خطوات أوروبية لمواجهة “كابوس” الجهاديين
مئات الشباب من دول الإتحاد الأوروبي يحاربون في سورية والعراق بين صفوف تنظيم “داعش”، ما جعل وزراء داخلية دول الإتحاد الأوروبي يجتمعون مجددا لمناقشة سبل منع الجهاديين من السفر للمشاركة في تلك المعارك.
توجه الكثير من الشباب من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا إلى سورية أو العراق عبر تركيا، للانضمام إلى صفوف “الدولة الإسلامية” المتطرف.
وحسب مصادر رسمية بلغ عددهم المئات، في تطور يضع البلدان الأوروبية أمام مشاكل جمة، وسط تنامي الخوف من أن يقوم هؤلاء الإسلاميون المتدربون على المعارك بعمليات داخل أوروبا بعد عودتهم إلى بلدانهم.
وبحثا عن إجراءات احترازية، تراهن السلطات على منع هؤلاء من السفر. بيد أنه إجراء يزيد من حدة التوتر ومحفوف بالمخاطر. ولذلك يناقش وزراء داخلية الدول الست الكبرى آليات تعاطي دول الإتحاد الأوروبي مع الإسلاميين الجهاديين وسبل الحد من نشاطات مساعديهم.
وجرى الحديث كثيرا عن سحب الهويات وجوازات السفر. وقد تصبح إمكانية منع سفر الجهاديين لسورية والعراق من فرنسا أمراً أسهل في المستقبل بعد مصادقة البرلمان على “قانون محاربة الإرهاب”.
وأدرجت فرنسا قانونا جديدا لملاحقة من يقف وراء “خطط لتنفيذ عمليات إرهابية بشكل فردي”، حتى تتمكن من التحرك ضد أفراد يخططون بشكل فردي لأعمال إرهابية دون أن يكون على صلة بجماعات إرهابية.
ويشمل القانون الجديد حظر الدعاية الإسلامية على شبكة الإنترنت، وذلك عبر حجب المواقع التي “تمجد الإرهاب”.
حاليا، هناك توجه داخل ألمانيا باعتماد إجراء سحب بطاقات الهوية، حتى يتم منع الجهاديين من السفر إلى سورية عبر تركيا.
ولذلك بدأت السلطات الألمانية تشدد الرقابة على الأوساط الإسلامية، مع تعزيز التعاون مع باقي الدول الشريكة. لكن هذا التعاون لا يمر دائما بنجاح، كما أظهرت حالة في فرنسا، تمكن فيها ثلاثة إسلاميين معروفين لدى السلطات الأمنية، من مغادرة مطار مرسيليا بكل حرية، وذلك بعد عودتهم من سورية، فيما كانت الشرطة تنتظرهم في مطار باريس. السبب في ذلك يعود إلى السلطات التركية التي لم تخبر الشرطة الفرنسية عن تغيير وجهة الطائرة قبل إقلاعها.
ويبقى المشكل الأكبر في التطرف السريع للشباب من خلال شبكة الإنترنت، حيث يصعب رصد هؤلاء من طرف الجهات الأمنية.
ونظرا لإمكانيات الشرطة وأجهزة الاستخبارات المحدودة، فإنه من الصعب رصد كل الإسلاميين المتشددين. ولذلك، بدأ التفكير في اعتماد برامج بالمدارس تهدف إلى الوقاية من التطرف.
سيريان تلغراف