بلدنا اليوم

تركيا تُنازل السعودية في ريف إدلب

تواصل «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة، تقدمها في ريف إدلب على حساب المناطق التي تسيطر عليها «جبهة ثوار سورية» بقيادة جمال معروف الذي خسر صباح أمس قرية دير سنبل مسقط رأسه وأهم معقل له في جبل الزاوية.
وأكد مصدر مقرب من الائتلاف المعارض في اسطنبول لـ«الوطن» أن جهوداً حثيثة عبر وسطاء من مشايخ وقادة في المجموعات المسلحة اجتمعوا في المدينة لتقريب وجهات النظر بين موقف حكومة «العدالة والتنمية» الممول والداعم لـ«النصرة» ونظيره السعودي المؤيد لـ«ثوار سورية» بغية وقف الاقتتال الدائر بين الخصمين العسكريين اللدودين.
تركيا-تُنازل-السعودية-في-ريف-إدلب
وتمخضت الجهود، التي سبقتها مبادرات فاشلة عديدة ضربت بها «النصرة» عرض الحائط، عن وقف إطلاق نار سرى مفعوله بعد ظهر أمس وموافقة «النصرة» على تشكيل محكمة «شرعية» برئاسة عبد اللـه المحيسني مهمتها فصل الخلاف مع «ثوار سورية» على أن يوافق جمال معروف على المثول أمامها في غضون 24ساعة بعد طلب قاضي المحكمة منه الحضور كنوع من الإذعان «ولذلك، فالمبادرة هشة في ظل تفوق جبهة النصرة عسكرياً وسيطرتها على مساحات واسعة من ريف إدلب وتطلعها لإقامة إمارتها الإسلامية الموعودة».
الاقتتال المستمر بين «ثوار سورية» و«النصرة» أفرز اصطفافاً جديداً بين بقية الكتائب والألوية المسلحة فانضمت «حركة حزم» المدعومة أميركياً إلى «ثوار سورية» على اعتبار كلا الفصيلين «معتدلين» بحسب تصنيف واشنطن، وانزاحت «الجبهة الإسلامية» و«لواء التوحيد» الإخواني المحسوب على تركيا إلى «النصرة» ودارت بينهما اشتباكات في محاور عديدة من الريف الحلبي.
ويرى مراقبون تحدثت إليهم «الوطن» أن «النصرة» ليست بوارد الرضوخ للضغوط والمبادرات جراء طموحها الجامح إلى مد نفوذها على الشريط الحدودي كاملاً مع تركيا في محافظة إدلب لإقامة منطقة عازلة تخدم أجندة حكومة «العدالة والتنمية» مثلما هو الحال مع «المنطقة الآمنة» التي تسعى لإقامتها شمال عين العرب عبر اتخاذها من فزاعة تنظيم «داعش» الموالي لها ذريعة للتدخل.
وكانت «النصرة» استولت على القرى والبلدات في محيط مدينة معرة النعمان وقرب بلدة كفر نبل بعد سيطرتها على مدينة معرتمصرين وقرى في سهل الغاب والجبل الوسطاني بالإضافة إلى بسط نفوذها على مدن الشريط الحدودي مع تركيا مثل حارم وسلقين ودركوش قبل أن تسقط قرى جبل الزاوية بيدها تباعاً مثل البارة ودير سنبل والمغارة وفركيا.
هذا ونقلت وكالة «فرانس برس» عن «المرصد  المعارض » أن «العشرات من عناصر جبهة ثوار سورية انشقوا عنها وانضموا إلى «جبهة النصرة» كما أن عدداً من مقاتلي تنظيم داعش وصلوا بشكل فردي لمؤازرة جبهة النصرة».
وقال مدير المرصد : إن «الاشتباكات توقفت صباح اليوم (أمس) مع سيطرة جبهة النصرة على بلدة دير سنبل»، مشيراً إلى أن جبهة النصرة «استولت على أسلحة جبهة ثوار سورية وعلى دبابات لها».
سيريان تلغراف
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock