مقالات وآراء

الإستنزاف يحقق الأهداف و الإنتقام هو ضريبة التحدي بالفيتو المزدوج .. بقلم دنيز نجم

بعد انهيار الهرم الإرهابي في سورية على يد الجيش العقائدي السوري و رجال الله انهزم المخطط الصهيوأميركي الذي اصطدم بجدار جبروتهم و صمودهم و تحولت أحلام الصهاينة إلى سراب لأنهم بغبائهم و حماقاتهم صّقلوا من قدرات سورية الأسد لتصبح أكثر صلابة بجيشها الفولاذي الذي اكتسب خبرة قتالية في حرب الشوارع مع كوكتيل العصابات الهمجية الإجرامية المحترفة و كبّدهم الخسائر و حطم أحلامهم و زادوا من شعبية قائدها في الوطن العربي و الذي كان ثابتاً بمواقفه متمسك بالقضية العربية حتى أصبح رمز المقاوم الأسطوري لخلاص الأمة العربية من المهلكة الصهيوأميركية و قد ساهم عامل الوقت في كشف خبايا العدو للشعب السوري الذي اتضحت الرؤيا أمامه بعد أن تبلورت الأمور و أصبح أكثر استيعاباً لحجم المؤامرة على الوطن العربي و أكثر تمسكاً بقائده و جيشه و التف من حولهم ليكون درع سورية الحصين و الداعم الأول في صمودها بوجه الحرب الكونية عليها .

 بعد فشل المخطط الصهيوأميركي في سورية محور المقاومة الإسلامية و نواتها كان لا بد من وجود الخطة البديل التي يستكمل فيها العدو عملية تفتيت جذور المقاومة الإسلامية للقضاء عليها و الخطة البديل هي تطبيق البروتوكولات الصهيونية على الدول الداعمة لمواقف المقاومة و التي كان أهمها هو نشر سياسة الفوضى بين الشعوب لتتمرد على حكامها و في ظل هذه الفوضى تبدأ عملية التخريب و تسريب عناصر الإرهاب إلى داخل هذه الدول لتكون بداية لحرب الوكالة التي تحقق أحلام اسرائيل و تفرض فيه أميركا هيمنتها العالمية فبعد رحيل القائد العروبي الإنتماء تشافيز اعتقد الصهاينة بأن الساحة قد خلت لهم في فنزويلا ليستبيحوا دماء شعبها كي يدفعوا ثمن مواقف قائدهم الراحل و ما يدور في أوكرانيا هو استهداف لضرب الأمن القومي الروسي و كأن ضرب الأمن القومي لروسيا كان ثمن الفيتو المزدوج الذي ستدفعه ثمناً لمواقفها و الذي كان بداية التحدي بين روسيا و أميركا التي تسعى لتحقيق أهداف بعيدة المدى من وراء هذا الإستهداف كي تحدّ من نفوذ روسيا في المنطقة و تستنزف جيشها في الدفاع عن أمنها القومي بدلاً من موقفها الشرس بالهجوم عليها و الدفاع عن سورية محور المقاومة و لكن ما ينتظرهم من التنين الصيني سيقّض مضاجعهم لأنه كما تحداهم سابقاً بالفيتو المزدوج سيكون لهم الآن بالمرصاد .

لقد كشف الصهاينة عن أنيابهم بحقدهم الأعمى على المقاومة الإسلامية لأنها تدافع عن القضية العربية و على الدول العظمى الداعمة لمواقفها في ضرباتهم الإنتقامية الغير المباشرة و المباشرة بهدف استنزافها البطيء لتستكمل اسرائيل عملية السلام في فلسطين و التي تهدف للإعتراف بها كدولة و ليست كيان و بالوقت نفسه تهدف لإشغال هذه الدول بحماية أمنها الداخلي و استقرارها لإبعادها عن ساحة الحرب التي تستكمل استنزاف سورية و مصر و العراق و تعمل على تفتيت جذور المقاومة في المثلث الفولاذي سورية و لبنان ليتم شلّ حركة ايران التي يحيك الصهاينة شبكاهم العنكبوتية حولها للقضاء عليها منذ بداية الحرب على سورية .

 لقد كان الصراع في الماضي عربي اسرائيلي و اليوم تحّول إلى صراع سنّي شيعي و المخزي هو أن بعض الدول العربية أصبحت عبرية الإنتماء و تكالبت على أبناء جلدتها و شوهت صورة الدين الإسلامي الحنيف في العالم من أجل تحقيق مصالحها الشخصية و الإستراتيجية و تذّرعوا بحجج غير منطقية ليبرروا حربهم ضد قوى المقاومة فكانت حربهم ضد الأسد لأن نظامه قمعي ثم تطورت الأسباب و أصبح السبب أنه يمتلك سلاح كيميائي يشكل خطراً على شعبه الذي عاش في ظل حكمه زمن الأمن و الأمان و لفقوا التهم للجيش العقائدي السوري الذي يحارب مجرمي الكون على أرضه و يدافع عن سورية و عن الوطن العربي نيابة عن العرب المتخاذلين و حاربوا حزب الله بحجة أنه منظمة إرهابية و ليست مقاومة تهدف لإشعال لبنان بنقل الحرب من سورية إلى عمق الأراضي اللبنانية و السبب في تلفيق التهم من حولهم يعود لأنه حارب اسرائيل و حرر الجنوب و اليوم يحاول الحفاظ على أمن لبنان و استقراره بحماية حدوده مع سورية و حاربوا ايران لأنها أصبحت من الدول العظمى و تملك السلاح النووي و الهدف من وراء هذه الحروب هو القضاء على مثلث المقاومة الفولاذي الذي يدافع عن القضية العربية و يحمي الوطن العربي من الشرذمة الذي يخطط الصهاينة لاحتلاله و تقسيمه و للأسف لم نجد دولة واحدة حتى الآن توجه أي من هذه الإتهامات للكيان الصهيوني اسرائيل التي تمتلك الأسلحة النووية و الأسلحة الكيميائية و جميع أسلحة الدمار الشامل و تستخدم نظامها القمعي في قتل الشعب الفلسطيني و تهجيره لتستوطن على أرضه و لم نرى عصابة حقوق الإنسان تدافع عن الشعب السعودي الذي يعاني من نظام آل سعود القمعي و الذي لا تساوي حياة الإنسان في نظرهم أكثر من طلقة أو كأس خمرة أو تدافع عن حقوق المرأة السعودية التي لا تملك حتى الآن حق قيادة السيارة و لم تهاجم أميركا نظام آل سعود الإجرامي الحاضن و الممول الأول للإرهاب و نسيت المغرب الذي يعاني شعبه من العبودية و ما زال يقدم فروض الطاعة للملك و يقبل الأيادي .

 ما هو عمل الجامعة العربية التي لم نسمع عنها يوم بأنها تساهم بدعم القضايا العربية أم أنها عربية الغلاف عبرية المضمون و ما هو عمل هيئة الأمم المتحدة التي سقط عنها القناع مؤخراًً لتظهر على حقيقتها بأنها عصابة الأمم الإرهابية المتحدة على خراب الوطن العربي و التي تؤمن الحماية الدولية لاسرائيل و تعطيها شرعية تدمير أي بلد عربي أو أي نظام عربي يهدد أمنها و استقرارها .

رغم كل ما يدور من خراب في الوطن العربي و في العالم أجمع ستبقى قوى الخير هي المنتصرة على قوى الشر لأن هذه الحرب هي حرب غير عادية لأنها حرب بين الخير و الشر بين الحق و الباطل بين السلام و الاستسلام و إن فكر الصهاينة بأنهم سيهزمون روسيا فلينتظروا الرد من التنين الصيني الذي سينقض عليهم ليسحق قواهم و يدمر قواعدهم الصاروخية التي يرصدها في كل الدول التي تشاركهم في هذه الحرب و إن اعتقدوا بأنهم سيحققون أحلامهم في الوطن العربي فهم واهمون لأن العراق ما زالت تقاوم و مصر ما زالت تحارب و سورية لم و لن تسقط لأنها سورية الأسد قلب العروبة النابض بالمقاومة و التي تحفر لهم قبورهم في وطننا العربي و لم يبقى أمام الصهاينة الآن سوى خيارين لا ثالث لهما إما الإعتراف بانتصار سورية الأسد الأسطوري أو الذهاب إلى حرب عالمية ثالثة لن ينالوا فيها لا نفط و لا غاز لأن سورية ستحرقهم به قبل أن تمتد أياديهم إليه و لا تصلح النهاية بأن يبقى الحال كما هو عليه الآن لا غالب و لا مغلوب لأن بقاء اسرائيل هو بقاء الوطن العربي في حالة تشرذم لمدة طويلة و بزوالها سيتحقق السلام و الأيادي المتصهينة الممتدة إلى داخل وطننا العربي ستُبتر عندما يتم قطع رؤوس الأفاعي و العاصفة قد بدأت و سيهزمون و يسحقون و سننتصر لأننا على حق و من كانوا على حق كان الله معهم و لا غالب لهم

سيريان تلغراف | دنيز نجم

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock