كوميرسانت : دمشق تعوّل على قرض روسي بقيمة مليار دولار لدعم الليرة
كشفت مصادر صحفية روسية عن أحد المحاور الرئيسة التي سيناقشها اجتماع اللجنة الحكومية الروسية السورية المنعقد في مدينة سوتشي، وهو تخصيص قرض حكومي روسي لسوريا بقيمة مليار دولار.
وقالت صحيفة “كوميرسانت” الروسية إن الجولة الأساسية من المحادثات ستعقد الجمعة 24 أكتوبر/تشرين الأول في مدينة سوتشي الروسية، وسيقود المحادثات ديمتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي.
ونقلت “كوميرسانت” عن مصدر رفيع المستوى في الدائرة الاقتصادية في الحكومة الروسية، أن أحد مواضيع محادثات اللجنة الحكومية الروسية السورية المشتركة للتعاون التجاري الاقتصادي والعلمي التقني، التي بدأت أعمالها الأربعاء في سوتشي وتستمر لمدة ثلاثة أيام، هو نية السلطات السورية طلب قرض حكومي بقيمة مليار دولار، لتوظيفها في دعم استقرار سعر صرف الليرة السورية ولحل صعوبات على الصعيد الاجتماعي.
ووفقا لأسعار الصرف الرسمية الأخيرة فقد بلغ سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار نحو 164 ليرة سورية للدولار الواحد، علما بأن الليرة كانت قد حافظت قبل بدء الصراع في سورية على مستوى قريب من 45 ليرة للدولار الواحد، أما في السوق السوداء فقد وصل سعر صرف الليرة السورية خلال الأزمة إلى نحو 250 ليرة للدولار الواحد.
غير أن “كوميرسانت” قالت نقلا عن مصدر حكومي روسي إن موسكو في الوقت الحالي غير جاهزة لتقديم قرض بقيمة مليار دولار لسوريا.
وقال المصدر: “وزارة المالية الروسية ستعارض تقديم قرض كهذا لأنه غير مدعّم بضمانات، علاوة على ذلك، حتى ولو جرت الموافقة على تقديم القرض، فليست لدينا إمكانية لتحويل هذا المبلغ إلى سوريا، كون المؤسسات المالية السورية تخضع لعقوبات قاسية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.
وتابعت الصحيفة أن وزارة المالية الروسية لم تعلق بشكل رسمي على مسألة منح سوريا قرض جديد، إلا أن مصدرا في الوزارة كشف لـ “كوميرسانت” عن عدم تقدم الجانب السوري حتى الآن بأي طلب بخصوص هذا القرض.
على صعيد متصل أكد مسؤولان حكوميان مطلعان على جدول أعمال المحادثات في سوتشي، لصحيفة “كوميرسانت” أن موسكو ستواصل تطوير العلاقات مع دمشق وتقديم كل دعم ممكن.
ووفقا لـ”كوميرسانت” فإن اللجنة الحكومية المشتركة ستناقش أيضا مسألة التعاون بين البلدين في ظل العقوبات الغربية، وزيادة حجم التبادل التجاري وخاصة في صناعة النسيج، والزراعة، وقطاع الطاقة، كما ستتم دراسة زيادة مشاركة قطاع النفط والغاز الروسي في تطوير حقول النفط السورية وتدريب الموظفين المحليين.
وقال المصدر: “الخبراء الروس لن يقيموا بشكل دائم هناك، نظرا لخطورة الوضع الحالي في سوريا”.
مصدر آخر أفاد بأن موسكو ودمشق على استعداد لتوقيع اتفاق للتعاون في مجال تنظيم الجمارك، كما ستجري مناقشة تعزيز تعاون سوريا مع أعضاء الاتحاد الجمركي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
ووفقا للصحيفة فإن مكتب دميتري روغوزين نائب رئيس الوزراء، أكد رسميا أن روغوزين سيشارك في محادثات سوتشي، دون الإدلاء بتفاصيل إضافية عن جدول أعمال اللجنة، في حين لم تعلّق السفارة السورية في موسكو للصحيفة على المعلومات بشأن مفاوضات منح قرض روسي.
يذكر أن اللجنة الحكومية الروسية السورية المشتركة توصلت في الاجتماع السابق في مايو/أيار الماضي في دمشق إلى اتفاق بشأن تخصيص 240 مليون يورو لدمشق لحل الصعوبات الاجتماعية، تم خصمها من ديون سابقة مترتبة على دمشق لموسكو.
ومنذ بدء الأزمة في سورية عام 2011 تقوم روسيا بشكل دوري بإرسال مساعدات إنسانية لسوريا تنقلها طائرات شحن تابعة لوزارة الطوارئ الروسية إلى مطار اللاذقية، شملت مواد غذائية معلبة وخياما وأغذية أطفال.
سيريان تلغراف