لقاء قيادات إخوانية أردنية مع مسؤول بريطاني .. بقلم نبيل الفارس
في الأخبار أن لقاء جمع الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الأستاذ حمزة منصور ونائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذ زكي بني رشيد بسفير المملكة المتحدة في الرياض السير جون جينكينز رئيس اللجنة المكلفة بإعادة تقييم وضع جماعة الإخوان المسلمين.
وقال القياديان أن اعادة التقييم جاءت استجابة للضغوط الخارجية، ولعبت المصالح الاقتصادية دوراً بارزاً فيها .
وقد أصدر حزب جبهة العمل الإسلامي بيانا يؤكد حدوث ذلك اللقاء في مقر الحزب في العاصمة الأردنية عمّان .
وليس المهمّ هنا ما ساقه الحزب من أسباب لحدوث هذا اللقاء ، بل الأهم هو مبدأ حدوث لقاءات من هذا النوع مع سفراء منظومة الدول الإمبريالية المعادية لشعوبنا العربية وأوطاننا .
ففي الوقت الذي رأينا فيه سفير الإمبريالية الأمريكية يذرع بلادنا طولا وعرضا ملبّيا دعوات لبعض من يتوهمون أنهم ممثلين لشعبنا الأردنيّ ، وفي الوقت الذي رأينا أحد النواب ( يشرّب ) المنسف الأردنيّ باللبن الجميد لأخد السفراء ( ما عدت أذكر إن كان الأمريكي أم البريطاني ) ، ها نحن نرى ( من جديد ) اسلاميي الأردن يجتمعون مع سفير بريطانيا في عاصمة آل سعود .
إن مجرد الإجتماع مع هذا السفير أو غيره من سفراء الدول الإمبريالية الوالغة في دماء شعوبنا العربية هو شبهة لأيّ حزب أو منظمة مجتمع مدني .
وهل أساس نكبات الأمة العربية إلا دول هؤلاء السفراء ؟!
المضحك المبكي في أمر هذا اللقاء أن القياديان في حزب حبهة العمل الإسلامي قد أكدا للسفير أن أكدا على أن : ” من حق العرب والمسلمين في حال إصرار الحكومة البريطانية على المراجعة وإعادة التقييم أن يجروا مراجعة للسياسة البريطانية إبان فترة استعمارها لعدد من الدول العربية ” .
وهذا يعني بمنتهى البساطة استعداد الإخوان المسلمين للتواطؤ ، بل ولمسامحة الإمبريالية البريطانية وغيرها من الإمبرياليات الغربية عن كل جرائمها بحق شعوبنا وأوطاننا وعن نهبها المنظم لمقدراتنا … إن هي ( تلك الإمبرياليات ) صرفت النظر عن إعادة تقييم حركة الإخوان المسلمين .
إنها مقايضة رخيصة ومشبوهة وخطوة أخرى على طريق الهاوية التي اختارتها حركة الإخوان المسلمين لنفسها بعد انفضاح أجنداتها المتساوقة مع أعداء الشعوب العربية من امبرياليين وصهاينة .
سيريان تلغراف | نبيل الفارس
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)