تحقيقات وتقارير

جورة الشياح .. دمار غيّب معالم الحي ولم يغيّب ثقة الأهالي بمستقبل أفضل

لطالما تصدّرت أخبار حي “جورة الشياح” عناوين الشاشات في وسائل الإعلام محليا وعربيا نتيجة قوة الاشتباكات التي يشهدها ولكن حاليا أصبح حي جورة الشياح من أحياء حمص القديمة يتصدر حديث أهالي حمص عن نسبة الدمار التي قد تكون الأكبر بين أحياء حمص القديمة التي تستمر باستقبال الالآف من الأهالي بعد خلو حمص من السلاح والمسلحين.”بلدنا” دخلت حي جورة الشياح مع مئات العائلات.

فموقع حي جورة الشياح المتوسط بين عدة أحياء كانت متوترة كالقرابيص والقصور وباب هود ومركز المدينة جعله ساحة اشتباكات شبه يومية وتتصدر أخبار المعارك في الحي عناوين النشرات وهذا ماجعل نسبة الدمار كبيرة بالحي وأخفت الكثير من معالم الحي الذي كان يضم أسواق كثيرة خاصة أسواق الالكترونيات والحلويات حتى أن البعض من الأهالي أضاع طريق الوصول لمنزله نتيجة حجم الدمار الكبير.

جورة-الشياح-..-دمار-غيّب-معالم-الحي-ولم-يغيّب-ثقة-الأهالي-بمستقبل-أفضل

ويزيد من سوداوية المشهد واقع المشفى الوطني والموجود ضمن حي جورة الشياح والذي كان يضم 600 سرير يخدم حمص مدينةَ وريفاً، ولكن حاليا يد الدمار طالت المشفى بكافة أقسامها وأصبح خارج الخدمة منذ ثلاث سنوات مما جعل القطاع الصحي بحمص يتأثر كثيرا بخروج المشفى الوطني الوحيد في مدينة حمص.

كما أن حي جورة الشياح يضم مشفىً خاص لم يمض على افتتاحه قبل الأحداث أشهر وبكلفة ملايين الليرات وأجهزة ضخمة أصبح هو الآخر على الأرض بكافة طوابقه ولم يختلف مصير مدرسة الفارعة الشيباني التي أصبحت خارج الخدمة إضافة للكثير من معالم الحي التي يبدو من الصعب التعرف عليها.

ورغم أن الكثير من أهالي حمص وخاصة سكان حي جورة الشياح يتوقعون حجم الدمار نتيجة شدة المعارك في الحي، لكن الأهالي لم يستطيعوا عند وصولهم لمنازلهم ومحلاتهم إخفاء دموعهم وتأثرهم وحتى البعض تعرض لحالات انهيار نفسي أمام مشهد الدمار والتخريب والسرقة كما أن البعض من العائلات حاول بجهد كبير أن يبحث عن أي شيء يعيد له ذكرياته في الحي المنكوب.

وأوضح عدد من الأهالي لبلدنا أنه رغم حجم الدمار الكبير وغياب معالم الحي وشوارعه لكن المستقبل سيكون أفضل بإعادة البناء والإعمار وأن الأهم هو أن حمص آمنة ومستقرة بكل أحيائها بعد انتظار طويل عانى فيه المواطن الحمصي الأمرين وفي مختلف الأحياء الحمصية.

وتشير التقديرات أن حجم الدمار الكبير بالحي سيتطلب خطة شاملة لإعادة البناء والإعمار لحي جديد وذلك بمخططات يتم الإعداد لها وتشمل معظم أحياء حمص التي تعرضت للتخريب.

كما تجدر الإشارة أن أحياء حمص القديمة ماتزال تستقبل الآلاف من الأهالي لتفقد منازلهم ودخل أحياء القرابيص وجورة الشياح والقصور على القائمة بعد تمشيط الأحياء من العبوات الناسفة كما أن أحياء حمص القديمة وأمام وجود المئات من العائلات تزين بعضها بلافتات تعبر عن نبض أهالي حمص ومنها أشرقت شمس الحرية على حمص حاليا.

وأشار محافظ حمص طلال البرازي خلال جولته ببعض أحياء حمص القديمة إلى أن كافة مؤسسات المحافظة تبذل جهوداً مضاعفة لتأمين الخدمات الرئيسية ببعض المناطق خاصة مركز المدينة وعدد من أحياء حمص القديمة التي تشهد عودة الأهالي. وذلك ضمن خطة إسعافية سيتم تنفيذها بالفترة القريبة

وأضاف أنه سيتم الاستعانة بآليات الإدارة المحلية من دمشق لتلبية حجم العمل الكبير بأكثر من 13 حي والوصول لنتائج واضحة في الأيام القادمة.

مع العلم أن ورشات الكهرباء ومجلس المدينة والخدمات الفنية تستمر بعملها لتحسين الواقع الخدمي خلال فترة قريبة.

سيريان تلغراف | عبد الرحمن الدباغ – بلدنا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock