مقالات وآراء

واشنطن والرياض .. التحضير لجولة الأنقاذ الاخيرة .. بقلم محمد منذر الخليفة

لا يمكن القول بأن جملة التطورات في المنطقة تزامنت بمحض الصدفة مع زيارة  الرئيس الامريكي باراك اوباما للسعودية  فتوقيت الزيارة عد مسبقاً ويتم التحضير لها منذ فترة ,ما هو مفاجىء هو القرار الملكي السعودي الذي استبق  قدوم اوباما بأيام  الخاص بتولية مقرن  بن عبد العزيز ولياً لولي العهد  ,والتسريبات القائلة عن قرب عودة بندر للواجهة من جديد

لا شك بأن أجندة الزيارة تحمل الكثير , قضايا كبرى للنقاش  بين الحليفين المنهكين  ,الرئيس الامريكي  يصل المنطقة وهو محمل بملامح الانتصار الروسي في شبه جزيرة  االقرم  إضافة  للملفين السوري والايراني

 لا تعيش السعودية أفضل أيامها بالمقابل

الجار اللدود الايراني .في وضع جيد متين نسبياً مقارنة  بالعام الماضي قبيل الاتفاق النووي ,وعلى الضفة السورية  الزحف الميداني للجيش العربي السوري واسترجاع  مناطق هامة من سلطة المعارضة المسلحة  أضف على ذلك حالة الاقتتال  الدائرة  بين الأجنحة المتشددة والأكثر تشدداً من الجماعات المسلحة  التي كانت في ظل قيادة وتوجيه الاستخبارات السعودية…في انقلاب واضح  تتطور ملامحه وصولاً لتهديد الداخل السعودي بشكل جدي  قوامه اكثر من 2500 جهادي سعودي

وسياسيأ  سجلت السعودية هزيمة جديده تتمثل في الفشل  بإعطاء المقعد السوري للمعارضة في اجتماعات القمة العربية المقامة مؤخرا في الكويت

 جميع العوامل السابقة  تتطلب إجراءات تظهر السعودية  بمظهر الشريك القوي الذي يعتمد عليه أمام نظيره الأمريكي في ظل  بروز  أصوات من داخل الولايات المتحده  تطال بالانتقاد هذا التحالف  بين نظام رجعي ملكي وبين  دوله تعتبر نفسها فائدة للعالم الديمقراطي

ليس هنالك مايشير إلى عزم الأمريكي على حث  الحليف السعودي اجراء تغيرات بنيوية  بالحكم أو طريقة التعاطي  مع الملفين السوري والإيراني ..

السعودي استبق  أوباما  بحرب معلنة ظاهرياً على الإرهاب واضعاً بعض التنظيمات التي تقاتل في سوريا  على اللائحة السوداء ودعم هذا السياق  بحملة إعلامية كبيرة تصدى لها بعض كبار علماء المسلمين في المملكه وبعض فلول الارهابين العائدين في سوريا

وبالتالي الان  ينتظر السعوديون خطوات امريكية تصعيدية  تجاه  سوريا بشكل  ملح .. وايران  لا سيما أن الشأن العراقي  سجل نقطة خلاف كبيرة  بين الطرفين وفق تصريحات  وزير الخارجية السعودي..أنه لا مجال لأن يتفق  الطرفان في موضوع المالكي

أول هذه الخطوات المستعجلة هي

1-   استكمال  خطط الكونغرس بتسليح بعض الكتائب  اللتي توصف (بالمعتدلة) وتجاوز العثرة التي تعيق تقديم الاسلحة الثقيلة

2-   الإسراع بتقديم الدعم اللوجستي والتقني وتعجيل برامج التدريب  ضمن المعسكرات التي تقيمها  الاستخبارات الامريكية على الحدود الاردنية والتركية المقابلة لسوريا

3-   قيام الولايات المتحدة بتطبيق أداتها المفضلة  لنشر الديمقراطية من خلال العقوبات لتضييق  الخناق أكثر على ايران

 مايزال من المبكر الحكم على نتائج الزيارة بعد ..وكيف سيكون الشكل المفترض للطريق نحو الحل النهائي  للازمه السورية وتطبيق سيناريو الهجوم الكبير  التي ترعاه  السعودية في معركة كسب ويدعمه اردوغان المنتشي   بفوزه بالانتخابات ولوجستياً

ولكن من الواجب أن لا ننظر لزيارة باراك اوباما في اليومين الماضيين  فقط من خلال الصور التي وزعتها وكالات الانباء لعاهل السعودي  الذي يتنفس بواسطة أنابيب الاكسجين , فقط  بل يجب انتظار الحدث هذه المرة  بعيداً عن أسوار دمشق  وربما  تكون مفتاحاً للحل ….

سيريان تلغراف | محمد منذر الخليفة

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock