ما هي نقطة ضعف “داعش” القاتلة ؟
أفاد تحليل حديث لقدرات داعش التكتيكية، بأن التنظيم بدأ يعاني من نكسات في ساحة المعركة، على الرغم من سيطرته على عدة مناطق في العراق وسورية خلال الأشهر الماضية.
ويقول مايكل نايتس، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إنّ “تنظيم داعش سيواجه صعوبات في الدفاع والسيطرة على مناطقه فيما إذا تعرّض لهجوم من نقاط متعددة، أو إذا بدأ حلفاء التنظيم بالتخلي عنه”، مشيراً إلى أن التنظيم يضم في صفوفه مخططين عسكريين، ومحاربين قدامى اكتسبوا خبرة في العراق ضد الاحتلال الأميركي، فضلا عن “دولة مصغرة” في سورية، ومجاهدين أجانب قاتلوا في الشيشان والبلقان.
وكتب نايتس في كتابه “الجندي الحارس” الصادر عن مركز مكافحة الإرهاب، في وست بوينت “وتيرة الحرب ضد الدولة الإسلامية في العراق والمشرق العربي تتسارع، وسوف يتم ضبط سيطرة التنظيم بعنف”. ويؤكد محللون عسكريون إنّ تقدّم تنظيم “داعش” حتى اللحظة يعود إلى ضعف خصومه، فضلاً عن التخطيط الدقيق لسنوات، بعد قيام زعيمه أبو بكر البغدادي ببناء هيكلية تهدف إلى الجمع بين السيطرة المركزية والتنفيذ على المستوى المحلي.
وشنّ البغدادي حرب الاستنزاف التي شملت حملة “حصاد الجنود” بهدف ترهيب واغتيال كبار أعضاء قوات الأمن العراقية العام الماضي، ونفّذت جماعته تفجيرات في مواقع مختلفة في أنحاء العراق. ونفذ تنظيم داعش ذات التكتيك في حملته العسكرية، إذ اعتمد التفجيرات الانتحارية، فضلاً عن تميز مسلحيه بمرونة التحرك والسرعة إضافة إلى زرع الخوف والهلع بين المعارضين المدنيين والعسكريين على حد سواء. وفي هذا الصدد، يوضح نايتس بأنّ “طبيعة الطرق الجيدة واتساع المساحات في العراق يسمح بتركيز قوات هجومية عند نقاط هجوم معينة خلال فترة قصيرة.”
ويزعم بأن تنظيم داعش يستخدم دبابات أميركية من طراز (M-1 Abrams)، ومركبات همفي التي استولى عليها من الجيش العراقي، فضلاً عن المدرعات الثقيلة. واستخدم التنظيم دبابة سوفييتية عتيقة الصنع طراز(T-55)في وقت سابق من الشهر الحالي لدرء محاولة كسر الحصار في قرية أمرلي، ولكن الضربات الجوية الأميركية حالت دون حدوث ذلك.
واوضح نايتس انه “رغم استيلاء داعش على 300 مركبة هم
في، فإنها سوف تعمل لعدة أشهر فقط ، ويعزى ذلك إلى تعقيدات في الصيانة، خاصة أن الجيش العراقي كان يواجه صعوبة في تشغيلها.”
واشار إلى عدم وجود أدلة على أن مقاتلي تنظيم داعش تمكنوا من تشغيل دبابة(M-1 Abrams) ، ولا حتى مدافع هاوتزر أميركية الصنع من طراز (155mm).وكان التنظيم يمتلك شاحنات مدرعة بالرشاشات الثقيلة حتى قبل شهر حزيران والتي مكنت قواته من اجتياز نقاط التفتيش المسلحة. ولفت نايتس الى ان “هذه الآليات أصبحت مصائد للموت أمام مواجهة القوة الجوية الأميركية، والقوات العراقية والكردية.”
ومن الاستراتيجيات المهمة التي يتبعها التنظيم إضعاف مقاومة المعارضين، وفي هذا السياق تقول جيسيكا لويس، في معهد دراسات الحرب بأنه “يتوجب على السكان المحليين رفع مستوى المقاومة ضد التنظيم بشكل فعال.”
ويستخدم التنظيم أسلوب الخداع في نشر مقاتليه الذي لا يزيد عددهم عن 15 ألف مقاتل على امتداد شمال سوريا إلى وسط العراق. ويقول نايتس إنّ قلة عديد قوات التنظيم هو السبب في إخلاء بعض المدن خوفاً من الانتفاضات المحلية والمخبرين. مضيفاً “أن بقاء مقاتلي التنظيم في صفوف المدنيين في الأماكن المكتظة بالسكان قد يؤمن الحماية لهم، إلا أنه توجد أدلة على أن القوات الجوية العراقية لن تتوانى على قصف تلك الأماكن”.
واعلنت لويس إنّ “الغارات الجوية قد تسهم في مساعدة التنظيم، إلا أن قصف المناطق السنية قد يؤدي إلى تفاقم الصراع الطائفي بين السنة والشيعة، ومن ثم احتمالية تشكيل تحالف إيراني-أيركي ضد السنة في المنطقة.”
ويذكر بأن التنظيم يستغل حاجة القبائل العربية في خصوماتها ضد الأكراد من أجل تعزيز موقفه. ويرى نايتس أنّ هذه الترتيبات المحلية قد تصلح لفترة قصيرة، إذ أن المخابرات الأميركية قامت بدراسة تكتيكات التنظيم، وتسريب معلومات للقوات العراقية والكردية لمواجهته. وأظهر التنظيم قدرته الدفاعية في نصب الكمائن لمواجهة القوات العراقية والميليشيات الشيعية، ولكن تبقى مواقع التنظيم الدفاعية عرضة للضربات الجوية.
ورأى نايتس إنّ الأسلوب الدفاعي للتنظيم يعتمد على عنصرين: استخدام العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، وزرع متفجرات على طول الطرق والمدن الرئيسية، ويتضح بأن التنظيم يفضل الهجوم من الناحية التكتيكية كجزء من استراتيجيته في الدفاع، إلا أن مصادر أميركية أفادت بأنه يمكن مهاجمته بضربات جوية، معتقداً أنه “إذا استطاعت القوات العراقية والكردية تنفيذ عمليات هجومية انتقائية، فإنه سيضع التنظيم وأعوانه تحت الضغط ولن يكونوا قادرين على التحرك نظراً لمحدودية قواتهم.”
وتعتبر خطوط الاتصال بين المقر الإداري للتنظيم في مدينة الرقة بسوريm وبين مراكزه في العراق، من بين نقاط الضعف لديه وذلك بتقويض التنظيم من خلال تقسيمه إلى نصفين والحد من أوجه التعاون بين المقر والمراكز. ويعتقد بعض المحللين بأهمية التنسيق بين الأطراف المعارضة للتنظيم من أجل تحويل دفة الأمور، إلا أن ذلك مجرّد بداية لإنهاء الصراع مع داعش.
سيريان تلغراف | CNN