مقالات وآراء

العلمانية والمدنية السورية المطلوبة ؟؟ .. بقلم عبد الرحمن تيشوري

لا نستطيع ان نقول ان هناك علمانية سورية واخرى لبنانية او علمانية عربية وعلمانية فرنسية لكن الكثير من اللذين يكتبون عن العلمانية يتعاملون معها بخفة مفهومية لان العلمانية تعني النتاج التراكمي للثقافات والمعارف الناجمة عن الجهد الانساني من خلال اعتماد العقل والعلم كمنهج دائم في الحياة والطبيعة والمجتمع والدولة وبمعنى اخر ان نكون حضاريين في مجتمعاتنا فهذا يعني ان نكون علمانيين ومستفيدين ومطورين ومنتجين وناشرين للمفاهيم الحضارية العقلية التي ترتقي بالحياة والمجتمع السوري العقل هو الاساس ان الانسان لديه عقل والعقل لدى الانسان هو الاساس ويجب استخدام هذا العقل واستخدام العقل يعني العلم والتعلم وفي تاريخنا وديننا توجد دعوات كثيرة الى العلم والتعلم وطلب العلم ولا احد يستطيع ان يقول انه رأى الله ولكن ببساطة تامة يمكن لمن يشاء ادراك وجود الله ومعرفته من خلال المحاكمة العقلية اي بالعقل فقط وليس بالغيبيات وبالاوهام وبالمسبقات وهناك كثير من الاجتهادات الفكرية العقلية التي قضت على الاوهام والغيبيات هل الاعتقاد بان الارض مسطحة لا يزال قائم ام تغير ؟ هل لا زال الناس يجزمون بان توازن الارض قائم على قرني ثور ؟ هل بقي الجان يسكن في المذياع والتلفاز ؟ اذا لا بد من استخدام العقل في كل امر من اجل الوصول الي تطوير وتحديث البلد ولا بد من الاصرار على استخدام العقل منهجا اساسيا في الحياة لاجل الحياة وان استخدام العقل هو السبب الرئيسي الذي ادى الي التطور العلمي الكبير في اليابان وامريكا وغيرها بتعبير اخر ان الله اعطى الانسان العقل كقوة مميزة مدركة لينظر في شؤونه ومصالحه فليس معقولا اذا ان يعطل الله القوة المميزة بشرع ازلي جامد فكما ان السلاح لا يتطور دون عقل فالسيف لا يقاوم الصاروخ والطب لا يتقدم ويتطور دون عقل ولا يمكن اختراع السيارة والهانف دون عقل فما الذي ستفعله الشعوب والامم التي لا تزال تعيش في الماضي ووهم الماضي وانجازات الماضي كما يفعل منتسبي داعش والنصرة وبعض الاخوانجية ؟ وما الذي ستحققه في المستقبل ؟ ولما الاستمرار بالوهم باننا كأمة الاحسن والافضل واننا الابرياء بالمطلق وان الغير يتآمر علينا خوفا منا ومما سنحققه من حضارة وتقدم وسيطرة ان لم يتآمر علينا

دولة المؤسسات والقانون دولة الجميع الدولة العلمانية المدنية

يجب ان نعمل في سبيل المجتمع الديمقراطي السوري العلماني السليم الذي تعلو فيه سلطة القانون فوق الجميع ويكون الكل فيه مواطنا محترما ومحميا بقوة القانون وتتعادل فيه الفرص وفقا للكفاءات بغض النظر عن دينه وانتماءه الطائفي او المذهبي او المناطقي او السياسي او العشائري لا اقليات او اكثريات بل انتماء مواطني للارض والوطن لان المواطنة تعني الانتماء الكامل للوطن والعمل لمصلحته وسموه ورفعته وبمعنى اوضح اقول ان الانتماء للوطن يشمل الخروج من مفهوم الاقليات المذهبية والطائفية والعرقية والسياسية فانا هنا ضد التعايش والعيش المشترك الذي سوقته وسائل الاعلام بل يجب ان نعيش عيش تام واحد على ارض واحدة ضمن مجتمع واحد ضمن مفهوم ومصلحة وطنية واحدة اي يجب ان نرسخ ونستخدم تعبير العيش الواحد التام الذي يبني مجتمع مواطنة واحد دون ان تكون لكل طائفة او لكل مذهب ربا خاصا بها او ربا تتكلم باسمه وتحاول فرض مصلحتها المنفردة باسمه على العموم الاحرى بنا جميعا اليوم وفي المستقبل في وقت تتعرض فيه سورية للضغوط والاكاذيب نحن بحاجة ان نكون جميعا مع سورية وان نكون جميعا مع الرئيس الشاب بشار الاسد وان نكون جميعا مع الله لا ان نكون ونحاول ونطالب ونقتل ونقاتل في سبيل ان يكون الله معنا وحدنا فقط ولنا وحدنا فقط فالله اسمى واجمل من استغلال اسمه في الطائفية والمذهبية وغيرها ودعوني هنا اكرر السؤال البديهي الشهير القديم الجديد هل انتمى احد الي احدى الديانات او المذاهب عن علم ودراسه ووعي وقناعة تامة ام عن طريق الارث والولادة من ابوين يدينان بذاك الدين او تلك الطائفة او ذلك المذهب ؟

العلمانية التي نريدها ونحتاجها سوريا

اذا من هنا وعلى ضوء ما سبق نقول ان العلمانية تعني احترام الدين كعلاقة روحية بين الانسان والخالق وتعني تحرير الدين من الاستغلال وهي ليست ضد الدين تعني تنزيه الدين وابعاده عن الملوثات وعن تجار الدين وعن فقهاء الارهاب المعاصر العلمانية تعني اعتماد العقل والعلم والاخلاق كمنهج اساسي في الحياة العلماني تعني احترام المرأة كانسان ليس كنصف انسان تعني ايمان بدور المرأة وبقدراتها وبخروجها الي العلم والعمل والى السياسة والى المشاركة المجتمعية في كل شؤون البلد تعني ان القانون فوق الجميع وان الدولة دولة مؤسسات وهي دولة حكم رشيد سديد يعمل من اجل جميع ابناءه دون تمييز بين فرد واخر وبين مذهب واخر وبين طائفة واخرى وبين حزب واخر تعني فصل الدين عن الدولة وحياد المدرسة في الشان الديني وتعني ان الدين لله والوطن للجميع وان الوطنية هي المعيار دون مزاودة من احد على احد الاسس العامة للعلمانية والتي يجب تبنيها

1-         الفردية والايمان بالفرد وحريته وان لا احد يملك الحقيقة وحده

2-         التعدديه والايمانم بالفكرة القائلة بان لا احد يملك الحقيقة كلها وبالتالي ليس من حق احد مصادرة اراء الاخرين

3-         التقرير للاغلبية وفق الصناديق والانتخاب الدوري

4-         المساواة امام القانون في كل شيء

5-         احترام رأي الاقلية

6-         مبدا المعارضة وقبول الاخر والتداول السلمي للسلطة

7-         فصل السلطات وتوزيعها وعدم طغيانها على حقوق الافراد

8-         صيانة الحقوق والحريات لا سيما حرية الفكر والنشر والتعبير

واقع العلمانية اليوم

هل نحن قادرون على الحوار والفعل والاسهام في الواقع الانساني المعاصر ؟ هل ما تقدمه وسائل الاعلام العربية اليوم من برامج وافلام جذاب ومفيد ؟ هل يمكن تجاوز الواقع الراهن ؟ هل القصور في الثقافة العربية بذاتها ؟ هل تسيطر الثقافة الامريكية والغربية لانها احسن من ثقافتنا ؟ انا اعتقد ان الاجابة على كل هذه الاسئلة ليس في صالح العرب وليس في صالحنا في سورية والمشكلة ليست في الاستراتيجيات بل في التنفيذ وانا اعتقد انه لا يمكن بناء ثقافي عربي او تطوير وتحديث سورية بغير مواد بناء عصرية وعدة معرفية جديدة تعتمد المعلوماتية والانترنت والمعارف العلمية في جميع المجالات ولا بد من الانفتاح على الحضارة العالمية والانخراط في العالم واخذ كل علمي وعملي منه ثم تحويل الخطاب اللفظي الي خطاب سلوكي في المعمل والمدرسة والحي والشارع عندئذ نكون علمانيين وعلميين ومحديثين ومطورين ونستطيع ان نتبنى العلمانية كمفهوم مجتمعي وكنظام في حياتنا وفي فكرنا وفي اقتصادنا وفي مدرستنا وهذا ما قصدناه بالعلمانية السورية المطلوبة التي نريدها اليوم وغدا وبعد غد ا

 سيريان تلغراف | عبد الرحمن تيشوري

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock