برلين : “الداعشيون العائدون” يثيرون قلقنا .. وتركيا تسهّل حركة تنقلهم
اعتبرت السلطات الألماية أن غياب الرقابة الصارمة على الحدود السورية التركية يسهل عملية تنقل شباب قادم من ألمانيا للانضمام لمقاتلي “داعش”. حيث يشكل هؤلاء الشباب تحديا كبيرا للسلطات الألمانية خصوصا بشأن كيفية التعامل معهم في حال عودتهم.
وقالت المراسلة آنا آلميلينغ في تقرير نشر على موقع D W العربي أنه وبالرغم من تأكيد الحكومة التركية على أن الحدود مع سورية مغلقة، فإن انتقال الناس أو وسائل النقل عبر الحدود يتم دون مشكلات، فهناك حركية دائمة التكرار وقد تتجلى أيضا في إمكانية تهريب السلاح والذخيرة.
اللاجئون السوريون يستفيدون من المراقبة غير الصارمة على الحدود الممتدة إلى 900 كيلومتر، كما يستفيد من هذا الوضع عصابات الجرائم المنظمة والجهاديون المحتملون. في حين تنفي تركيا تماماً دعمها لتنظيم “داعش” أو لأي عناصر أخرى متطرفة، غير أن هذا النفي لا يحظى دائما بتصديق الشركاء الغربيين.
وتقول آلميلينغ إن عدم الصرامة في مراقبة الحدود تشكل مشكلة مزدوجة بالنسبة لألمانيا. فهي تسهل على الشباب القادم من أوروبا الانضمام للمجاهدين ولكن من جهة أخرى فإنها تسهل لهم أيضا العودة إلى ألمانيا دون مشاكل.
حاول وزير داخلية ولاية بريمن الألمانية، أولريش مويرر، رصد الطريق الذي ينهجه الشباب الأوروبي الراغب في الانضمام للجماعات الجهادية، وقال الوزير المحلي في تصريحات لإذاعة “نورد فيست راديو”: ” لا أحد يعود من سورية مباشرة إلى بريمن. فهم يسافرون إلى تركيا حيث يبدو الأمر كرحلة سياحية، ثم يسافرون للحدود التركية وفي طريق العودة يعرجون على دول أخرى للتوجه إلى فرانكفورت ومنها إلى بريمن في وقت لاحق”.
ويعترف المسؤول الألماني بأنه كانت هناك محاولات بهدف عرقلة عودة الجهاديين إلى ألمانيا، لكنه أوضح في الوقت نفسه صعوبة تطبيق هذا الأمر، لاسيما عند التعامل مع حاملي الجنسية الألمانية الذين لا يحق منعهم من دخول ألمانيا.
ومن الصعوبات التي تواجهها السلطات الألمانية أيضا هو مدى تورط العائدين من صفوف الجماعات الإسلامية في الجرائم التي تقوم بها هذه الجماعات، خصوصا مع عدم وجود تعاون مع الجانب السوري. لذا تكون الشرطة وعناصر هيئة حماية الدستور مرغمة على تولي مهمة مراقبة هؤلاء داخل ألمانيا، كما يوضح مويرر.
سيريان تلغراف