لوموند الفرنسية : الثورة السورية أضحت مجرد حلم قديم
من الانتفاضة الشعبية إلى النزاع المسلح، وبعد 3 سنوات من اندلاع الأحداث في سورية، يبقى السؤال قائماً ومشروعاً، ماذا تبقى من الثورة؟ هكذا تساءلت صحيفة لوموند الصادرة السبت 15/3/2014على صدر صفحتها الأولى وعلى صفحتين داخلها وتحت عنوان “الثورة السورية.. آمال محطمة”.
وقالت الصحيفة: “الثابت أن المناوئين للأسد خسروا رهان انقلاب القوات المسلحة على النظام، الذي شكل عنصر المفاجأة والنجاح في سقوط بن علي ومبارك”
وجاء في الصحيفة، تبدو الثورة السورية بمثابة السفينة التي ضاعت وسط بحر من الأمواج العاتية التي كسرت شراعها وتاهت بها في بحر بلا نهاية دفع ثمنه 140 ألف قتيل وملايين المهجرين وآلاف المفقودين…
” في أواخر آب، تجمع عشرات الضباط الهاربين من الخدمة في اسطنبول حول الجنرال محمد الحاج علي، أعلى الهاربين رتبة، وتقرر توحيد فصائل المتمردين تحت قيادته” وبدعم فرنسي وتركي.
وتضيف الصحيفة “ولكن الآمال العريضة سريعاً ما سقطت بسبب الخلافات الشخصية من جهة والخلافات بين الداعمين للحركات المقاتلة، ما أدى إلى تشظي المقاتلين وتوزعهم ليجهز التدفق الغزير للجهاديين الأجانب على شمال البلاد، على ما بقي من الثورة السورية الوطنية”.
في المقابل “نجح النظام في سدّ الثغرات المحتملة، فاحتجز الضباط المشبوهين في ثكناتهم وقيد حركة عائلاتهم، ما أفضى إلى جفاف نبع الانشقاق، منذ بداية 2013”.
أما الذين ينجحون في تأمين “عائلاتهم، فكانوا يتوجهون جنوباً إلى درعا، لتفادي الوقوع في يد الجهاديين من جبهة النصرة وداعش، الذين يهيمنون على المناطق التي كانت بيد الجبهة الاسلامية السلفية، ذلك أن تمتع القبائل والعشائر المتأثرة بالثقافة الوطنية وحتى البعثية المدّ الجهادي القادم من الشمال من النفاذ إلى عمق المنطقة”.
وتضيف الصحيفة “في شتاء 20/12/2013، ظهرت بوادر تحول واعد، بعد أن اتفق الرعاة الغربيون على دعم المتمردين، وذلك بتأمين الأسلحة والرواتب والتدريب، ولكن ذلك لم يكن كافياً لتحقيق أي تقدم على الأرض، فالولايات المتحدة رفضت توفير الصواريخ أرض جو خوفاً من استعمالها ضد الطيران الحربي الإسرائيلي الذي يحلق على مقربة من مناطق المتمردين”.
وتقول الصحيفة نقلاً عن أحد العسكريين الهاربين من الخدمة “نحن في فخّ الأقلية، فمن جهة لا تثق الدول الغربية بنا، في حين لا تقابلنا أكثر الفصائل المعارضة الأخرى إلا بكثير من الشكّ والحذر، معتبرة أننا من عملاء النظام داخل المعارضة، لذلك فإن الحلم القديم بعودة الهاربين إلى دمشق في صورة المحررين، أصبح فعلاً مجرد حلم قديم .
سيريان تلغراف