“الأخبار”: صواريخ ارض- جو اُدخلت من لبنان للمسلحين في سورية
كشفت صحيفة “الأخبار” ان المعارضة السورية المسلّحة بدأت منذ فترة البحث عن “سلاح نوعي” يُحدث فرقاً، لا بل بدأ البحث في تغيير استراتيجية القتال بأكملها، مشيرة الى ان “ما يؤكد ذلك ما يتناقله قادة ميدانيون لبنانيون وسوريون في الشمال اللبناني وتجّار عن تحوّل الطلب في سوق السلاح عن الخفيف باتجاه المتوسط والثقيل”.
ونقلت الصحيفة عن قيادي إسلامي ناشط في نقل السلاح إلى سورية تأكيده أن شحنة الأسلحة التي ضبطت على متن السفينة في سلعاتا كانت في طريقها إلى حمص وتحدث عن “خرق” للاستخبارات اللبنانية والسورية سمح باستقدام الشحنة، مشيراً إلى أنها كانت مُرسلة عبر وسيط لبناني، من دون أن يحدّد مصدر الشحنة المضبوطة.
وفي السياق نفسه، قالت مصادر موثوق بها في المعارضة السورية المسلّحة لـ”الأخبار” ان المجموعات المقاتلة تمكنت قبل ضبط الشحنة الأخيرة من نقل ثلاث شحنات من الصواريخ عبر لبنان. وكشفت أن من بين الأسلحة التي تمكّنت من إدخالها الى الأراضي السورية صواريخ “ستينغر” (صاروخ أرض- جو يحمل على الكتف، ويوجه بالأشعة تحت الحمراء ويصل مداه إلى ما بين خمسة وثمانية كيلومترات)، باعتبار أنه يحقق تأمين ما يُشبه نظام الدفاع الجوي ضد الطائرات المحلّقة على علو منخفض وضد الطائرات المروحية.
وتتقاطع هذه المعلومات مع ما سبق أن أعلنه مسؤول عسكري في المجلس الوطني الانتقالي الليبي عن فقدان خمسة آلاف صاروخ مضاد للطائرات من مخازن السلاح الليبية، علماً أن ليبيا، بعد انهيار نظام معمّر القذافي، باتت سوقاً ناشطة لبيع السلاح والصواريخ.
المصادر نفسها كشفت أن الشحنة التي ضُبطت في لبنان وقُدّر ثمنها بـ60 مليون دولار بحسب ما تردّد، لا تبلغ هذه القيمة المضخّمة. حالها كحال الشحنات الثلاث السابقة التي تم استلامها بالطريقة نفسها. وأكدت انه تم دفع ثمن الأسلحة مسبقاً، وإذ لم تؤكد المصادر أن نقطة التسليم المقررة كانت مرفأ طرابلس، تحدثت عن نقطة غير محددة على طول الشاطئ الشمالي في عكار.
وأكد أحد القادة الميدانيين في “المعارضة السورية المسلّحة” لـ”الأخبار” أن القرار اتُّخذ بتزويد المعارضة صواريخ متطورة مضادة للدروع عبر كل الطرق والمنافذ الممكنة. واشارت الى انه باتت في حوزة المسلحين قذائف “كوبرا” مضادة للدروع وصواريخ أرض-جو من طراز “سام 7”. وعن كيفية وصول هذه الأسلحة، قال إن السلاح يتدفق عبر الممرات الحدودية. وأوضح: “على سبيل المثال، تدخل شحنات السلاح عبر الحدود من تركيا بغطاء دولي ومن هناك يُنقل إلى إدلب”، كاشفاً عن وجود اتفاق ضمني بين “المجلس الوطني السوري” المعارض وتركيا يسمح بنقل الأسلحة تحت أعين الاستخبارات التركية. كما لفت إلى أن سلاحاً يصل أيضاً عبر الأردن، ما يعيد إلى الذاكرة ما نشرته وكالة “أسوشييتد برس” قبل فترة نقلاً عن دبلوماسي عربي لم تذكر اسمه أشار الى وصول شحنات أسلحة من السعودية إلى سورية عبر الأراضي الأردنية. وذكر القيادي نفسه أن شحنات من الأسلحة تدخل أيضاً من العراق عبر منطقة البوكمال، مشيراً إلى أن أسعار الأسلحة الخفيفة في السوق العراقية أرخص إذ تصل الى نصف الثمن الذي تباع فيه في السوق اللبنانية.
وكشفت “الأخبار” ان استقدام “المعارضة السورية المسلحة” أسلحة “كاسرة للتوازن” ترافق مع تحوّل في استقدام المقاتلين الأجانب عبر البحث عن النوعية بدل الكمّية. وتُرجم ذلك ببدء انسحاب عدد كبير من المقاتلين اللبنانيين والعرب الذين كانوا قد قصدوا سورية للمشاركة في القتال، ممن لا يملك القسم الأكبر منهم خبرة قتالية جدية. وفي مقابل ذلك، وصل الى سورية عدد من خبراء المتفجرات ذوي الميول الإسلامية المتشددة، وكان من بينهم اللبناني عبد الغني جوهر الذي أُعلن مقتله في 20 من الشهر الماضي، نتيجة خطأ أثناء تجهيزه لعبوة ناسفة. وفي الإطار نفسه، بدأت بعض المجموعات المقاتلة التركيز على استراتيجية السيارات المفخخة و”العمليات الاستشهادية” ضد مراكز عسكرية وامنية، وربما مدنية حكومية في سورية. وكشفت المصادر نفسها أن “أحد منفّذي التفجيرات الاستشهادية الأخيرة كان ليبيّاً”.