“أبو عنتر” من عاصمة الضباب إلى “الدولة الإسلامية”
يقاتل مصرفي سابق من لندن ضمن صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في غرب العراق الآن تحت اسم حركي “أبو عنتر”.
والشيء الذي يفصل “أبو عنتر” عن غالبية رفاقه قبل حياته الجهادية ادعاؤه بأنه كان يعمل محللا اقتصاديا في أحد البنوك بمدينة لندن.
خلال الشهر الماضي تحدثت UK RT حصريا مع “أبوعنتر” عبر الرسائل الفورية المشفرة لماسنجر معروف بين المقاتلين الغربيين في المنطقة.
وكان ميل “ابو عنتر” للدعاية وحب الظهور يجعله لا يختلف عن معظم المقاتلين الغربيين الآخرين، الذين يبعثون برسائلهم بكثير من التفاخر عبر وسائل التواصل الاجتماعية، ولكن خلف الرسائل التقليدية التي بعثها “أبو عنتر” ظهرت لمحات عن حياته اليومية كمقاتل، وما طبيعة المهام التي يطلب منه تنفيذها، وما إذا كان يفكر في العودة إلى وطنه في المستقبل.
وطلبت RT إجراء لقاء عن طريق الفيديو مع “أبوعنتر”، إلا أنه رفض، بعد أن عرض الأمر على إدارة الإعلام المختصة داخل تنظيم الدولة الإسلامية، واعترض الأمير المسؤول على الفكرة على الفور.
هذا ويعتبر “أبو عنتر” من بين حوالي 500 إلى 1000 من بريطانيين آخرين يقاتلون حاليا في المنطقة، وفقا للتقديرات الرسمية للحكومة البريطانية.
ومعظم البريطانيين يدخلون عن طريق الحدود التركية إلى سورية والعراق، حيث “يغض الطرف” حرس الحدود مقابل رسوم رمزية.
وفي يونيو/حزيران من هذا العام، قال جهاز المخابرات البريطانية MI5 إن تعقب الجهاديين البريطانيين، الذين يخوضون غمار المعارك في سورية الآن أمر له “أولوية قصوى”، بعد إطلاق “الدولة الإسلامية” فيديوهات، تحث فيها المقاتلين البريطانيين المسلمين على الانضمام للقتال.
وفي الآونة الأخيرة، احتلت أخبار المقاتلين الأجانب البريطانيين عناوين الصحف الرئيسية بعد ظهور أشرطة فيديو منتجة بشكل بارع على الإنترنت، والتي تبين ذبح الصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف.
ويظهر في كلا الشريطين رجل يطلق عليه اسم “الجهادي جون”، يهدد بريطانيا والولايات المتحدة، فيما يعتقد محللون أنه كان يتحدث بلهجة لندن المميزة.
بعض المسلمين الأمريكيين والأوروبيين المتميزين نسبيا بحكم البلاد التي يعيشون فيها يفضلون مغادرة أوطانهم للقتال والموت تحت علم “الدولة الإسلامية” في أرض أجنبية، واحتل هذا الأمر وسائل الإعلام وشغل عقل الجمهور بشدة على حد سواء الفترة الماضية، والسؤال الذي يطرح نفسه دائما: ما الذي يجعلهم يفعلون ذلك؟
سيريان تلغراف | RT