سيناتور أمريكي يشكر الرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري
وجه السيناتور الأمريكي ريتشارد هـ. بلاك –سيناتور فرجينيا- رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد يشكره فيها والجيش العربي السوري على بطولاته، مشيداً ببسالته ومهارته، واصفاً الإرهابيين بـ”مجرمو حرب متوحشون مرتبطون بالقاعدة”، ومرتزقة يدخلون سورية لقتل الشعب.
و أكد السيناتور الأمريكي، أن قلّة من الأمريكيين يدركون أنهم يدعمون نفس الجهة التي قامت بأحداث 11 أيلول، وأن هؤلاء هم أنفسهم من يذبحون المدنيين ويستخدمون التفجيرات الانتحارية في سورية ليقتلوا النساء والأطفال.
وشكر السيناتور هـ.بلاك، الرئيس الأسد على تعامله “المتّسم بالاحترام مع جميع الطوائف” بينما سلك “المتمردون” سلوك “اللصوص والمجرمين والمخربين”، متمنياً استمرار انتصارات الجيش العربي السوري في وجه الإرهابيين، محمّلاً سيادته شكراً شخصياً للجنود السوريين الذين يحمون المدنيين،
وفي ما يلي نص الرسالة كاملةً:
عزيزي الرئيس الأسد
إني أكتب لكم للتعبير عن شكري للجيش العربي السوري للبطولات التي أبداها في سلسلة جبال القلمون والتي أدت إلى إنقاذ أرواح المسيحيين هناك، وأشعر بامتنان خاص لنصركم الرائع في يبرود، حيث قام الجيش العربي السوري وسلاح الجو بتحرير المسيحيين وغيرهم من السوريين الذين وقعوا في قبضة الإرهابيين طيلة سنوات عدة.
إننا نشعر بامتنان عميق لمهارة وبسالة القوات السورية التي أنقذت ثلاث عشرة راهبة كان الجهاديون الجبناء قد اختطفوهن واستخدموهن دروعاً بشرية في يبرود.
من الواضح أن الحرب في سورية يخوضها إلى درجة كبيرة مجرمو حرب متوحشون مرتبطون بالقاعدة، إن هذه الجماعات، على غرار النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام ترتكب جرائم حرب بشكل روتيني وكجزء من سياستها المعتمدة.
وهم يقومون بكل فخر ببث مقاطع فيديو على “يوتيوب” تبين إعدامات جماعية لأسرى الحرب، وقطع رؤوس الرهبان وغيرهم من المدنيين، بل وحتى أكل لحوم البشر.
وفي حزيران الماضي في حلب، تباهت النصرة بأنها أجبرت أُمّاً على مشاهدة عملية قتلهم لابنها البالغ من العمر أربعة عشر عاماً عبر إطلاقهم النار على فمه ورقبته.
إنه من الصعب أن نفهم كيف تقوم أي أمة متحضرة بالدفاع عن أعمال أولئك المجرمين المتعطشين للدماء، ومن الواضح أن الشعب السوري قد تعب من مشاهدة المرتزقة الأجانب يدخلون بلادهم للقتال ضدهم، لقد عانى شعبك من الأعمال الإجرامية التي ارتكبها هؤلاء الجهاديون الذين جاؤوا لاغتصاب وقتل السوريين الأبرياء.
وللأسف، فحتى يومنا هذا، تدرك قلّة من الأميركيين أن المتمردين في سورية إنما تسيطر عليهم القاعدة – عدوك الألد، إنهم لا يعرفون أن أعداءك قد أقسموا يمين الولاء للمنظمة نفسها التي قامت في 11 أيلول 2001 بتنفيذ عملية ارتطام الطائرات ببرجي مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون، فقتلوا ما يزيد على 3000 من الأميركيين الأبرياء.
واليوم يقوم المقاتلون المرتبطون بالقاعدة باستخدام التفجيرات الانتحارية ليقتلوا نساءً وأطفالاً لا حول لهم في بلدك، تماماً كما ذبحوا المدنيين الذين لا حول لهم في بلدي.
إني لا أستطيع أن أفسر كيف أن الأميركيين الذين عانوا ضرراً عظيماً على يد القاعدة قد خدعوا بحيث يساندون الجهاديين، إلا أني أعلم أن عدة مسؤولين في الولايات المتحدة لا يوافقون على سياسة تسليح وتدريب الإرهابيين الذين يعبرون حدودكم قادمين من المملكة الأردنية ومن تركيا.
إن أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن يسيطر المتمردون على العاصمة ويرفعوا علم القاعدة الأسود الشنيع فوقها، ولهذا السبب فقد مُنع المتمردون من الحصول على الأسلحة المتطورة.
إن المخططين العسكريين يعلمون أن الإرهابيين مخادعون ولا يمكن الثقة بهم، ولا شيء سيمنعهم من تصويب الصواريخ المضادة للطائرات على طائرات الركاب المدنية، ولو أنهم تمكنوا من السيطرة على الصواريخ السورية المضادة للطائرات والتي تشير التقارير إلى أن عددها يناهز الأربعة آلاف صاروخ، فإن الإرهابيين سيحولون الطائرات في مطارات واشنطن ونيويورك ولندن إلى كرات لهب مشتعل، ويصيبوا الطيران المدني التجاري عبر العالم بالشلل، إن مساعدتهم على تحقيق ذلك الهدف هو ضرب من الجنون المطبق.
لقد واصلت نهج والدك بالتعامل المتسم بالاحترام مع جميع المسيحيين ومع الطائفة اليهودية الصغيرة في دمشق، لقد دافعت عن كنائسهم المسيحية وكنسهم اليهودية، وسمحت لهم بأن يتعبدوا بحرية وفق معتقداتهم، إنني ممتن لذلك.
وبالمقابل، فحيثما سيطر المتمردون، سلكوا سلوك اللصوص والمجرمين والمخربين، فمارسوا أعمال الاغتصاب والتعذيب والخطف، وقطعوا رؤوس الأبرياء، كما أنهم دنّسوا حرمات الكنائس، لقد فرض الإرهابيون ضريبة “الذمّة” البغيضة على المسيحيين واليهود وعاملوهم كبشر من الدرجة الثانية.
إني أصلي لكي يطرد جيشك الجهاديين من سورية ليتمكن السوريون من جميع الأديان والطوائف من استئناف حياتهم المشتركة بسلام، وإلى أن يتحقق ذلك، فإنني أصلي لكي يتابع جنود القوات المسلحة السورية إظهار جسارة استثنائية في القتال ضد الإرهابيين.
أرجو منك أن تنقل شكري الشخصي لرجال الجيش وسلاح الجو السوريين لقيامهم بحماية الوطنيين السوريين، بما في ذلك الأقليات الدينية، الذين يواجهون الموت على أيدي الجماعات الإرهابية.
سيريان تلغراف