في خدمة الكلاب .. بقلم عشتار
كنت في طريقي الى البيت رأيت سيدة “شابة” تُنزِّه كلبها المدلل ” ومعها طعام له وحين فرغ من طعامه عرضت عليه المزيد فرفض الكلب (حيث دندل أذنيه) فاحترمت رغبته .. ولما أراد ان يقضي هذا الكلب ” حاجته” (أكيد مفهومة) انتظرته حتى انتهى من “عمله” ونظفت المكان ووضعت ما “خرج” منه من “فضلات ” في كيس لم ترميه في القمامة الخاصة للمارة بل “حملته” وسارت به ومن المؤكد حملته الى بيتها او الى مكان مخصص لفضلات الحيوانات سواء في بيتها او في مكان ما (مابيهمني أعرف) ولكن لما رأيت هذا المنظر سرحت أفكاري وبدأ شريط فيديو متسلسل من هذه العادات الرفيقة بالحيوان والتي تجعل الكلب في كثير من الاحيان أفضل بكثير من اي شخص مقرب لصاحب هذا “الكلب” ، ففي بلاد الغرب وحديثاً في الدول العربية صرنا نرى ظاهرة الاعتناء بالكلاب بشكل غير مسبوق ،يحممونه ، يغسلونه ، بيعملولو سيشوار ،بيحضروا له الطعام النظيف ، يلبون حاجته من كل النواحي (نزهة تنظيف ) ، يعتنون به اذا مرض ويأخذونه الى اقرب عيادة تعنى بالحيوان ، وبالاخير وليس آخراً تعمل له حفلات وهنا “لها أي للكلبة” انتقاء ملكة جمال الكلاب في العالم ومؤخراً حدث الامر في مصر وانتخبت أول ملكة جمال الكلاب في مصر (انبسطوا لحم وفراخ ما ملائيين ياكلوا اغلب الشعب المصري في وقت تكرم الكلاب المحرم اكلها عند كثير من الطوائف وتمجد وترفع على عرش الملوكية الجمالية إي شو هالجخ هاد ا يا ناس ؟) …إضافة اكيد سمعنا عن مسنين تركوا كل ما يملكونه الى “صاحبهم” الكلب” .
بالمقابل حين سرح خيالي رأيت من ضمن هذا الشريط وجوه العالم العربي ذوو السلطات “ورثة السلطة” من ملوك وحكام وبرلمانيين وووووالخ من كل شرائح الانظمة العربية الأكيد انها فاسدة إلا ما رحم ربي ..في الصورة وجدت ان هذا المسؤول أو ذاك عنده حرس وألوية حماية كاملة ومواكب سيارة من خلفه ومن أمامه وعن أيمانه وجميع شمائله تحميه وتذود عنه (ويا ويلو الي بيقصر بالحماية معروفة النتيجة على كل حال موت محتوم) ولديه “كلاب” إما للصيد أو لحراسته الشخصية . وهذه الكلاب أكيد على درجة عالية من الغناج والدلال والاعتناء بهم لكي تكون بالمقابل هذه الكلاب وفية وتقابل ” المنيحة بالمنيحة ” ..اي بمعنى آخر كما أسلفت كيف يعامل الغربي الكلب (اكل شرب طبابة ماكياج تكريم تغنيج الخ الخ الخ) بل عندنا في البلاد العربية على أساس أنهم ” متحضرين” يفرطون في الاعتناء بالكلب لماذا ؟ الجواب ليس صعباً تشبهاً بالغرب الذي أخذوا كل شيء منه من الوساخة إلا احترام حرية الشعوب واحترام رأيها في تقرير مصيرها واحترامها على أنها من جنس البشر الناطق و ليست من الجنس الحيواني الغير ناطق…
ومن ضمن الشريط رأيت محاولة السياسيين “اغتصاب” حرية الشعب في انتقاء من يمثلها في الدولة من خلال البرلمان اي مجلس الشعب اي مجلس النواب ورأيت كيف “تسلّطَ” مجلس النواب اللبناني على رؤوس العباد من الشعب اللبناني وانتخب سلطته ومدد نفسه بنفسه ضارباً بعرض الحائط هذا الشعب الذي من المفترض انه يمثله .
يعني على الاقل “بلا طولة سيرة” يا ديكتاتوريي مجلس النواب الذي يورث الاب ابنه في الدوام على المعيشة على حساب البرلمان بالاضافة الى أشياء كثيرة يتمتع بها كالحصانة مثلاً التي حمت الضاهر من “المساس بذاته النبوية” حيث غرد صبح مساء ضد الجيش والمقاومه وحرض عليهم ………وهكذا كان منذ االاستقلال يعني نفس الوجوه وإذا ليس نفس الوجوه نفس العائلة من هذه الطائفة ونفس العائلة بالمقابل من تلك الطائفة .. يعني باختصار صادروا حكومة لبنان وخطفوها باسم شعب طوائف لبنان… وهالشعب الي يمثله هذا النائب أو ذاك يصوت لهذا أو ذاك أملاً بوعود كاذبة وعدها هذا البرلماني او ذاك باسم هذه الطائفة أو تلك والحبل على الجرار في الكذب والرياء والدجل السياسي والجيوب تمتلىء جيلا بعد جيل والشعب اللبناني يموت جيلاً بعد جيل تحت وطأة الفقر وقطع الكهرباء والمياء ومنعه من الحصول على ابسط الحياة الكريمة التي على الاقل تجعله لا يفكر بالهجرة الى بلد يحترم فيه اسم اسمه انسان .وكل وعودهم بتحسين معيشة المواطنين تذهب هباء منثوراً حالما يتسلم الولاية البرلمانية لعدة سنوات اخرى
وعليه
أيها المغتصبين السلطة جيلاً بعد جيل اعتبروا هالشعب الذي توارثتم الوصاية عليه و تنصيب أنفسكم ممثلين عنه دون أخذ رأيه وعاملوه على الاقل متل أي كلب من كلابكم وغنجوه ولو لمرة واحدة في حياته وخذوا رأيه كم اأخذت تلك الغربية في مقدمة هذا الحديث فيما اذا كان يريد المزيد من الطعام أم لا
اعتبروه كلب من كلابكم واحترموا رغبتو في أنه لم يعد يطيق هذه الصورة المتكررة باسمه زوراً وبهتاناً .بات يكره ووعودكم وآمالكم الكاذبة لهم ..صار بيتكهرب لما بيسمع صوت حدا فيكون وبالتالي صارت عندو كهربا 24/24 بدل الي وعدتوه بها..
اعتبروه كلب لا يهم المهم حققوا له ولو جزء بسيط من متطلباته المشروعة له ..اعتبروه كلب وخذوا رأيه على الاقل واستفتوه فيما اذا كان يريدكم ممثلين له ام لا وليس ان تخطفوا صوته باسمه …..
يعني بمعنى آخر كما أنكم في خدمة (الكلاب) “كلابكم” أوفياء كونوا ولو لمرة واحدة في خدمة هذا الشعب .بالطبع مع الاعتذار من الشعب اللبناني من التشبيه فهو أعلى وأشرف من أن يوصف بهكذا وصف ولكن الخطاب لمن خطف صوتهم باسمهم في وقت من يموت على باب المشفى وليس بجيبه ما يسد فاتورة المشفى لكي يكمل العلاج او ثمن الدواء أو حفاضات للاطفال أو أو أو والقائمة تطول من معاناة الشعب اللبناني
أخيراً
مؤخراً نشرت صور وفيديو عن برلمان بقيادة أطفال في حمص مع اعضاء ورؤساء ووجهاء ووووالخ وذلك على خلفية الاحتجاج ضد محافظ حمص بعد تفجيرات عكرمة لعلها كانت مسكنة لأوجاع الشعب في حمص ولكن يوجد بالمقابل من جسم السلطة الفاسد “وليس الكل” من لا يريد لهذه العملية الديمقراطية ان تستمر وتنتقل هذه النقلة النوعية في تربية الجيل الصاعد على حكم الشعب من الشعب يعني بمعنى آخر يحاولون ان يجعلوهم كلاباً مرة اخرى يطأطؤون الرؤوس لكل مسؤول يمر في شوارع المدينة التي تهتز اهتزازاً لمجرد مرور موكبه “الدسم” ولكن نتمنى ان يجعل هذا الجيل الجديد من خلال برلمان وغير برلمان هذا المسؤول (الموضوع من قبل الشعب) كلباً في خدمة الشعب وليس العكس
لأن الشعب هو من اتى به الى الحكومة ناطقاً باسمه وهو الكفيل بإزالته من على كرسي مجلس الشعب فيما لو لم يلبي مطالب هذا الشعب…….
وكذلك الامر في كل الدول العربية ان تكون هذه السلطات كلاب في خدمة الشعوب وليس العكس لأنهم حين يجعلون من الشعوب كلاباً وهم ديوك فإن الشعب من منطلق الحاجة والعوز والاحساس بالاستضعاف والقهر والاستبداد والاذلال أمام هذا المستكبر يكون كلباً وفياً من الخوف (الى اجل مسمى ) وليس وفاء لهم من اجل الوفاء لانهم لا يستحقون الوفاء هؤلاء الذين يملؤون جيوبهم وبنوكهم ورصائدهم في بنوك الغرب من اموال الشعب العربي المستحق الاول لهذه الاموال …وعليهم ان يفعلوا كما يفعل الغرب من مساعدات وماشابه كله مدروس ومحسوب على الرغم من وجود الفساد ولكن هذا الفساد مهما كبر وانتشر يحسبون حساب الشعوب الكفيلة لمحاسبتهم
متى يأتي اليوم يحاسب المسؤول العربي على فساده لأن فساده كان المسءول الاول والاخير عن فقر الشعوب العربية ؟؟
وإنه من شجع على التمديد بهذه الطريقة القهرية القسرية (بعيداً عن فريق التمديد من اجل مصلحة لبنان) من شجع عليه كان خائفاً ومرتعباً في حال لو عرضوا على الشعب اللبناني مرة أخرى لانتخابهم ستكون أوراقهم الانتخابية في سلة المهملات لأن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين والشعب اللبناني لدغ من سياسة حكم الطوائف على مدى مايقرب نصف قرن …
يعني على الاقل كونوا موظفين في خدمة الشعب بدل وظيفتكم في خدمة الكلاب…
ملاحظة مهمة
(التشبيه بالكلب هو تشبيه من حيث الوفاء المقترن بالكلب وسيرته الوفائية ليس إلا وليس تقليل قدر من كل من سميته أعلاه في هذا المقال)..مع احترامي لكل من ذكرتهم لأن احترام النفس البشرية واجب على كل فرد في هذا العالم ولكن الظروف والمعطيات تجبرنا احياناً ان نسمي الاشياء بمسمياتها وبالتالي يحق التشبيه لكي تصل الفكرة (قاسية) بعض الشيء ولكنها تعبر عن صوت شرائح لا بأس بها من الشعوب المقهورة في كل الدول العربية دون استثناء………..
يعني بالعربي مابدنا تعاملوا هالشعب كملكة جمال الكلاب على الاقل عاملوهم بدرجة من تعتنون بهم من كلابكم (المغنجين ) وغنجوا هالشعب ولو لمرة واحدة على قاعدة إذا الشعب أراد الحياة يوماً فلا بد ان يستجيب القدر وهنا القدر حين يستجيب للشعوب يمحي ملككم ويزيل حكمكم بكل رضا ومحبة وتصميم على إزالة ذكركم كما زال ذكر “أصنام الحكام ” قبلكم ..
سيريان تلغراف | عشتار
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)