مقالات وآراء

على الدنيا السلام ..! .. بقلم ابراهيم فارس فارس

في هذه الأيام ، وبعد مضي أكثر من ثلاث سنوات على بدء الأزمة في بلدنا سورية ، فقد وضح لكل ذي عقل ونظر حقيقة ما يجري ، ومن هم اصحاب المصلحة، ولصالح من يجري كل ذلك !!

وفي الظاهرالمخادع ان ما يجري ثورة على الظلم وكما تدعي بعض وسائل الاعلام ، وان ما يجري هواستمرار لموجة ما يسمى بالربيع العربي الذي اوقد شرارته المنتحر بوعزيزي في تونس ، لكن الربيع المزعوم سرعان ما تبين انه ليس اكثر من خريف قاتل مزق الأمة وجزأها كيانات وآراء ومصالح ضيقة مشبوهة ،وهو ما كانت تحلم به اسرائيل اصلاً ويتحقق لها اليوم وبأيسر السبل !

ولكي نكون موضوعيين وصادقين مع انفسنا ، فإن أسباب كل ذلك ليس خارجيا وحسب بل ان قسما مهما منه داخلي ! فنحن وسواء كنا نقصد ذلك ، طبعا البعض منا ، وربما لم نكن ننتبه الى تبعات تصرفاتنا ، فقد تسببنا في ايصال انفسنا وبلدنا الى ما نحن فيه وبشكل أو بآخر، وللأسف !! فالمحسوبيات والواسطة والذقون الممشطة .. طغت حتى صارت ثقافة عامة وصار من يقف ضدها بنظر البعض مزاوداً وكاذباً ويجب محاربته ! ، ولكن هل كل العاملين في الدولة كانوا فاسدين ؟ قطعاً ليسوا كذلك ، فثمة الكثير منهم شرفاء ولا يبيعون وطنهم بمغريات العالم، والا لما صمدت سورية كل هذا السنين وهي تحارب أكثر من ثمانين دولة مجرمة ..

الآن ، وقد حدث ما حدث ، فلا بد لنا من صحوة حقيقية في الضمير . هؤلاء الذين باعوا وطنهم وشرفهم ، لو انهم عملوا بنزاهة ووطنية صادقة لارتفع معدل الرفاهية في الحياة وعم الخير الجميع بمن فيهم هم انفسهم ، ولما كان ثمة ما يبرر ما فعلوه بحق وطنهم وأبناء وطنهم ولكانت سورية واحدة من أسعد دول العالم وهي مؤهلة لذلك .

علينا ان نضرب بيد من حديد كل يد تمتد بالشر الى هذا الوطن . كل يد خائنة او بائعة للوطن والأمة.. ولكن في المقابل علينا ان نميز بين من يستحق العقاب لأنه مذنب فعلاً، ومن اتهم ظلماً تحقيقاً لغاية في نفس مغرض !

علينا ان نتعامل مع كل الدول والشعوب عربية كانت ام اجنبية بالمثل .. نحن لا نتخلى عن روابطنا الأخوية والعروبية ولكن علينا الا ننخدع مرة أخرى ..وهذا حق لنا بلا شك !

اسرائيل خاضت ضدنا أكثر من خمس حروب مدمرة لكنها لم تنتصر النصر الذي تريد وتحلم بتحقيقه ، فلجأت بدهائها ودهاء من يدعمها ووطاوة من يذعن لتعليماتها من امة العرب والاسلام الى التخريب من الداخل !اشترت الذمم والضمائر ، وصدرت الفكر المغلوط للاسلام وجندت الكثير من دعاته ومن يعتبر ذاته عالماً بالدين ،فأفتوا كما تحلم اسرائيل وترضى وانتشر القتلة المجرمون المرتزقة كالجرادعلى انهم مجاهدون في سبيل الله!!

ان اسرائيل تمر في ازهى واسعد فترات تاريخها اليوم ، فهي تدمر وتحرق وتغتصب وتشرذم وتفتت دون ان تخسر دولارا واحدا او نقطة دم ، بل إن كل ذلك يتم بأموال عربية واسلامية ،وكأن حروبها التي شنتها سابقا ضد العرب والاسلام كانت بالنسبة اليها خطيئة كبرى طالما ان التي تخوضها اليوم عن بعد غير مكلفة بالنسبة لها ، ولكن تحقق لها كل ما تريد وتحلم !!

ان ما خطه وايزمن في مؤتمر بال في سوسرا عام 1897 يتحقق اليوم!! إذن ،ما هو الحل ؟ برأي كمواطن ، ومواطن بسيط ، قد لا يكون له باع كبير في السياسة ، أرى أن الحل الوحيد هو ان تعرف الحكومة كيف توظف طاقات الشعب الى جانب القوات المسلحة لتحقيق النصر في اقرب وقت . ان هذا المشروع اهم من أي مشروع وأية خطط تنمية باستثناء تقديم الخدمات الضرورية والآنية للمواطن والتي تساعده على التحرك بايجابية لصالح معركة الفصل تلك ، وأنا واثق من أن تكاتف الشعب والجيش وبقيادة هذا الرجل الوطني العظيم بشار الأسد هو الحل .. صدقوني ….أمر آخر ، فقد يكون لحل المصالحة الوطنية الأثر الأكبر في وقف هذه المأساة ، فإن كان ثمة مجال لذلك فيا حبذا ،وهو الأفضل بكل تأكيد ، وما جري ويجري حاليا من مصالحات وطنية خير دليل … ونحن واثقون ان الكثير ممن تورطوا في هذه المأساة ويريدون بكل صدق العودة الى حضن وطنهم ، وبعضهم من يستطيع ، ولكن البعض منهم مكبل امام عناد زعماء العصابات – وقسم كبير منهم غير عربي ، لكنه مستفيد من استمرار الوضع على ما هو عليه – اضافة الى فتاوى رجال الدين عندهم …!! ان كان ثمة مجال للصلح فيا حبذا على ان يتم ذلك ضمن اسس وزمن محدد وليس ان يكون ذلك عشوائيا او كما يحلو لبعض من يريد ان يتسلى ….!؟ ثمة امر آخر لابد ان يساعد في انهاء هذه الأزمة المأساة ويسرع في تحقيق الفرج اذا فشل الحل التصالحي ، وهوما يمكن ان تفعله الدول الصديقة عملياً لمساعدتنا في الخروج من أزمتنا . فمثلا دولة عظمى كروسيا قد تكون لم تقصر في دعمنا ماديا وسياسيا في المحافل الدولية لكن المطلوب وقد طالت الكارثة ان تتدخل أكثر وبشكل عملي حتى لو استدعى الأمر مساعدات عسكرية فعالة ، والا ما معنى وقوفها الى جانبنا وما معنى هذه الصداقة دون اجراء عملي حازم يساعد في انهاء هذه المأساة ؟ هل تخشى روسية اسرائيل او امريكا مثلاً ، أو أنها تحسب لهما الحساب ولذلك فهي مترددة ؟ اننا لا نعتقد ذلك ، فالدب الروسي اذا انتفض فإنه لن يبقي ولن يذر، فلماذا لم يثر ويساعدنا على انهاء هذه المحنة؟ هل تنتظر روسية مثلا حتى تحل سورية ازمتها وتحقق النصر حتى تتدخل وتدعي بعد ذلك انها ساهمت وبفعالية بتحقيق هذا الانجاز؟ الله يرحم ايامك يا سيد يوري اندروبوف كيف قال معلقا على تصريحات اليابانيين بامكانية منحهم مواقع لأمريكا مقابل جزر سخالين الروسية ، قال : اذا منحت اليابان امريكا مواقع عسكرية مقابل مواقعنا هناك ، فسأمحي اليابان عن الوجود!

وكذلك ليونيد بريجينيف عندما كان يحضر مؤتمرا للدول الكبرى حول الأسلحة الذرية عندما قال مقاطعاً ما قاله الرئيس الفرنسي يومها : يجب على الاتحاد السوفيتي .. حيث قاطعه بريجنيف قائلا: يجب ؟! تقول يجب ؟! عندما يتكلم الكبار ( الاتحاد السوفيتي) فعلى الصغار (فرنسة) ان يخرسوا ..!!!؟؟ اما ايران والتي تقول انها ليست صديقة وحسب ، بل وشقيقة ايضا !! فما الذي كان من مواقفها التي تساعد فعلاً في انهاء هذه الأزمة ؟ مدتنا بالمال والغذاء ، قد يكون .. وقفت الى جانبنا بكل قوة في المحافل الدولية ، نعم ، وكتر الله خيرها كما يقال .ولكن الى متى سوف تظل تنتظر ؟ هل تخشى ايران من ان تصبح صفحتها عند امريكا سوداء مثلاً؟ هل تخشى هدير شخير امير قطر مثلا؟ هل اذا فقع امير او ملك خليجي من تحته قنبلة غازية وهذا اكثر ما يمكن ان يقوم به ، فإن ذلك يرعبها؟ قالوا في المثل : الصديق وقت الضيق ، فكيف اذا كان شقيقاً؟ واذا كانت روسية وايران ما تزالان تنتظران ان يهدي الله ملك آل سعود مثلا ، او اردوغان تركيا حتى يعودا الى رشدهما ويعلما ان العروبة والاسلام غير ما يفعلانه ضد أناس – يفترض انهم اخوة لهم في الدين – من خسة ودناءة ، فعلى الدنيا السلام .

سيريان تلغراف | ابراهيم فارس فارس

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock