مقالات وآراء

الرايات الصفر سترفعها الأسود من الجليل و اسرائيل ستمحى من الوجود .. بقلم دنيز نجم

زمن القائد الخالد حافظ الأسد لم ينتهي بعد بل عاد بكل جبروته ليعّلم الصهاينة و قوافل النعاج أن زمن الأسود لا ينتهي بل يسود و قد  تلقنوا الدرس الأول على أيادي تلامذة القائد الخالد و أحفاده الأسود بالقومية العروبية عندما توحدت كلمتهم من أجل مستقبل سورية محور المقاومة و انتخبوا القائد بشار حافظ الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية.

فوز الأسد بمنصب الرئاسة تسبب بحالة جنونية هستيرية لكل الدول التي تآمرت عليه لإسقاطه و بدأت اسرائيل تحرك عجلة الحرب بالسرعة الجنونية القسوى علّها تكسب جولة في هذه المعركة لتحقق أحلامها في الشرق الأوسط.

الأسد لم يعد قائد سورية محور المقاومة فحسب بل أصبح قائد للأمة العربية و عليه عقدت الشعوب العربية المقاومة آمالها بالإنتصار على الكيان الصهيوني الذي بدأ يهدد بإنقراض العروبة و تهويد الهوية العربية و  فوزه بمنصب الرئاسة أصبح يهدد أمن و استقرار اسرائيل أكثر من الأول ثلاثة أضعاف لأن حربهم عليه منذ البداية كانت حرب إعلامية قذرة و لكن  بعد انتخاب شعبه له ثبت للعالم أن ما تعرض له هو مؤامرة كونية تكشفت خيوطها للعلن بمرحلة الإنتخابات عندما سقط قناع الحمل عن الدول التي تبنت قضية الشعب السوري و نادت بشعارات وهمية كالحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان و حرية الرأي و كشرت عن أنيابها عندما منعت الجالية السورية في عدة دول من ممارسة حقها الشرعي بالمساهمة في عملية الإنتخابات.

حلم اسرائيل كان و لا يزال من الفرات إلى النيل و لكن خوفها من ثأر الأسد جعلها تصدر الأوامر لتنقل عصاباتها الإجرامية التي تتلحف برداء الإسلام لتشوه صورته من سورية إلى العراق خلال فترة زمنية قصيرة قبل أن يقضي عليهم الجيش العقائدي السوري و لكي ينهي مهمته الشيطان الأكبر الحاخام أوباما بن لادن في العراق و التي بدأها الكوهين بوش لكي تفرض قواتهم العسكرية سيطرتها على العراق بعد أن قضوا على نظام صدام حسين بإسم الحرية و الديمقراطية و قامت عصاباتهم الإرهابية بتهجير ما تبقى من العوائل المسيحية ليرفعوا راية الإسلام المهّود الذي صنعته اسرائيل و الذي لا يمت بصلة للدين الإسلامي الحنيف.

و ما زال الصهاينة يحاولون ضرب أمن روسيا القومي ليحدّوا من نفوذها الإقتصادي و الإستراتيجي في المنطقة و هيئوا الأرض التي ستحضن الإرهاب في الدول المجاورة لإيران ليستفردوا بها بعد القضاء على حزب الله.

ما يجري في العراق اليوم له أبعاد سياسية و استراتيجية تهدد أمن الشرق الأوسط بأكمله لأن الصهاينة هم من شكّلوا البنيان الأساسي  لتنظيم القاعدة و هم من دعموهم بالمال و السلاح و هم من زجوهم في الوطن العربي لأنهم سيستخدموهم فيما بعد كجسر للوصول إلى أهدافهم و مصالحهم و لتحقيق أحلام اسرائيل طفلة أميركا المدللة.

و بعد أن فشل المخطط الصهيوأميركي في إسقاط نظام الأسد من أجل إسقاط سورية و انهزموا بدأوا يحركوا خيوط اللعبة لينفذوا المخطط البديل على وجه السرعة قبل أن ينكشفوا و سارعوا بزج العصابات الإرهابية بشكل مكثف في العراق بفترة زمنية قصيرة و بدأوا يلوحوا بأن هذه العصابات تشكل خطر كبير على المنطقة و يجب القضاء عليها بالسرعة القسوى و هذه هي خطتهم و حجتهم ليباشروا بالتدخل العسكري في الوطن العربي عن طريق العراق و بنفس الخدعة التي يتحفونا بها في كل مرة و هي((  لأجل إحلال السلام في المنطقة )) فالعصابات  الإرهابية هي الجسر الذي سيوصلهم لتحقيق أهدافهم و مصالحهم و ما جاءت تهنئة ايهود باراك للسيسي بمنصبه لرئاسة مصر إلا ليوجه رسالة غير مباشرة للأمة العربية بأن مصر انضمت إلى صفهم و كل ما جرى مؤخراً من أحداث متتالية في الوطن العربي يدل على أن الصهاينة سيستكملوا تنفيذ مخططهم مهما كلف الأمر حتى لو كان سيؤدي لهزيمتهم و نهاية هيمنتهم و ستتوجه القوات العسكرية الخارجية نحو العراق ليفرضوا سيطرتهم بالتدخل المباشر على الوطن العربي من بوابة العراق و التي منها سيبدأ  جيش الناتو بالزحف نحو سورية و لبنان للقضاء على المقاومة الإسلامية فقوات حلف الناتو تتواجد على حدود سورية من جهة تركيا و الأردن هذا و قد أحاطوا حزب الله داخل لبنان بالعملاء و الخونة لكي يساهموا بالقضاء عليه و أما مصر فقد أصبحت في قبضة الصهاينة و السيسي أداة يخدم مصالحهم و إيران أصبحت محاطة من الدول المجاورة لها بالإرهابيين المسلحين و بقواعد صاروخية نصبتها اسرائيل لتستفرد بها فيما بعد و ما يزال الصهاينة يبذلون جهودهم المكثفة لإلهاء روسيا بمحاولة ضرب أمنها القومي لإبعادها عن قضية الشرق الأوسط.

اسرائيل همها الوحيد هو القضاء على المثلث الفولاذي للمقاومة المتمثل بسورية الأسد محور المقاومة و نواتها و حزب الله العمود الفقري للمقاومة و ايران النخاع الشوكي لهذه المقاومة لتتمكن فيما بعد من أن تحكم العالم و تسيطر عليه بالمال لأنه هو القوة التي اعتمدت عليها لتتحكم بالعباد و تسخّرهم في خدمتها و تهود الهوية العربية التي قاربت على الإنقراض.

حزب الله هو المستهدف منذ البداية لأنه سماحة السيد حسن نصر الله أصبح الكابوس المرعب الذي يلاحق المستوطنين الإسرائيليين في يقظتهم و في أحلامهم لأنه أذكى رجل في العالم و على الرغم من كل وسائل التكنولوجيا التي يمتلكها الصهاينة و الأموال الطائلة إلا أنهم ما زالوا يقفوا عاجزين مكتوفي الأيدي أمام عظمة العقل المفكر رجل الإنتصارات سماحة السيد حسن نصرالله الرجل المؤمن الطاهر الذي يسعى لإحلال السلام في الوطن العربي و الذي يحارب الظلم لينصر المظلوم و يدافع عن قضيته العروبية القومية لأنها قضية مصير أمة و وطن و يدافع عن الحق لينصف الإنسان بقوة إيمانه.

هذا الرجل جعل كل من يراه سواء يكرهه أو يحبه يصمت و يستمع لكل حرف ينطقه لأنه رجل الوعد الصادق فإن قال فعل ما وعد به و من يراقب الأحداث عن بعد في هذه الحرب اللعينة التي حلّت على الوطن العربي يدرك أن هذه الحرب هي حرب غير عادية لأنها حرب كونية بين كتل الخير و كتل الشر و القادة الأسود أصبحوا هم رمز النجاة و الخلاص للشعوب العربية المقاومة و هم من سيهزموا الصهاينة و يسحقوهم ليصنعوا النصر ببطولاتهم و يعيدوا للأمة العربية أمجادها  .

التهديد الذي وجهه مؤخراً  سماحة السيد نصر الله لإسرائيل بأنه سيحتل الجليل إن تجرأوا و اقتربوا من لبنان و الثأر لروح الشهيد البطل عماد مغنية الذي ما زال ينتظرهم و يرعبهم جعلهم يستعجلوا حتفهم و يتدحرجوا إلى مقابرهم في الوطن العربي بتخبطهم العشوائي الهستيري من الإنتصارات التي حققتها المقاومة في سورية و من فوز الأسد بمنصب الرئاسة  و هذا ما زاد من حقدهم على المقاومة و زادهم شراسة بقوة اندفاعهم و تصميمهم للقضاء عليها و بما أنهم يؤمنون بأن من يبدأ الحرب أولاً هو المنتصر يحاولون أن يقتلوا القتيل ليمشوا في جنازته فبعد أن أمروا العصابات الإرهابية بالتوجه إلى العراق بدأوا بعزف سيمفونية الحمل الوديع على الرأي العام بأنهم دعاة السلام و أن هذه العصابات تشكل خطراً على المنطقة و يجب القضاء عليها بالتدخل العسكري الخارجي و لكن أسود المقاومة لهم بالمرصاد فهناك من يعمل بالغرف الهادئة و يدرس بدقة عالية الفعل و ردات و الفعل و انعكاساتها و الردود جاهزة لجميع السيناريوهات و من يصمد حتى النهاية هو المنتصر و المقاومة احتفظت بكروتها الرابحة حتى النهاية.

غباء الصهاينة في إعادة عرض فيلم الآكشن الهندي و تكراره لعدة مرات بإختراع المشكلة و من ثم القيام بدور البطولة في عرض الحلول و تقديم المساعدات أصبح مهزلة و الفخ الذي نصبوه للمقاومة سيقعوا فيه لأنهم لم يتعلموا من أخطائهم في الماضي من الدروس التي لقنهم إياها القائد الخالد حافظ الأسد و لم يتعلموا من الدرس الذي لقنهم إياه سماحة السيد نصر الله في عام 2006 و و جّرعهم  كأس هزيمتهم و لا يزالوا يفكروا و يخططوا حتى هذه اللحظة بالإنتقام من المقاومة الإسلامية رغم أنهم على ثقة تامة بأن السيد هو رجل الوعد الصادق و إن قال فعل ما وعد به و استعداداتهم للإنقاض على المقاومة للقضاء عليها لن تجدي نفعاً لأن تهديد السيد قد صدر و هذه هي النقطة التي لم يركزوا عليها و لم يفهموها بعد و قد أعذر من أنذر و اللبيب من الإشارة يفهم.

الرايات الصفر رغم أنوف الكون سترفع من الجليل و راية سورية الأسد ستعلو من تل أبيب و المقاومون العروبيون سيفعلون المستحيل لتزول اسرائيل من الوجود و يعود اليهود إلى هجرتهم أو يختاروا أن يدفنوا أحياء لا أشلاء في ملاجئهم فما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة و نسائم الحرية اللهابة التي هبت في العراق ستود من حيث أتت و النصر سيكون حليف أسود الأمة العربية صناع الأمجاد و البطولات…  بشار الأسد و نصر الله…  لكل من أسمه نصيب و من أسمائهم نستبشر نصر من الله تنتصر فيه قوى الخير على كتل الشر حتى يعّم السلام.

سيريان تلغراف | دنيز نجم

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock