النحل يرسم خارطة ذهنية لاتجاه طيرانه
كان العلماء يعتقدون أن القدرة على رسم خرائط ذهنية هي من ميزة الثدييات فقط، وأن الطيور والحشرات مثل الفراشات والنحل، تستخدم الشمس كبوصلة لتحديد وجهتها.
لكن أثبت فريق علمي أن علماء الأحياء على خطأ، لأن النحل لا يحدد اتجاه حركته اعتمادا على الشمس، بل يرسم في مخيلته الصغيرة “خارطة ذهنية” أيضا.
ويقول الباحث راندولف مينزيل من جامعة برلين الحرة “كانت مفاجأة لنا ولكل من يتابع بحوثنا، أن المخ الصغير جدا، قادر على رسم خريطة إدراك للمنطقة”.
تتكون هذه الخرائط لدى النحل من “صور” للأرض تبحث على ضوئها عن طريق العودة الى المنحلة. أما عند الثدييات فتتكون هذه الخرائط في حصين الدماغ، وتستخدم في الحركة اليومية. ويؤكد الفريق العلمي، أن النحل يبدي قدرة مماثلة، رغم أنها ليست متطورة كما لدى الإنسان.
تضمنت التجربة التي أجراها العلماء “الإخلال” بعمل البوصلة الشمسية للنحل، لمعرفة إن كانت ضرورية أم لا. ولأجل ذلك خدّر النحل لوقف “ساعته البيولوجية”. وبعد أن استفاق من التخدير راقب الباحثون طريق عودته الى المناحل. في البداية أخطأ النحل باختيار الاتجاه الصحيح معتقدا أن الوقت هو الصبح، كما اعتاد. لكنه بعد وقت قصير وجد الاتجاه الصحيح الى المناحل.
ويقول علماء الأحياء الذين لم يشاركوا في هذه البحوث، إن نتائجها خطوة مهمة في علم الأحياء، مع أنها لا تقدم البرهان القاطع “100 بالمائة” على أن النحل يرسم خرائط ذهنية في مخه الصغير.
وينوي الفريق العلمي الاستمرار في هذه البحوث لمعرفة المزيد عن قدرات النحل.
سيريان تلغراف