مشفى كلاكنفورت ؛ مشفى المستقبل “الأخضر”
يرى الكثيرون أن تصميم مشفى كلاكنفورت النمساوي هو تصميم إبداعي خلاق من عدة نواحٍ؛ فهو يجمع أحدث التقنيات الطبية بالاستخدام المعزز للتجهيزات والمرافق الطبية المتنوعة (من غرف عمليات ومعاينة وغرف معالجة وأجنحة) التي ستعطي هذا المكان مرتبةً رائدةً في أوروبا بأكملها.
يجسد المفهوم المعماري قسماً هاماً من التعريف الحديث للمشفى، فهنا يمتد المبنى بشكله المسطح على طابقين فقط، مندمجاً بمنتهى البراعة مع المشهد الطبيعي المحيط على مقربةٍ من أغوار نهر غلان شمالي الموقع.
أما عن الأثر البيئي الذي يخلفه المبنى فتحدده بشكلٍ كبير المساحات الطبيعية التي تفتح المبنى على الموقع وتشكّل في الوقت نفسه مناطق خاصة ومميزة للمستخدمين.
ويجدر الذكر هنا أن ممري الوصول الأساسيين للمشفى قد ساهما في تعزيز أفقية المبنى بشكلٍ كبير، حيث يمتد ممرٌ منحنٍ نحو الشمال، بينما يتجه ممر آخر مباشرةً ليؤدي بالمستخدمين إلى مناطق المعالجة والمعاينة.
أما عن الواجهة الزجاجية متعددة الطوابق فمن شأنها إضفاء شعورٍ بالترحيب والشفافية على هذه المناطق التي تم تصميمها لتخدم كمناطق للتوزيع والانتظار.
وطبعاً لا يسعنا إغفال كون هذا المشفى الأول من نوعه في النمسا الحائز على تصنيف “مبنى أخضر” من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي استحقه نظراً لخفضه لمتطلبات التدفئة في المركز الطبي والجراحي بنسبة 37% تحت المعدل المطلوب.
هذا عدا عن تخفيضه لمتطلبات التبريد بنسبة 41%، الأمر الذي يوفر 4 غيغاوات ساعي من استهلاك الكهرباء سنوياً، أي ما يعادل تقريباً أداء مولدتين كهربائيتين تعملان على الطاقة المائية.
علاوةً على ذلك، تلعب المساحة الخضراء الفسيحة في المشروع دوراً هاماً كمرشّح بين المساحة العمرانية في المدينة وأراضي المشفى، هذا عدا عن أهمية الشكل الأفقي الذي يميز البناء، والذي يساعد على دمج المشروع بالأراضي المجاورة.
حيث يساعد التنظيم المشطي الذي يطغى على التصميم في تقديم علاقة بصرية قوية للأجنحة الطبية مع المناطق الخضراء المحيطة.
وهكذا تتحول غرف المشفى وقاعات الدخول ومناطق الانتظار غلى غرفٍ علاجية غارقة بالضوء الطبيعي والأجواء المشجعة على التعافي، وهذا ما يحقق في النهاية الوظيفة الأهم للمشفى!