تقرير أوروبي : قطر تواجه مآزق ستنهي “عصرها الذهبي”
رصد مجلس العلاقات الخارجية الأوروبي المأزق الذي تواجهه دولة قطر في مناح عدة ، بدءاً من التهديدات التي تلاحق استضافتها لبطولة كأس العام لكرة القدم، وحتى موقفها من جماعة “الإخوان المسلمين”.
وقال المجلس، وهو أحد أبرز مراكز الأبحاث الأوروبية، إن استضافة كأس العالم عام 2022 والتهديدات التي تحيط به هو مجرد إحدى المشكلات التي تواجه قطر وأميرها الجديد تميم بن حمد، فقد نشرت الصحف البريطانية، على مدار الأيام الماضية، وثائق وتسريبات تكشف عن قيام مسؤول قطري بارز بتقديم رشاوى وحوافز لمسؤولين من أجل تأييد ملف بلاده في الفيفا.
ويشير التقرير إلى أن ما يقلق الدوحة، رغم ذلك، هو الأحداث في مناطق مختلفة من العالم، والتي تتكاتف لإفساد ما كان يفترض أن يكون “العصر الذهبي” للإمارة الغازية الصغيرة، فوالد تميم، الشيخ حمد، عمل مع رئيس وزرائه ووزير خارجيته السابق من أجل انتزاع قطر من قبضة السعودية، واستخدام ثروتها في الغاز الطبيعي لبناء اسم عالمي لها في الإعلام والتعليم، وسعت لإرضاء القوى الغربية ببراعة، إلا أن حليفتها “جماعة الإخوان المسلمين” قد أطيح بها من السلطة.
ويضيف التقرير من ناحية أخرى، أن الدول الخليجية أنذرت الدوحة بضرورة التخلي عن “الإخوان”، بل وصل الأمر إلى التهديد بإخراجها من مجلس التعاون الخليجي.
ووفقا للتقرير الأوروبي، فإن الصحافة البريطانية حولت عداءها من دبي إلى الدوحة، فبينما لاحقت التايمز الفساد الذي شاب محاولات قطر للحصول على حق تنظيم البطولة، فإن الغارديان سلطت الضوء على الأوضاع المتردية للعمالة المهاجرة فيها.
أما عن الرد القطري، فكان أن قامت الدوحة بترتيب تأشيرات لبعض الشخصيات “الإخوانية” من مصر والخليج لمغادرة قطر إلى أماكن أخرى مثل لندن أو ماليزيا.
وتم منع يوسف القرضاوي من الخطابة في صلاة الجمعة أو الظهور على الجزيرة، ورغم أن القرضاوي أصدر شكلاً من الاعتذار بعد مهاجمته السعودية والإمارات، إلا أنه دعا المصريين لمقاطعة الانتخابات.
لكن التقرير يشير إلى أن القضايا الأساسية ظلت كما هي، فقدمت قناة الجزيرة تغطية للانتخابات الرئاسية في مصر تحت عنوان: “انتخابات في ظل انقلاب”، وشجع استمرار العداء التركي لمصر قطر على التمسك بموقفها.
ولعل التهنئة المقتضبة التي أصدرها تميم للسيسي يوم تنصيبه تمثل إشارة أخرى على أن الصراع مستمر. ويرى بعض المتعاطفين في الرياض وأبو ظبي أن تميم أعجزته قوة والده ووزير خارجيته السابق حمد بن جاسم.
ووفقا لخبير و أستاذ في العلوم السياسية ، فإن قطر لو واجهت الخيار بين “الإخوان” أو مجلس التعاون الخليجي فسيميل تميم للمجلس، لكن موقف والده غير واضح.
وتابع الخبير ، إن دول الخليج تريد مساعدته وألا تدفعه إلى الحائط ونحو المتشددين، وقد أسس تميم جريدة جديدة في لندن، وسيتبعها قناة في المدينة نفسها أيضاً، وستكون القناة الجديدة ألعوبة تميم، على عكس قناة الجزيرة التي لا تزال إلى حد كبير مشروع والده، وهو ما يشير إلى أن تميم لديه رغبة في الاستقلال، إلا أن تلك الرغبة تختلف عن الاستعداد للابتعاد عن الإخوان.
وخلص تقرير المجلس الأوروبي إلى القول بأنه نظراً لهذه الضغوط المتصاعدة من اتجاهات مختلقة، فمن المفيد أن يكون هناك أصدقاء أجانب تعتمد عليهم، وكانت قطر حريصة على إثبات أهميتها لواشنطن، وهو ما تبين في صفقة إطلاق سراح الجندي الأمريكي مقابل خمسة من طالبان، لذا فمن المرجح أن تستمر العلاقات السياسية في الخليج متوترة لبعض الوقت.
سيريان تلغراف