مقالات وآراء

ما بين يهوه وأبي لهب ، وساقطٌ على هضاب كسب .. بقلم نمير سعد

لآلئ الإنتصارات السورية تتصدر مشهد العرين . 

في العموم .. لا يجد من يكتب صعوبةً في الكتابة عن هذا الحدث أو ذاك حتى إن كان خطباً جلل ، بل ربما تسهل أهمية وحيوية الحدث من شأن الكتابة . هذا في العموم ، لكن في حالاتٍ خاصة تترادف فيها الأحداث العظام وتمسك بأثواب بعضها البعض وتتعانق كحلقات السلاسل دون فراقٍ أو فكاك، يصاب بعض اللغة بالكساح التعبيري، وتشكو المفردات من العجز حد الشلل . إنها انتصارات وبطولات جيش وشعب الوطن السوري التي بات ذكرها وأمست ملامحها جزءًا أصيلاً من تفاصيل أيام السوريين وباتت حكاياها تؤنس مساءاتهم وسهراتهم ولياليهم، هذا هو العنوان الرئيس، لكنها أيضاً عبقرية و تفرد وتمايز و نبوغ القيادة السورية، إنه أيضاً فرد ، رجل ، شخصٌ واحد، إنتزع من صدر الحاضر صفة الزعامة، وفرض اليقين على المشككين ” عدا ثلة المعتوهين ” حقيقة إمتلاكه لناصية القيادة و تمايزه في هذا الزمن الرديء بلقب الزعيم القائد، وهو الذي أثبت لعقارب الساعة ولروزنامة الأيام، بل للكون بأسره، أنه صاحب الجاذبية التي تعاند السقوط !! .

عودةٌ في الذاكرة لزمن الغزوة الأردوغانية لكسب.      

يذكر جميعنا أن الزحف القطيعي على كسب بقيادة إرهابيي الشيشان ودعم حكومة و جيش ومخابرات أردوغان شكلا صدمة للسوريين بشكل عام ولأهالي كسب والقرى المجاورة لها بشكل خاص، ما دفع البعض حينها للشعور بالخطر الداهم المحدق الذي قد يصل إلى مركز مدينة اللاذقية خلال بضعة أيام ، كتبت حينها أكثر من مقال  ، وأكدت ، أن مصير هذه الغزوة الإرهابية لن يكون كغير مصير سابقاتها وأن مداها الزمني لن يتجاوز أشهراً قليلة على أبعد تقدير، قد يتمنى أحدكم أن يسألني إن كان لي مصادري المعلوماتية العسكرية التي  استندت إليها في تقديري ، سأجيبه دونما تردد ..هي معرفتي للمنطقة ولأهلها  . لكنها أيضاً وقبل  ذلك ثقتي بالجيش وقيادته وحسب . يجدر هنا القول إن مسألة سيطرة جيش ما، مهما بلغ عتواً وقوةً وجبروتاً وتسليحاً وتدريباً على كامل مساحة الأرض التي يدافع عنها في ظل حربٍ تشن على كامل مساحة الأرض أيضاً، هي حالة مستحيلة ، ، التاريخ يعطينا من الأمثلة عديدها ،، فأعتى الجيوش لم تستطع يوماً على مر التاريخ أن تحكم سيطرتها على كامل أراضيها في ظل حالات أمنية أو حربية أقل حدةً أو شدةً بالمقارنة مع الحالة السورية ، وخير مثال على ما أذهب إليه هو تجارب كل من الجيشين الأميركي والسوفييتي سابقاً .. الروسي حالياً، في كل من فيتنام وأفغانستان والعراق و الشيشان ، لم يستطع هذان الجيشان يوماً إحكام السيطرة المطلقة على الحالة الأمنية ومنع وقوع هجمات إرهابية في منطقة ما مهما بلغت أهميتها وتاريخ الجيشين يشهد . أرجو ألا تفارق هذه الحقيقة أذهاننا وألا نطلب من جيش هذا الوطن الذي يحارب كما لم يحارب جيشٌ قبله عبر التاريخ ،، على كل الجبهات الخارجية منها والداخلية ،، ألا نطلب منه المستحيل وأن يخوض حرب الوطن مع الشياطين والثعابين وقطعان الضباع دون أن يصاب الوطن بجرحٍ بالغٍ هنا أو عضةٍ هناك بأنياب الثعابين الجهادية أو الضباع المستعرة .. .

ماذا عن توقيت النصر؟

ما كان في كسب يعتبر بكل المقاييس العسكرية إنجازاً نوعياً يراكم إنجازات جيش هذا الوطن العظيم ، ووساماً يضاف إلى سلسلة أوسمة البطولة والشرف التي يقلدها الزمان له ، و تتزين الأرض التي أنجبت أبطاله بها، فليس أصعب وأقسى وأعقد من ساح المعارك ساعة تلفها الجبال وتلتف حولها الوديان و تفترشها غابات السرو والبلوط والصنوبر، وليس أعتى من العدو إن كان قطيعاً من الضباع التي تلعق الطائفية مشرباً ومأكلاً ومعتقداً وفكراً وكفراً ، القطيع الذي يسوسه إخونجي حاقدٌ طامعٌ بأمجاد أجداده كما “رجب الأردوغاني” ، فكيف إن كانت أنياب القطيع صهيونية وكان جلده “قروسطي” من بقايا نجاسة أبي لهب . يضاف للقيمة العظمى لهذا النصر الرائع أنه يأتي في وقتٍ حرجٍ يحاول فيه أفرقاء المؤامرة على سورية قلب الطاولة في سوريا والعراق معاً، بل حرقها بنارٍ داعشية، و لا يخفى إلا على كل قليل إدراك سياسي ، أن النار ودواعشها صناعة أحفاد “الصهيوني يهوه” و”أبي لهب الوهابي الآل سعودي” .. ولا فرق بينهما البتة، فالأصل واحد والمنبت واحد والأهداف مشتركة والغايات ذاتها والوسائل باتت مفضوحة . لم تك صدفة أن الهيجان القطيعي الداعشي على الساحة العراقية أتى مباشرةً بعد الإنتخابات العراقية والإنتخابات الرئاسية السورية التي رسخت الدكتور بشار الأسد رئيساً وقائداً وزعيماً لسوريا لسنواتٍ سبع قادمة، تلاشت معها أضغاث أحلام الغزاة الواهمين بتنصيب أمعةً ودميةً كالجربا رئيساً لسوريا التي لا يرتضي شعبها ولا يقبل جيشها سوى بالقادة الزعماء . لم تك صدفة أن زحف الثعبان الداعشي أتى بعد أن بات التنسيق المخابراتي والعسكري بين قيادتي سورية والعراق تحالفاً علنياً يتحدى كجزء أساس من حلف المقاومة من طهران إلى بيروت ، كل شركاء المؤامرة على المنطقة .. .

 حكايا فريدة تنطق بها الجبال  .

  في كسب ، على تلال كسب ، شاركت الغابات بأحطابها كما المدافع بقذائفها والبنادق بنيرانها ، في حفلة شواءٍ قام بها أبطال جيش هذا الوطن العظيم، إنتصار كسب وإن كان لؤلؤةً براقةً في العقد الفريد لإنتصارات الجيش السوري تعانق مثيلاتها من ” بابا عمرو ” إلى القصير مروراً بيبرود ومعلولا وحمص و سجن حلب المركزي، وتلقي التحايا على من سحق غزوات دمشق المتلاحقة التي ما عرفت إنتهاءً، وغيرها من عشرات الإنتصارات الأسطورية المبهرة. إلا أن نصر كسب يتميز بإحراقه دفعةً واحدة لجراء ” يهوه ” ورميه لنسل ” أبي لهب ” في مكبات القمامة، ويتميز أكثر بأنه في ذات الحين دحرج أوهام العثماني من على تلال ” ال-45 ” و”النبعين” وغيرها، وأغرقها في مياه المنفذ البحري المأمول قبالة قرية ” السمرة ” . هو بمعنًى آخر أسقط الساقط أردوغان ومرغ أنفه وأوهام غزوته للريف الشمالي الغربي لمحافظة اللاذقية بأكوام النجاسة التي تفوح من أشلاء إرهابيه الجهاديين التكفيريين . ماذا بعد كسب؟ يتساءل البعض .. ليجيبهم آخرون .. لن يكون للإرهاب موطئ قدم على هذه الأرض الطاهرة فهناك مواعيد مقدسة يحددها جيش الوطن بالتنسيق مع مقاومي حزب الله الأشاوس وأبطال الدفاع الوطني والمقاومة السورية ، مواعيد سيكون لفلول قطعان الإرهاب المنسحبة تكتيكية نحو  قريتي ” سلمى و ربيعة” نصيبها منها.. أسألكم هنا بدوري .. هل حدث أن أعلن جيش هذا الوطن قراراً بتحرير قرية أو بلدة أو مدينة ولم يكن له إنجاز ما أعلن؟ سوف أستبق هنا من قد يحاول الإصطياد في الماء العكر فيتساءل عن حلب وريفها .. لأجيبه دونما تردد بأن الأمر عائدٌ دوماً لحسابات القيادة العسكرية التي تختار مواعيد تحرير القرى والبلدات والمدن بعبقرية أذهلت أعداء هذا الوطن، والأمر عائدٌ أيضاً لحسابات الممكن وليس لحسابات التهور والجنون والإنتحار .

ماذا عنها ” ثورة ربيع الوحش “؟  

“الثورة السورية” أيتها السيدات تسحل اليوم في ساحات الوطن، و” الثورة السورية” أيها السادة، تجرجر من ذيلها ويرمى بها في مكبات القمامة، يتندر بعض السوريين فيقول أنها أجلست عن سبق إصرار الجيش السوري وعمد أحذية جنده البواسل على خازوق الهزيمة، ويؤكدون أن أمراً عجائبياً قد حصل ساعة الخوزقة، لأن الخازوق غار عميقاً في في الرأس بدل المقعدة، هذا لأن ما تبقى من فضلات عقول الجمع الثورجي القطيعي قد انسحبت تكتيكياً حين هزيمة إلى أسفل، واستقرت في منطقة ما بين الإليتين الثوريتين، بعد أن تبادلت الأمكنة مع موجوداتها ، لعلمها ويقينها أن الإنتصارات تحبذ دوماً خوزقة العقول والأدمغة الثائرة في زمن الربيع، أو بقايا العقول التي أصابها المس والعته الثوري وتقاذفتها رياح أنباء الإنتصارات والإنجازات المتوالية للعدو الأوحد .. “النظام السوري “. غني عن القول أن المقصود هنا هو الوطن السوري بكل مكوناته ، فما يتم اختزاله بمفردة نظام هو في واقع الأمر في مفهوم وعقيدة كل سوري وطني شريف .. أس وأساس و قاعدة الوطن المستقبلي لسورية . المجد كل المجد لسورية شعبان وجيشاً وقيادة .

سيريان تلغراف | نمير سعد

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock