المدينة الصناعية بحسياء تستعيد عافيتها : 155 مليار استثمارات و652 مستثمر و65 % نسبة التشغيل
تشكل المدينة الصناعية بحسياء بوابة دعم هامة للاقتصاد الوطني لما تضمه من منشأت صناعية ضخمة ونوعية على مستوى الشرق الأوسط، ورغم الظروف التي عاشتها حمص والعديد من المحافظات السورية استمرت المدينة الصناعية بالعمل في العديد من المنشأت ولو بطاقة إنتاجية أقل ولكن دون توقف.
وبعد زيادة مساحة الأمان والاستقرار بمحافظة حمص وريفها، بدأت حسياء الصناعية تستعيد عافيتها بل بدأت باستقبال مستثمرين جدد وأرقام المنشأت الصناعية الإنتاجية التي زادت خلال النصف الأول من العام الحالي دليل على مساحة التعافي التي بدأت تعيشها المدينة الصناعية بحسياء .
ولتقديم مزيد من التسهيلات وزيادة المنشأت الصناعية خاصة بالمرحلة القادمة لإعادة الإعمار بحث محافظ حمص طلال البرازي مع رئيس وأعضاء غرفة صناعة حمص وعدد من مستثمري المدينة الصناعية بحسياء واقع العمل في المدينة الصناعية وآفاق تطويره ليكون رافداً هاماً للاقتصاد الوطني.
وأكد محافظ حمص أن الواقع السياسي الذي تعيشه سوريا لاينفصل عن الواقع الاقتصادي والاجتماعي فتقوية صمود سوريا يكون إضافة لتضحيات الجيش العربي السوري بتقوية الاقتصاد والحركة التجارية والصناعية التي تشكل قوة حقيقة تستند إليها الدولة بمواجهة التحديات.
وأضاف محافظ حمص أن الظروف التي عاشتها حمص والمناطق المحيطة بحسياء جعلتها بعيدة عن وسائل الإعلام رغم عدم توقف الكثير من منشأتها عن العمل ،وحاليا مع زيادة مساحة الأمان والاستقرار بحمص زادت نسبة الاستثمار والإنتاجية خاصة خلال النصف الأول من العام الحالي بنسبة140%.
محافظ حمص: حسياء آمنة 100% وجاهزين لتقديم كل التسهيلات للمستثمرين
وأوضح محافظ حمص أن المدينة الصناعية بحسياء آمنة 100% وستكون مركز هام لجذب المستثمرين الجدد وحتى تشجيع عودة المستثمرين القدامى، حيث أن الطلبات لعمليات الاستثمار بحسياء زادت خلال الفترة الماضية بشكل واضح حيث وصل عدد المستثمرين بحسياء حاليا ل652 مستثمراً في مختلف الصناعات .مع العلم أن الحكومة والمحافظة ستقدم كل التسهيلات اللازمة لكافة المستثمرين لزيادة فعالية العجلة الاقتصادية بكافة أشكالها.
مشاريع صغيرة ومتوسطة لأسر الشهداء والجرحى
وطلب محافظ حمص من الصناعيين العمل على إعداد خطط لتنفيذ مشاريع صغيرة ومتوسطة والتي أشار إليها الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية بخطاب القسم حيث أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تحقق الكثير من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية وخاصة تأمين فرص العمل للكثير من الشباب والشابات والمساهمة بتقليل البطالة التي زادت خلال الأزمة مع ضرورة إعطاء الأولوية بتأمين فرص العمل لأسر الشهداء والجرحى.
وتابع السيد البرازي قائلا: زيادة مساحة الأمان والاستقرار التي بدأت تتسع بحمص ستكون حافزا لزيادة عدد المستثمرين والصناعيين بمختلف مناطق حمص التي تعيش أحياؤها حالة من الاستقرار ستزيد مع نهاية المعاناة بحي الوعر الذي سيزيد مع عودته لحضن الوطن من الفعالية الاقتصادية والتجارية. مع الإشارة أنه يتم العمل على إعداد قائمة شرف تضم كل الصناعيين والفعاليات الاقتصادية والتجارية التي قدمت للوطن خلال سنوات الأزمة واستمرت بالإنتاج .
الصناعيين وإعادة الإعمار
وعن دور الصناعيين المتوقع خلال فترة إعادة الإعمار أوضح محافظ حمص ل”بلدناأونلاين” أن للصناعيين دور أساسي بإعادة الإعمار مع بقية الفئات والمؤسسات وأن المدينة الصناعية بحسياء تضم العديد من المنشأت التي سيكون لها مساهمة أساسية بتأمين مستلزمات إعادة الإعمار كما أن المشروع الأول لإعادة الإعمار بحمص سيكون لحي بابا عمرو والسلطانية والذي وصل لمراحله الأخيرة مع الإشارة أن المخططات الجديدة لإعادة الإعمار ستشمل معظم مناطق المدينة والريف لتكون حمص من المدن المتميزة وتلبي احتياجات المواطنين المختلفة.
رئيس غرفة صناعة حمص: خطاب القسم دليل عمل لكل الصناعيين
وأشار السيد لبيب الإخوان رئيس غرفة صناعة حمص أن خطاب القسم للدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية سيكون دليل عمل لكل الصناعيين بمن فيهم صناعيي حمص، حيث سيتم دراسة إعداد مشاريع جديدة تتلاءم مع واقع الأزمة وتؤمن فرص عمل .
وأضاف أنه من خلال مقترحات أعضاء غرفة الصناعة سيتم العمل على تشكيل لجنة لتقديم المقترحات للبدء بتنفيذ مشاريع صغيرة ومتوسطة تؤمن أكبر عدد ممكن من فرص العمل وستكون أكثر من 70% من نسبة العاملين من أسر الشهداء والجرحى.
وأوضح رئيس غرفة صناعة حمص أن الصناعيين يعملون أيضا على إعادة الألق للنسيج الاجتماعي بحمص الذي كان مستهدفا منذ بداية الأزمة فالكل في حمص يرغب بعودة الحياة لما كانت عليه عبر تفعيل العمل الصناعي والتحضير لمرحلة إعادة الإعمار والبناء والتي ستكون بمشاركة كل أبناء الوطن.
وقدم عدد من الصناعيين والمستثمرين في المدينة الصناعية بحسياء عدد من المقترحات التي تضمن تطوير العمل الصناعي ومنها إنشاء مراكز تدريب مهني لكل الراغبين بالدخول لسوق العمل بمختلف الاختصاصات ليصبحوا بعد فترة من التدريب مطلوبين من كل المنشأت الصناعية والتجارية.
إضافة لضرورة إعادة العمل على إنشاء شركة خاصة لتسويق المنتجات الاقتصادية المحلية لخارج القطر مع الاهتمام بالمنتجات الزراعية التي تؤمن أيضا العديد من فرص العمل . مع أهمية التشاركية بين القطاعين العام والخاص لدعم المشاريع الاقتصادية.
أرقام تدل على التعافي بحسياء الصناعية
وأكد الدكتور المهندس بسام المنصور مدير المدينة الصناعية بحسياء لبلدنا أن حجم الاستثمار بحسياء تجاوز 155 مليار ل.س وتؤمن أكثر من 21 ألف فرصة عمل.
وأضاف أن عدد المنشأت المنتجة بحسياء حاليا 188 منشأة برأس مال أكثر من 52 مليار ل.س والمنشأت قيد الإنشاء بلغ حاليا 464 منشأة برأسمال104 مليار ل.س.
وأوضح مدير المدينة الصناعية أن الاستثمار بحسياء بدأ منذ عام 2004 ب”24 مستثمر” وحاليا وصل عدد المستثمرين652 في مختلف الصناعات ، كما أن نسبة التشغيل ببداية الأزمة كانت لاتتجاوز25% ووصلت خلال النصف الأول من العام الحالي لأكثر من 65%.
وختم الدكتور المهندس المنصور أن إيرادات المدينة الصناعية بحسياء خلال عام 2013 بلغت 138% حيث أن الإيرادات التقديرية 211 مليون ل.س والإيرادات المحصلة 290 مليون ل.س ، وبالنسبة لخطة عام 2014 تبلغ الإيرادات التقديرية 400 مليون ل.س وبلغت نسبة الإيرادات المحصلة لنهاية شهر حزيران من العام الحالي 277 مليون ل.س بنسبة إنجاز 70%.
منشأت حسياء الصناعية استمرت بالعمل طيلة سنوات الأزمة ومنها منشأت متميزة على الشرق الأوسط
وشملت جولة المحافظ العديد من المنشأت الصناعية التي استمرت بالعمل رغم كل الظروف ومنها الشركة الدولية ” لدرفلة الحديد” والتي تعمل بطاقة إنتاجية1000- 1500 طن يوميا وتضم 300 عامل، إضافة لزيارة المجمع السوري الأوروبي للصناعات الثقيلة والذي يعتبر من المنشأت المتميزة على مستوى الشرق الأوسط وبدأ العمل بعام 2007 ويعمل على إنتاج العنفات الريحية بطاقة 2،5 ميغا ومن المتوقع بعام 2016 إنتاج أول حفارة بترول وغاز على مستوى الشرق الأوسط. وشملت الجولة أيضا مطحنة الرياض التي تعتبر من المنشأت الحديثة والتي لم يمضي على افتتاحها أكثر من شهرين وتبلغ طاقتها الإنتاجية 250 طن يوميا من الطحين والنخالة ويتم التحضير لزيادة الطاقة الإنتاجية عبر تجهيز خط إنتاج ثاني.
بقي أن نشير أن المدينة الصناعية والسكنية بحسياء تبلغ مساحتها 2500 هكتار لها موقع جغرافي مميز وتضم الصناعات الغذائية والنسيجية والهندسية والكيمائية وتقدم المدينة الصناعية بحسياء الكثير من التسهيلات للمستثمرين لإنجاز المشاريع بأسرع وقت ودون أي تأخير.
سيريان تلغراف | بلدنا