عالميمحلي

الأسد لـ “دي ميستورا” : لن يكون هناك جنيف 3

نقلت مصادر غربية مطلعة عن المبعوث الدولي الخاص الى سورية “ستيفان دي ميستورا” قوله، إن الرئيس السوري بشار الأسد قال له عند لقائهما “لن يكون هناك جنيف 3”.

وأضافت المصادر، وفقا لموقع “المنار”، أن الاسد قال للمبعوث الدولي الخاص الى سورية “اذا أرادت المعارضة السورية التفاوض فالمكان المناسب هنا في دمشق، فليأتوا الى دمشق ونقدم لهم كل الضمانات لأي ممثل من ممثليهم يأتي الى سورية”.

ونقل عن دي ميستورا قوله أيضاً أن زيارته لدمشق كانت عملية استكشاف للوضع ليس إلا، كما نُقل عن مصادر من الفريق الدولي المحيط به أن لا خطط لديه للعمل، وليس هناك أي توجه او اتفاق دولي او روسي – امريكي لإعادة الكلام عن جنيف آخر.

ونُقل أيضا أنَّ بعض العاملين في الفريق الدولي سوف يستقيلون قريبا ويعودون الى مراكزهم الاساس في بلدانهم. وغالبية الفريق العامل مع مبعوث الامم المتحدة الجديد كان يعمل مع الاخضر الإبراهيمي وهو مكون من موظفين في وزارة الخارجية لعدة بلدان اوروبية وعربية.

الأسد-و-دي-ميستورا

وتعيش منطقة الشرق الاوسط هذه الفترة حالة من خلط الاوراق وإعادة التموضع السياسي والعسكري على الجبهتين السورية والعراقية، مع دخول حلف دولي مؤلف نظريا من 28 دولة حربا ضد تنظيم داعش الارهابي خلف الولايات المتحدة الامريكية بعد مؤتمر باريس لدعم العراق الذي عُقد يوم الاثنين الماضي، على وقع خلافات كبيرة انفجرت بين المجتمعين خلال الجلسة المغلقة والتي تتسرب مضامينها يوما بعد يوم.

وفي هذه الحالة من الفوضى وإعادة التموضع الكبرى، تظهر الولايات المتحدة قائدا وحيدا لسفينة لا تعرف في أي اتجاه تذهب، وهذا ما يثير خشية حلفاء واشنطن الإقليميين، خصوصا الاتراك الذين تساورهم الشكوك من استراتيجية أوباما تجاههم والتي تريد جرهم الى حرب برية ضد داعش سوف تكون مكلفة، وليس من المؤكد انتصارهم فيها مع تجربة مريرة للجيش التركي لمدة أربعين عاما في مواجهة حزب العمال الكردستاني. فالنظام التركي الحالي حليف في اكثر من جبهة داعش، ولم يكد يمر يومان على عقد مؤتمر باريس حتى سارعت تركيا بالرد الميداني عليه عبر دعم عسكري واضح لداعش مكنها من احتلال 21 قرية كردية في محيط تل ابيض وقريبة من بلدة عين عرب (كوباني) ذات الاهمية الحيوية للأكراد. وقد بدا واضحا من توقيت الهجوم بعد 48 ساعة من مؤتمر باريس، أن تركيا تستبق كل الضغوط الامريكية عليها للمشاركة بالحرب على داعش، بفرض أمر واقع على الأرض يضعف الأكراد ويجعل من أية خطة امريكية لدعمهم في طريق اعلان دولة كردية امرا يصعب تحقيقه.

وتقول المعلومات المسربة ان الأوروبيين اتهموا تركيا مباشرة بدعم تنظيم داعش الارهابي، والجديد أن الذين وجهوا الاتهامات ضد الأتراك كانوا الفرنسيين والألمان، وحصل أخذ ورد لمدة عشر دقائق بينهم وبين وزير الخارجية التركي الذي ردد اسم الرئيس السوري أكثر من مرة في كلامه بينما نفى الوزير القطري ان تكون بلاده قدمت أي دعم او مساعدة مالية او عسكرية لداعش  .

وتقول مصادر دبلوماسية اوروبية ان الجانب الروسي غير متحمس لما يسميه إضاعة الوقت، فإما ان يكون العمل بمبادرات تعيد هيكلة التصور السياسي للنظام والتصور السياسي للمعارضة ومحاولة ايجاد آلية تواصل عبر وسطاء إقليميين او دوليين على الطريقة اليمنية، بعيدا عن اليات المؤتمرات الدولية مثل مدريد 1 و مدريد 2 ، عند ذلك يتوج التراكم هذا بمؤتمر لا تعود تسميته امرا مهما.

وتضيف المصادر ان الأمريكي يرفض هذا الرأي لأنه يُخرج العملية السياسية نهائياً من أيدي مجموعة ما تسمى اصدقاء الشعب السوري تحت قيادته، لذلك يصر على الاستفادة من أخطاء جنيف 2 وتفعيل عملية جنيف 3 بشكل يحقق فيه المادة المتعلقة باطراف المعارضة اي التمثيل الوازن والشامل لكافة اطراف المعارضة بما فيها هيئة التنسيق الوطنية والاطراف العسكرية وعدم اعادة الخطأ بحضور وفد الائتلاف وحده. وهذا يشكل بند خلاف امريكي مع الفرنسيين، حيث تشير المصادر الاوروبية الى أن الروس غير مستعجلين على لقاء (دي ميستورا) على مستوى رفيع بينما الامريكي اجتمع به عدة مرات على مستويات عالية .

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock