المعهد الوطني للادارة ينتظر الدعم من الرئيس المقبل .. بقلم عبد الرحمن تيشوري
المعهد الوطني للادارة ينتظر الدعم من رئاسة الجمهورية لا ثبات مصداقيته ويكسب الرهان في سورية الجديدة
مع تأييدي القاطع لكل ما تكتبه الصحف الورقية والالكترونية فيما يخص التدريب والتأهيل والادارة الا انني الحظ غيابا كاملا لمؤسسة جديدة ورائدة في قطرنا الحبيب سورية اوكل اليها منذ عام 2002تأهيل وتدريب اطر وكوادر تاهيلا عالي المستوى للادارة العامة واعني هنا المعهد الوطني للادارة العامة الذي يخرج كل عام خمسين خريج يكلف الخريج الواحد بين خمسة ملايين وثمانية ملايين ليرة سورية واتمنى الا يكون الامر مقصودا العالم المتطور ماذا يفعل ؟ ففي معظم الدول المتقدمة او التي ترغب بالسير في هذا الاتجاه لم يعد امر تولي الادارة العليا في المؤسسات الخدمية والانتاجية خاضعا للمصادفة او العلاقات الشخصية او المحسوبية او القرابة او الحزبية او غيرها بل اتبعت هذه الدول مناهج متعددة علمية وحديثة تهدف بالنتيجة الى ايصال من يملكون الكفاءة الى مواقع الادارة لانعكاس الاداء الجيد على كل القطاعات وعلى كل الوطن والشعب واقصد هنا مدارس متخصصة تطبيقية لتدريب وتاهيل الكوادر من خلال معايير توضع لانتقائها واهمها بالعالم المدرسة الوطنية الفرنسية للادارة التي تعاونا معها في سورية من اجل احداث المعهد الوطني السوري للادارة والذي هو باعتراف الجانب الفرنسي من افضل عشرة مدارس ومعاهد في العالم لتدريس فنون الادارة
السيد الرئيس والادارة والتاهيل
انطلاقا مما وجه به السيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الاسد في خطاب القسم عام 2000 ثم اكد عليه عام2007 من معالجة للقصور الاداري وايلاء التدريب والتاهيل الاهتمام الكافي وتوجيه سيادته في مناسبات عديدة على ضرورة امتلاك الرؤية التطويريةلدى الكفاءات الادارية وليس الشهادات فقط فقد جاءت الترجمة العملية لهذه التوجيهات في احداث المعهد الوطني للادارة بالمرسوم التشريعي رقم 27 لعام 2002 على غرار المدرسة الوطنية للادارة في فرنسا كخطوة اولى في هذا الاتجاه وحتى لا يقع قارئ هذه المادة في التباس ابين ان الامر ليس تطبيق تجربة غربية فرنسية على واقع سوري وفق ما يسعى البعض لتصويره بل تقدم المدرسة الوطنية الفرنسية خبير مقيم بينما ادارة وعمادة المعهد السورية هي التي تضع برامج التدريب والخطة الدرسية التي تمتد ل36 شهر لخريجين الدفعات الثلاثة الاولى و30 شهر لخريجي الدفعة الرابعة التميز الاداري الفرنسي تشهد دول عديدة في العالم للمدرسة الفرنسية في الادارة بتميزها وقدراتها حيث يشغل خريجوها اليوم في فرنسا ودول العالم مواقع متميزة في القرار الحكومي وهي تلائم الى حد كبير البيئة السورية نظرا لاصول التشريع والادارة السورية والمعهد لا يقبل في السنة اكثر من خمسين حتى يتم تدريبهم بشكل ممتاز ويتم التدريب في مجالات القانون والادارة والاقتصاد والمعلوماتية واللغات الاجنبية وسن التشريعات والتفاوض والازمات ولقاءات شخصية امام لجان خبيرة ونزيهة وكل ذلك بشكل الكتروني ومؤتمت مرمز فيه ضوابط شفافية كبيرة جدا وغير مخترقة مسيرة التدريب التطبيقي
• مسيرة تمتد ل24 شهر • دراسات وتطبيقات عملية ونظرية في الاقتصاد والقانون والادارة واللغات والمعلوماتية
• من قبل اساتذة مشهود لهم بالخبرة والكفاءة عرب واجانب وسوريين وفرنسيين
• حضور مؤتمرات وندوات وفعاليات وزيارات ميدانية الى كل مفاصل الدولة وزيارات الى اقطار عربية اخرى كالاردن والامارات ولبنان وتونس وفرنسا
• تدريب عملي في مؤسسة تحت اشراف وزير او محافظ او مدير عام او معاون وزيريعد فيها المترب تقارير وبحوث فردية وجماعية لوضع المتدرب الذي هو موظف عام في جو المشكلة الادارية
• استخدامات المعلوماتية في الادارة • الان تخرج من المعهد 250 خريج
• الخريجين ممتازين وطموحين ويملكون اعداداجيدا بشهادة مدربيهم والفرنسيين
• الخريجين ليسوا طلاب ولاية كما يصورهم البعض
• الخريجين لا يسعون الى المناصب بل هم دعاة مشاركة وتغيير في الذهنية الادارية وطريقة التفكير ومقاربة المشكلات وحلولها بطريقة علمية وهم اعدوا بالاساس لذلكيعملون بروح الفريق ويحملون قيم الادارة الرشيدة ومبادئها التي نحن بحاجة اليها في ادارة اليوم
• الخريجين ليسوا على سوية واحدة وهذا امر طبيعي ولا يمكن وضع الخريجين في سلة واحدة ايضا
• لا توجد اية حجة او مبرر لعدم اسناد مستويات وظيفية رفيعة لهؤلاء لانهم عاملين ولهم قدم اكثر من 15 سنة ويمتلكون شروط اشغال اية وظيفة ادارية اشرافية
• الجميع مؤمن وتدرب على ان يكون خادم امين ونزيه للمواطن ويكون ولاؤه للقانون وللمصلحة العامة لا للاشخاص والجميع مؤمنين بقيم المواطنة الحقة من اجل كسب الرهان نحتاج دعم السيد الرئيس المباشر
• ان الحياة الدراسية والعملية والتطبيقية التي تلقاهاالخريجين وخاصة الحلقات الجماعية والعيش الاداري والاجتماعي المشترك وتبادل الافكار والرؤى والحوار كل ذلك شكل لديهم رؤية موحدة حول الادارة العامة ومشكلاتها وهم بالتالي سيعملون في المواقع الادارية بالروحية نفسها وسيشكلون فريق عمل جماعي جيد لديه الاستعداد للتسيق الفعال بين الادارات العامة بغية تنفيذ السياسات العامة والخطط بروح عالية من المسؤولية
• لم تستثمر الادارة الحالية الخريجين بشكل جيد والبعض منهم حتى الان بلا عمل والادارات بحاجة ماسة الى الخبرات والخريجين وغيرهم والسادة الوزراء لا يقيمون وزنا لكل المعهد والتاهيل لذا المعهد بحاجة الى عون السيد الرئيس ودعمه واعادة تقييم التجربة بالكامل من الالف الى الياء من اجل تطبيق الرؤية التطويرية التي اشاعها السيد الرئيس عبر اطلاق مشروع تطوير وتحدث سورية
• لقد منحت نفسي حق الحديث عن التجربة والموضوع لا نني جزء منه واهل مكة ادرى بشعا بها كما تقول الحكمة العربية واخيرا اقو ل ان التدريب بضاعة سريعة العطب ان لم تستثمر في حينها
• ادعو الجميع هنا والحريصين على الدولة والمواطنين والمال العام زيارة المعهد وتوخي الدقة والحقيقة والحكم عن قرب على هذه المؤسسة المتميزة التي تنتظر دعم الجميع لا سيما السيد رئيس الجمهورية
• عندما انتسبنا وانتمينا الى مشروع الرئيس الاصلاحي لم نكن نهدف التعويض ولكننا لشعورنا ان هناك خللا في الشان العام وان السيد الرئيس يريد تصحيح وتغيير هذا الخلل
• الان تفرغت الحكومة لاجهاض هذه التجربة وهذا المعهد وليس لديهم عمل الان الا مسخ التعويضات وتخريب هذه التجربة عبر اساليب كثيرة اردت ان اضع فيها السيد الرئيس وحلمت اكثر من مرة ان التقي السيد الرئيس لمدة 15 دقيقة فقط لالخص ما لحق بهذه التجربة من تخريب وتدمير ولكن با سلوب متقن وقانوني ورسمي
• الان قال رئيس الحكومة ان خريج المعهد الوطني للادارة لا يملك سوى 5%من التأهيل وانا اقول لفخامة رئيس الحكومة هل كل الذين يستلمون مناصب و مواقع وادارات هم مؤهلون وافضل من خريجي المعهد الوطني للادارة العامة ؟؟؟
• الم يجد رئيس الحكومة ووزير ماليته مطرحا لجمع المال والحرص على الخزينة الا تعويض مخصص لبناء كادر من اجل تنفيذ مشروع الرئيس الاصلاحي !!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
• سيدي الرئيس المعهد الوطني للادارة بحاجة الى عونكم وينتظر الدعم من الحكومة لاثبات مصداقيته
• سيدي الرئيس ان خريجين المعهد الوطني للادارة ليسوا طلاب ولاية كما تم تصويرهم ولم يأتوا الى المعهد من اجل التعويض بل هم دعاة مشاركة وتغيير في الذهنية الادارية ويفكرون بنفس الطريقة التي تفكرون بها ويقاربون المشكلات بطريقة علمية وهم اعدوا بالاساس لذلك
• من المؤكد ان الخريجين ليسوا على سوية واحدة وفيهم غير موظفين وهؤلاء اقل خبرة من العاملين بالدولة الذين لديهم خبرات ولا يمكن وضع الجميع في سلة واحدة
• وهنا اطرح سؤالا عن الية تسمية وتعيين الخريجيين ولماذا تتم بهذه الطريقة المرعبة ولماذا لم يحدث سلك للمديرين حتى الان وهو مشروع معياري لانتقاء القادة الاداريين ويجب العمل به فورا وكان من المفترض ان يترافق احداث هذا السلك مع تخريج الدفعة الاولى للمعهد مباشرة ولهذا نرجو الان اعادة تقييم التجربة بالكامل لجهة تفعيل عمل المعهد بما يحقق اهدافه التي وردت في مرسوم احداثه واهمها خلق ذهنيات ادارية جديدة تساعد السيد الرئيس لتنفيذ المشروع الاصلاحي وجعل المؤسسات والادارات اكثر تحسسا لكرامة المواطن وتطبيق قيم ومبادئ الادارة الرشيدة
• منحت نفسي حق الحديث عن التجربة والمعهد لانني انتمي اليه وان ابن التجربة الاصلاحية وعايشتها واهل مكة ادرى بشعابها كما تقول الحكمة العربية والمعهد اثبت نجاحه بادارته الشفافة لجهة الاعداد والتدريب وباعتراف الجانب الفرنسي الذي يقول انه في العالم 76 مدرسة لتعليم فنون الادارة واعداد القادة الاداريين وان المعهد الوطني السوري للادارة هو من المعاهد العشرة الاولى في العالم فلماذا لا ندعمه ونأخذ بيده ؟؟؟؟؟
• ان الاوان لتسمية مديرين في كل وزارات الدولة يتمتعون بلغة مشتركة واحدة وقادرين بموجبها على التفاهم بدل التناقض حيث اغلب المدراء اليوم يعملون وكأنهم في جزر مستقلة حتى داخل الشركة الواحدة حيث اتلقى اليوم تدريبا في شركة مرفا طرطوس وكل مديرية تبنى جدار لنفسها يفصلها عن المديرية الاخرى
• نعود ونؤكد ان المعهد مؤسسة وطنية رائدة يجب دعمها وعدم محاربتها والانقضاض عليها تحت عناوين ومسميات مختلفة ويجب ان تكون لدينا رؤية في استثمار مخرجات العملية التدريبية واقول للبعض الذي لا يعرف ولا يقرأ ان المعهد ليس معهد متوسط بعد البكالورية بل هو متخصص في اعداد قيادات تحمل الاجازة الجامعية ودبلومات التخصص والماجستير والدكتوراة المبادىء والمنطلقات للمعهد الوطني للادارة
– يهدف المعهد الى اعداد وتاهيل وتدريب اطر من حملة الاجازة الجامعية على الاقل من الاختصاصات المختلفة اعدادا وتاهيلا رفيعي المستوى في مجال علوم الادارة العامة بما يخدم خطط تطوير وتحديث ادارة وتنظيم الوزارات والمؤسسات والهيئات العامة في الدولة
– ان الوظيفة العامة خدمة للمواطن والموظفين خادمون للمجتمع والناس
– الادارة العامة تعمل لخدمة المصلحة العامة
– انسنة البنى الادارية لجعلها اكثر حساسية لكرامة المواطن
– التضامن والتعاون والعدالة والتشارك هي مبادئ اساسية تسترشد بها الادارة الحكومية
– استخدام التكنولوجية كاداة لتسهيل التعامل بين المواطن والحكومة
– المواطنون هم مالكو الاجهزة الحكومية تحت مظلة القانون
– تحفيز العاملين في الادارة ليقدموا خدمات نوعية للناس
– العاملون في الادارة الحكومية يساهمون في اعادة صياغة العقد الاجتماعي من خلال نوعية الخدمة المدنية بدأت طلائع المعهد بالدخول الى الادارة الحكومية حيث تم تخريج تسع دفعات وتم فرزهم على الجهات العامة والوزارات فرزا عشوائيا غير علمي وغير مبرر وغير مدروس نتمنى على الجميع التعاون وتسهيل مهمة هؤلاء لان البلد يبنيه الجميع وسورية بحاجة الى جهود جميع ابنائها
سيريان تلغراف | عبد الرحمن تيشوري
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)