغ من حكمه، تصير كل الاحتمالات مفتوحة.
5- الصين ضد الهند (ضد باكستان):
تراجع التوتر بين الهند والصين في 27 ايلول الماضي بعد ثلاثة اسابيع أظهرت الى أي مدى يمكن أن تكون العلاقات معقدة بين هذين الجارين الكبيرين. وشكل سماح سري لانكا لغواصة وسفينة حربية صينيتين بالرسو في عاصمتها كولومبو، اشارة أخرى الى امكان تضارب الاولويات الاستراتيجية بين نيودلهي وبيجينغ، وسط مخاوف الهند من دفء العلاقات بين الصين والدولة الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.ومع أن البلدين أجربا مفاوضات ناجحة في خصوص نزاعاتها الحدودية ، تهدد الصداقة بين بيجينغ واسلام اباد ،اضافة الى تحركات العملاق الاصفر في اتجاه المحيط الهندي ،النفوذ الاقليمي لنيودلهي.ومن شأن هذا النوع من التنافس، اضافة الى قرارات سيئة في مواقع ساخنة ككشمير، أن يؤدي الى تصعيد لا يمكن ايا من الجانبين تفاديه.
سيريان تلغراف