فن وفنانين

الشاعر الفلسطيني أبو عرب في ذمة الله

فارق الشاعر الفلسطيني أبو عرب الحياة في 2 مارس/آذار 2014 في مدينة حمص بسورية بعد معاناة طويلة من المرض، وذلك عن عمر 83 عاما.

يعتبر الشاعر أبو عرب، واسمه ابراهيم محمد صالح، من أشهر الشعراء الفلسطينيين في المنافي والاغتراب، ولطالما اعتبره مثقفون صوت الفلسطيني في المهجر الذي يعبر عما يجول في داخله من آلام بعيدا عن أرض الوطن الذي تركه أبو عرب يافعا في الـ 17 من عمره.

الشاعر-الفلسطيني-أبو-عرب-في-ذمة-الله

حول رحيل الشاعر قال أمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم اسماعيل التلاوي إن “وفاة الشاعر الكبير أبو عرب تعتبر خسارة كبيرة لشعبنا، هذا الفنان الذي يعتبر ذاكرة كبيرة لشعبنا، حيث بدأ بالغناء منذ النكبة عام 1948، وبقي شامخا عملاقا بصوته العذب، وكلماته التي اعتبرت مكتب تعبئة وتنظيم متنقل، حيث كان يسكن بداخله الوطن بأكمله”

وأضاف أن المبدع الكبير غنّى “للحجر والشجر والحسون .. لم يترك شيئا بفلسطين إلا وغنى له، فالحنين والشوق وانتماؤه لوطنه جعله فنانا مرهفا بأحاسيسه ومشاعره تجاه وطنه”.

كما تطرق التلاوي إلى أن أبو عرب كان يتمنى العودة إلى فلسطين فأسهمت اللجنة بتحقيق هذا الحلم بدعوته للمشاركة في الملتقى الثقافي التربوي الفلسطيني الـ 65، فدخل الشاعر المهاجر أرض وطنه بعد غياب دام 64 عاما، وكان ذلك في سنة 2012، وتمكن من زيارة مسقط رأسه قرية الشجرة في الجليل الأعلى، الواقعة بين مدينتيّ طبرية والناصرة، وغنى ارتجالا لعين الماء ولشجرة التوت في داره التي هجرها.

كما زار الشاعر قرية كفر كنا حيث قبر والده الذي توفي جراء رصاصة أصابته في مايو/ايار 1948. بعد عودة الشاعر إلى حمص سأله صحفيون سوريون: “خرجت من فلسطين وعمرك 17 عاما .. ماذا يقول الفنان الكبير الآن ؟”، ليرد أبو عرب: “عدت إلى عمر 17 عاما”.

حصل الشاعر الراحل على أكثر من وصف، فهو “شاعر البندقية” و”صوت الثورة” و”شاعر المخيمات” و”الذاكرة الحية للتراث الغنائي الفلسطيني” و”شاعر الثورة الفلسطينية”. وبالإضافة إلى إبداعه في الشعر غنّى أبو عرب العديد من الأغاني التي تتحدث عن الوطن والمقاومة والحنين، كما صدح صوته بالأهازيج.

كانت أول أغنية يسجلها في عام 1966، فانطلقت مسيرته في هذا المجال ليعيد كتابة بعض أغاني الفلكلور الفلسطيني كي تعكس مأساة شعبه، فغنى للفدائي وعملياته الجريئة، بل كان أبو عرب حاضرا في الأعراس إذ كان الفلسطنيوين يرددون كلماته في الأفراح.

يعتبر عام 1978 عاما محوريا في حياة أبو عرب بعد أن طلب منه عضو اللجنة المركزية في حركة “فتح” ماجد أبو شرار العمل في إذاعة “صوت فلسطين” وتوثيق الأغاني والأهازيج الوطنية، فسجل ما يزيد عن 16 شريط كاسيت تضم 140 أغنية، استمر في تسجيلها حتى عام 1982.

في تلك الأثناء شغل الراحل موقع المسؤول عن الغناء الشعبي وأسس في عام 1980 فرقة مكونة من 14 فنانا حملت اسم “فلسطين للتراث الشعبي”، وتحول اسمها إلى فرقة “ناجي العلي” بعد مقتل رسام الكاريكاتور الفلسطيني الأشهر، وهو أيضا ابن قرية الشجرة وتصله بأبو عرب صلة قربى.

من جانبها نعت وزارة الثقافة الفلسطينية الشاعر الكبير في بيان جاء فيه أنه “‘أيقونة فلسطين وشاعر ثورتها ومنشدها”، ووصف البيان أبو عرب بأنه “شكّل نموذجا استثنائيا ليس لفلسطين فحسب، وإنما لكل الحالمين بالحرية والمدافعين عنها في كل مكان على وجه الأرض”.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock