مقالات وآراء

بذكرى 23 يوليو لماذا لا تعترف الحركه القوميه العربيه باخطائها التاريخية؟ .. بقلم هشام الهبيشان

عندما نتناول قضايا الحركه القوميه العربيه في الوطن العربي ونحاول استبصارها بطريقة معرفية سياسية واضحة،وعندما نضع الخطوط تحت السلبيات ونحاول اظهار الاخطاء حتى تكون نقطة الارتكاز والاتطلاق لاشتقاق الرؤى والممكنات لبعث فكرة النهضة والمقاومة المستديمة في الأمة من جديد، والسعي من جديد لاحياء قيمها فهي تعريف تاريخي لهوية وخصوصيات، وهي ماهية للأمه، وعنوان ومحتوى لتكونها التاريخي، وحافظ لهذه الماهية في كل الأطوار والمراحل,وبالمرحله الاخيره مرت مسيرة هذه الحركه بانتكاسات عده,,,

فاليوم هناك واقع مؤلم و هناك حقيقه لا يمكن لمتابع لمسيرة الحركه القوميه العربيه منذ انطلاقها ولليوم ان ينكرها ,,وهي أن مساحة المناوره أصبحت ضيقه امام الحركه القوميه العربيه بهذه المرحله , وهذا الموضوع لم يعد يخفى على احد ,وخصوصآ بعد سقوط اهم قلاعها بمصر الناصريه ,والعراق البعثيه ,وبعد الكثير من الانشقاقات عن هذه الحركه والسبب أموال البترودولارالسعو-اماراتيه -صهيونيه-, التي أشترت الكثير من الاراء والمواقف بل هؤلاء الذين أشترتهم هذه الاموال أصبحو من الد الاعداء لهذه الحركه ,, وما تبقى وهو الذي نراهن على صموده اليوم وهو الحصن الاخير وهي سوريا العروبيه ,ولهذا فان مساحة المناوره لاحياء المشروع العروبي اصبحت تمر بمخاض عسير ,نتيجه لعدة متغيرات عشنا تفاصيلها جميعآ ,ليس أولها ولا اخرها أن وقتنا الحاضر وقتآ ارتفع فيه الصراع الى مستوى المذهبيات وصراع القوميات والطوائف والافكار المتطرفه ولم تعد فيه مكان ومساحة مناوره واسعه لاحياء المشروع العروبي وفق رؤيه الواقع المعاش والطموح الذي يوصل الى بناء واحياء المشروع العروبي من جديد ,,فاليوم المشروع الصهيو-امريكي تغلغل بعمق الكيان العربي , واصبح هو القائد لمسيرة الحراك العربي وهو الموجه لها ليتبدل العدو وتتبدل القيم وتصبح الطائفه عنوان الوجود والقوميه هدف للاستقلال والمذهبيه هي الحزب والوطن ,ووووو,الخ ,,,,وهذه الحقيقه لاينكرها الا أنسان يعيش بعصر اخر على وجه هذه المعموره ,,

أن القومية العربية أو العروبة في مفهومها المعاصروفق تعريف قوميي العروبه الجدد ,,الذين نسو للأسف مشروع الوحده الاكبر ,,وبنو تعريفهم على المصطلح التالي وهو الإيمان بأن الشعب العربي شعب واحد تجمعه اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا والمصالح وبأن دولة عربية واحدة ستقوم لتجمع العرب ضمن حدودها من المحيط إلى الخليج,وللأسف الكل تحدث عن هذا الأيمان ولم يعمل به أحد ,وللاسف أيضآ اقول انه منذ اتفاقية كامب ديفيد، تبنت معظم الأنظمة العربية والعروبيه منها شعارات جديدة تمجد الانتماء القطري وتضعه في مقد مة الأولويات,,

وازداد هذا الشعار ظهوراً بعد الفشل الذريع الذي منيت به بعض الأنظمة العروبيه على صعد تتعلق بانهزام مشروعها امام المشروع المتكون من , الصهيو -امريكي -الاعرابي -والاسلاميين الجدد ,وعلى صعد الديمقراطيه والتنمية والاقتصاد وزيا دة البطالة ومشاكل التعليم والصحة، فأصبحت الأنظمة تنمي مشاعر التفرقة وتقيم الجدران بين قطر وآخر,, علاوة على ذلك، أصبحت هناك شعارات تمجد الانفصال والنزعة القطرية ,, شيئاً عادياً ومألوفاً، وأصبح كل نظام عربي يحاول العثور على انتماء غير عربي سواء كان فرعونياً أو فينيقياً أو إفريقياً،ووووو,الخ ,

والسؤال الاهم هنا أين كانت الحركه القوميه من كل هذا ؟؟

ببساطه ستكون الاجابه هي , الانغلاق وعدم الانفتاح مع ان هذا التوجه الانغلاقي الضيق لم يجلب سوى المصائب على المستوى القطري والمستوى القومي، فلم تستطع الأنظمة العروبيه حل مشاكلها الداخلية أوالحفاظ على أمنها أو تحقيق النمو والازدهار لشعوبهاوقدعانت دول مثل مصر والعراق ولبنان واليمن من عنف دموي أو انقسام طائفي وصل أحياناً حد الحروب الأهلية، ولم تستطع معظم الأقطار العروبية تخفيض معدلات البطالة العالية أو الفقر أو الجهل أو الأمية ,,

أن الحديث اليوم الذي يتحدث به أغلب المعارضين لهذه الحركه القوميه هو كالتالي ,,لقد كانت الهزائم التي تلقاها العرب بحروبهم مع الكيان الصهيوني صفه تلازم الحركه القوميه العربيه ,لقد كان سبب د خول امريكا الى العالم العربي ,,هي الحركه القوميه العربيه ,,لقد كانت دائمآ للاسف صفة الانظمه الاستبداد يه تلازم الحركات القوميه العروبيه ,,وهذا للأسف بسبب الانغلاق التي عاشته هذه الانظمه وهذه الحركات على أنفسها ,فمن اليوم علينا أن نعرف حقيقة أنه ليس كل من ينتقد ايديولوجية القومية العربية وينتقد آراء او مواقف القوميين بمختلف فصائلهم هو عدو لنا ,,بل قد يكون هو الناصح والصد يق ,,والذي يبحث له عن مكان بين الحركه القوميه العربيه ولكن يريد أفكار جديده تتماهى مع خطورة المرحله تتماهى مع طبيعة التغير الحاصل بقواعد عروبتنا والتي أصابتها حاله من الانكسار با لمرحله الاخيره,,

فاليوم لسنا بحاجه للتذكير ,,أن عبد الناصر قد ذهب لغير عوده ,,ولم تعد مصر هي مصر عبد الناصرفقد كانت وانتهت وهذه حقيقه ,وفلسطين لم تعد قضيه جامعه لكل العرب ,ولم يعد العراق هو عراق البعث بل أصبح عراق الطوائف والملل والاعراق وهذه حقيقه أيضآ ,وسوريا اليوم ليست سوريا الامس مع علمنا انها تواجه اليوم أكبر ازمه معقده ومركبه بتاريخها الانساني والحضاري والبشري ولكن مازلنا للأن نراهن ونقف بصفها لانها أخر قلاع العروبه ,,ولسنا بحاجه ان نذكر ان المشروع الصهيو -امريكي وصل الى مراحل متقدمه بخطط التنفيذ ,,

وهنا لابد من ذكر هذه الحقيقه ولانصاف الحركه القوميه العربيه ,, فقد عارض المد القومي مجموعة من المفكرين الليبراليين المتعلقين بالغرب والذين يدعون إلى الحفاظ على السيادة الوطنية بحجة وجود هوية أو هويات قطرية نابعة من حضارات مرت على الوطن العربي واندثرت الآن من فينيقية وفرعونية وكنعانية وبابلية، الخ,,و يبرز هذا التيار بأقوى صوره في مصر ولبنان,,كما لاقت القومية العربية معارضة من بعض رجال الدين الذين يتسترون بستار الاسلام وبخاصة من التيار الوهابي، الذين شككوا بنوايا مؤسسي الفكر القومي، واتهموا الفكر القومي بافتقاره الأيديولوجية اللازمة للتعامل مع الإنسانية والمجتمع سواء في بلاد الإسلام أو خارجها,واتهموا القوميين بأنهم تلقوا أفكارهم من أحضان الغرب والماسونية.و برز هذا الفكر أساسا في السعودية كجزء من حالة الاستقطاب التي كانت سائدة بين الأنظمة القومية من جهة والأنظمة الملكية المرتبطة عموما بالغرب والتي يصفها القوميون واليساريون بالرجعية,,,

وبالنهايه,عندما نتحدث عن واقع الحركه القوميه العربيه ,فهذا الحديث ينبع من غيره ,ولسنا ناقدين بل نريد البناء وتصحيح الاخطاء التاريخيه, فنحن نؤمن بالقومية العربية المشتقه من وحي الاسلام المحمدي المعتدل لانها الأصل في الوحدةالعربيه لأن الوحدة المنسجمة هي خير مخلص لنا كعرب، وأن التجزئة القطرية عارضة ومصطنعة بدأها الاستعمار واستكملتها أنظمة الحكم القمعية لتقوية الشعور القُطري وواقع التجزئة والحفاظ على عروش اغتصبوها وكراسٍ لم يستحقوها…..

سيريان تلغراف | هشام الهبيشان

كاتب وناشط سياسي – الاردن

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock