منظمة “هاكرز” تركية تعرّي سلطات بلادها
على حين غرة تحوّل عدد من الشبان الخبراء في فنون الاختراق في الفضاء السيبري إلى أبطال الساعة بنظر العديد من المواطنين الأتراك.
وقد أسسوا منظمة للاختراق باسم “ريد هاك” (القراصنة الحمر) واتخذوا رمزاً لهم المنجل والمطرقة إضافة إلى شخصية “Vendetta” المقتبسة من فيلم “V for Vendetta”، وشعار: “القرصنة لأجل الشعب”.
وسرعان ما استطاعت هذه المنظمة الاستحواذ على اعجاب وتأييد أعداد كبيرة من المواطنين، الذين ألصقوا بهم ألقاب “روبن هود” و”زورو” و”زوربا”… كانت منظمة “ريد هاك” قد قامت باختراق موقع وزارة الداخلية التركية والسطو على ملفات الوزارة الرقمية المدرجة لمشاركة الموظفين، مهددة بنشرها في حال لم يتم الإفراج عن المعتقلين بتهمة الانتماء إلى “ريد هاك” وهو الأمر الذي نفاه المتهمون و”ريد هاك” على حد سواء.
وتصدرت الموقع المخترق صورة معالجة تظهر شخصية “فينديتا” ممسكاً بعنق وزير الداخلية “ادريس نعيم شاهين” قائلاً: “هل تحبنا؟”. وذلك في سخرية من موقف سابق للوزير، الذي كان، قد أجرى جولة قبل فترة قصيرة من الزمن، وأجاب على مزارع عبر عن فرحته بلقائه، فقال: “لو أنك فرح فعلاً لرقصت قليلاً”.
كما كشفت ساخرة أن كلمة سر الوصول إلى مخدم الوزارة هي أبسط كلمة مرور مستخدمة في العالم الرقمي، وهي الأرقام: 123456. وقامت أيضاً بمهاجمة مواقع حكومية ومواقع تابعة لحزب العدالة الحاكم وحلفائه، ما دفع إدارة مزود الإنترنت الرئيسي إلى سحب مقبس الشبكة، وقطعها عن البلاد بأكملها لمدة حوالي ثلاث ساعات.
وقد زعمت الإدارة فيما بعد أنها سحبت المقبس لأغراض الصيانة ليس إلا. لكن المنظمة في صفحتها علقت ساخرة: “ألهذا أعلنتم عن مسابقة لتعيين خبراء في أمن الشبكات بعد الحادثة؟ ألن تمتحنوهم في سرعة سحب المقابس أيضاً؟” إضافة لذلك قامت “ريد هاك” بمهاجمة مواقع شركات مصنعة لحليب الأطفال، في رد على فضيحة الحليب الفاسد الموزع في المدارس الابتدائية، والذي تسمم نتيجته مئات من التلاميذ خلال يوم واحد، وعلى رأس الشركات المتورطة في الفضيحة شركة “بينار سوت” التي ترتبط بعلاقات تجارية قديمة مع رئيس الوزراء “أردوغان” شخصياً. ووضعت على المواقع المخترقة عبارة: “نحن لم نخترق مواقعكم. شعور الذنب لديكم يسبب هذه التهيؤات” ولم تكتفي بذلك بل هاجمت مواقع شخصية من بينها مواقع لـ”فتح الله كولن” رجل الدين المتحالف مع “أردوغان”، ولرجل دين آخر هو “عدنان خوجه”، ولموقع رئيس بلدية أنقرة من حزب العدالة “مليح كوكتشيك” الذي كان قد علق على فضيحة الحليب الفاسد بعبارة: “اشربوا لبناً”…
وكانت “وكالة العلوم والأبحاث التقنية التركية” الحكومية قد أنذرت مؤسسات الدولة، ودعتها إلى اتخاذ أساليب الحيطة والحذر، وأعلنت اجراءها اختبارات معلوماتية أثبتت مناعة الأساليب المتبعة. غير أنها تعرضت هي نفسها لهجوم مركز وقوي من “ريد هاك”. وقد ازدادت شعبية المنظمة مع كل عملية اختراق تقوم بها، حتى أن مظاهرات الأول من أيار شهدت رفع لافتات تؤيدها. كما رفعت لافتات في مباريات لكرة القدم تقول: “ريد هاك هي جناحنا الأيسر”. ومن بين المعلقين في المجتمعات الافتراضية فتاة كتبت قائلة: “مجانين أنتم وشقاة.. أنتم ضحكتي التي أطلقتها وحيدة بعد منتصف الليل”.