مقالات وآراء

أيها السوريون .. أصواتكم غداً نارٌ تشعل حرائق العقول .. بقلم نمير سعد

كم من الصفعات واللكمات يلزم وجه هذه الأمة حتى يصحو من غفلته؟ ، وكم من الهزات الأرضية السورية الإنتخابية يلزم جسدها المحنط كي تسري في عروقه اليابسة دماء الحياة؟ وكم من

صدمات الإنتصارات يلزم حلف العدوان حتى يعي ويفهم ويستوعب قادته المغفلين أن عديد الخوازيق لا زالت في جعبة مفاجآت جيش الوطن السوري و وحدات الدفاع الوطني ومقاومي حزب الله ؟ انها. سورية يا أشباه البشر وأدعياء الرجولة .. سورية أيها الخاسرون الفاشلون المهزومون الغارقون بنزف بكارات سفاحكم ، انها سورية التاريخ . كم هو معتوه من يحارب التاريخ وكم هو غبي من يصارع القدر ، بعض الشعوب تركع لعواصف أقدارها وبعضها تنتظر من يكتب لها أقدارها وبعضها تكتفي بالحضور في الظل للعب دور الكومباررس في لعبة القدر أو ترتضي أن تكون جمهوراً أخرساً مشلولاً يكتفي بمشاهدة ومتابعة من يرسم له أقداره ويتحكم بها .. وحده القدر السوري بات ينحت على يد سواعد جيش هذا الوطن لا كما يشتهي القدر، وبأصوات وصمود شعب هذا الوطن العظيم ، الوطن الذي باتت مفردات أساطيره تصبغ بالأحمر القان وباتت عناويه تمهر بخواتم الأرواح التي ينحني في محرابها القدر .  وبات واضحاً أن شعب هذه الأرض الفريدة هو غيرها بعض شعوب ، هو لم ينحني يوماً لزوابع و عواصف وأعاصير الأقدار ، وهو اليوم لا ولن يفعل . اسألوا عنا التاريخ وما كتب ، اسألوا التراب وما إختزن ، اسألوا السماء وما شهدت … .

يبدو من ردود فعل قادة حلف العدوان على سورية و مرتزقتهم و غلمانهم أن صفعات إنتخابات السوريين في الخارج في الثامن والعشرين من أيار التي هطلت من أصقاع الأرض كافة، لتنتخب

الوطن في شخص الرئيس الأسد، لم تكن كافية، و يبدو أن الخازوق الإنتخابي السوري في لبنان تحديداً كما في الأردن لم يكن على مقاس الطرق المؤدية إلى عقولهم الجاثمة في دهاليز مؤخراتهم ، فالحقيقة التي لا تحتاج إلى كثير إثبات، و التي أنبأت عنها ردود الفعل الهستيرية لكل كائنات الحلف العدواني وعضاءات 14 آذار بشكل خاص ، أننا نعايش اليوم زمن “الجنون الديمقراطي” أو حرية الجنون ، فالبعض في لبنان يصر أن يمارس حقوقه جميعها، ولا ينسى حقه في القليل، أو الكثير، من الدعارة السياسية التي تعانق الجنون وتتفوق عليه في بعض الأحيان .. إنه زمن العجائب أيها البشر .. .

في زمن العجائب والقصص التي تحاكي في غرائبيتها وتفردها أساطير القدماء، في زمنٍ شهد ولادة مسخٍ قذر قميء ، لولا أنهم أسموه “ربيع” ، لكان العقل يحار في أمر إعطائه إسماً أو لقباً أو وصفاً يناسب شلال القيء الهادر من فمه، وأعشاش الجراثيم على مساحات جسده ، وقدرته الخرافية على نقل عدوى آفاته للملايين ممن كانوا قبل الإصابة “بشراً أسوياء”، لكنه الزمن الذي يشهد في في ذات الآن ، إلتقاء ملايين العقول السوية في ساحات ومحاكم المنطق لتعلن شهادة المبادئ والأخلاق والمثل الإنسانية على المستوى الدولي وفي عوالم المؤسسات والمنظمات الدولية، لتصرخ تلك العقول أن توقيت إجتماعها هو في زمن الفجور السياسي ، وأنها تعيش ومن آمن بها قرف إفرازات هذا الزمن الداعر ، في زمنٍ هذه بعض صفاته وعناوينه لا دهشة ولا غرابة إن تحولت كائنات ومخلوقات بمستوى جهل عائلة سعود ونظامٍ بدائي “عصر حجري ” كنظام مهلكة آل سعود إلى قبلةٍ ومحجٍ لقطعان المنافقين من شتى أصقاع الأرض ..

ولا مكان للدهشة أو للذهول ساعة يتحول من كان راعٍ للخراف في سورية ولاحقاً راعياً للإبل في مضارب آل يهود، وصاحب سوابق تتعلق بالإتجار بالحريم والمخدرات إلى رئيسٍ من النوع الفخم “يفرش مستقبلوه للجرب الكامن فيه إسماً وشكلاً وفعلاً وقولاً وماضياً وحاضراً  ،، بساطاً أحمراً عند كل عتبة يتم استدعاؤه أو سوقه إليها !! . و لا عجب و لا إستغراب ساعة يجتمع القتلة

والمجرمين والسفاحين ومصاصي دماء الشعب السوري ومزهقي أرواح أبنائه تحت يافطةٍ خطوا عليها بالأحمر القاني ….” إجتماع أصدقاء الشعب السوري” .. !! فيما هم يتباحثون في الإقتراحات والأفكار الإجرامية الدراكولية الكفيلة بإطالة أمد نزف الجراح وزيادتها عمقاً . ولا حيرة ساعة ينال من لا يتقن آداب اللغة ولا لغة الأدب .. لقب مفكر ، من فصيلة عزمي بشارة أو ميشيل كيلو، الذي تخجل الوضاعة من وضاعة مفرداته وطريقة تعبيره فيبدو كالقزم التائه في حضرة الكبار ساعة يتهجم بمفرداتٍ جد سوقية على عمالقة وأساتذة الدبلوماسية السورية .

ولا إستهجان ساعة يزين مهرج من مجموعة السيرك ” ال-14 آذاري” المستقبلي صدره بلقب إعلامي ، والكلام هنا عن نديم قطيش ، الذي يشعرك أنه تائه إدراكياً ولغوياً ومعلوماتياً .. والأهم .. مهنياً وأخلاقياً . حاله حال “الشهيدة الحية ” ، الحية بحق ، الرقطاء بحق ، التي يقطر شدقها سماً زعافاً تخاله هي ترياق  ، وهي التي لم تصدق بعد أن زمنها قد ولى وأن وهجها الإعلامي الخنفشاري المصطنع قد أفل إلى غير عودة أو رجوع ، وعندما يطالب غير نديمٍ مع ما يفترض من علمه و معرفته بأبسط أصول وقواعد العلاقات الدبلوماسية كونه من عائلة احتكرت مساحةً من العمل السياسي اللبناني وزعامة عصابات الكتائب التي تحولت في غفلةً من الزمان والوعي اللبناني إلى حزبٍ سياسي، حالها حال عصابات حزب القوات الجعجعية،  عندما يطالب هذا النديم بطرد السفير السوري في لبنان ، إنما مرد هذا وذاك ، أن كلا النديمين ومعهما الأفعوانة والمتحدث بإسم عصابة 14 آذار وغيرهم ، قد عجزوا جميعهم عن إستيعاب الصدمة الديمقراطية الإنتخابية الهادرة في الطرقات المؤدية إلى مقر السفارة في اليرزة في بيروت، الصدمة التي كان من مفاعيلها قرار داخلية ” نهاد المشنوق” بمنع السوريين الهارب معظمهم من إرهاب عصابات التكفير

من العودة إلى لبنان في حال توجههم إلى سوريا .. في خطوةٍ هي والوقاحة السياسية صنوان، خطوةٌ أقل ما يقال فيها أنها تتماهى مع أهداف حلف العدوان الصهيوني على سورية الأرض والشعب والجيش و الكينونة، في محاولة فاضحة للتضييق على السوريين في لبنان، سيما في موضوع نية من لم يتمكن منهم من التصويت في الإنتخابات الرئاسية التوجه إلى سورية للقيام بهذا الواجب و ممارسة هذا الحق الدستوري ..

في اليوم الأخير ما قبل يوم المواجهة مع الذات والمصير، أيها السوري .. ساهم في زيادة قوة وشدة صفعة الثالث من حزيران لكل الوجوه البالية السقيمة التي تريد بك وبالبلاد شراً مقيماً .. إنتخب من تنتقيه ويصطفيه وجدانك، أنت اليوم لا تنتخب رجل المرحلة و حسب، أنت تنتخب وطنك وترد الصاع الدامي صاعين لمن إشترى بك وباع، أنت تضع بصوتك حجراً في أساسات سورية الغد، وترسم بصوتك اسمها على جلمود قاسيون، وتزين جيدها بوشاح المواطن البار، وتهبها بعض الحب الذي أرضعتك، وتصلي في محرابها للرب إن كنت مؤمناً بحق ، وترتقي سلالم حرية المعتقد إن كنت علمانياً ، أنت تنحاز لرغيف الخبز، لسكب اللآلئ من عيون الثكالى والأيتام والأرامل. لطهر و قدس زاكيات دماء من سكن الوطن قلوبهم قبل أن يسكنوا بيوته الريفية البسيطة، أنت تختار أن تمسح الغبار عن حجارة الأزقة العتيقة، وتصطفي عرائش الياسمين عطراً ، وتنخل الرجال من أشباه الرجولة وأدعيائها ومنتحليها  ، وتجتبي من غابات وطنك قامات وهامات سنديانها ، وتعلن الوطن كتاباً مقدساً جديداً ، وتعزف نشيده لحناً فريداً لروح الحبيبة

أيها السوريون .. أصواتكم غداً، نارٌ تحرق قلوبهم فأشعلوها ، أصواتكم غداً، جمراتٌ تصلي بقايا عقولهم فأوقدوها ، أصواتكم غداً، زغاريد عرس ما قبل الإنتصار الأخير فأطلقوها ، إنتخبوا وطنكم ، أرحام أمهاتكم، رائحة تراب أرضكم ، حكايا أجدادكم، همس الغزل ودوي المجد في شعركم، دفء أحلام إغفاءاتكم ، وعبق ذكريات صحوتكم ، سفر أعماركم، وهج الرب في إيمانكم وصدى قرارات عقولكم ومحاكم ضمائركم ،إنتخبوا الحبيبة الأجمل والأروع  .. من يهمكم أن تكمل مشوارها مع التاريخ بهيةً شامخة ساعة ترحلون . .. إنتخبوا سورية، فإن فعلتم فإنكم تنتخبون همس إسمها في شخص الرئيس الأسد .

 سيريان تلغراف | نمير سعد

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock