مقالات وآراء

أين مخطوفينا .. بقلم عشتار

من صميم قلب مجروح وعين أم تبكي قيحاً على ابنتها “الشابة” التي جرت من شعرها واقتيدت الى مكان مجهول

من صميم أم حبلى بقر بطنها وقطع جنينها أمامها

من صميم أطفال يستغيثون ويبكون ويصرخون أين أمي أين أبي ؟؟ أين أقربائي فالتفتوا فارتعدت فرائصهم من شلالات دماء تنهمر حولهم فأيقنوا أن كل جنة كانوا فيها باتت أثراً بعد عين

من طوفان دماء الشهداء المقطوعي الرؤوس والمنحوري الرقاب الذي يتفجر بركاناً غضباً على هدر دمائهم الزكية لأنهم أنفس قتلت بغير ذنب ..ذنبهم الوحيد أنهم ينتمون الى طائفة معينة من هذا الوطن الفسيفسائي الذي لم يتعود يوماً التفريق وتجزيء ألوان فيسفسائه

من وراء عيون صبية  ماتت قهراٌ بل ماتت عمداً بل ماتت اغتصاباً مراراً وتكراراً ومن ثم من جراء الحقد على طائفتها اقتلع رحمها كما اقتلعت هند آكلة الاكباد كبد عم تلك الصبية حمزة من غير شفقة ولا رحمة ولا وجل ولا خوف ولا أي شعور بالذنب بل بشعور مختلط بغطرسة ماكرة نسيجها معاووي يزيدي شمري

  من وراء عيون أمهات وآباء وزوجات وأطفال يموتون كل يوم ألف ميتة ليعرفوا مكان فلذات أكبادهم وأزواجهم وذويهم أين هم أين خطفوا وأين حملتهم هذه الرياح العاصفة بهذا الوطن المكلوم؟؟ هل هم تحت الارض أم فوق الارض وإذا كانوا تحت الارض فاين قبورهم وأذا كانوا فوق الارض فعلى اي أرض هم؟

 من وراء محراب صلاة الشيخ بدر وهب غزال الذي يشتاق إليه والذي انتزع من بين جنباته “نزعاً” واقتيد كما يقتاد العبيد بالسلاسل والاغلال………..

من صميم قهر وظلم ونهب وسلب واستهزاء ببراءة فضت بكارتها مُقتادةَ سبية عارية  أمام جموع غفيرة مستهزئين بها وبرفيقاتها السبايا مستهزئين بأختها زينب الكبرى ومتبجحين أنهم كما ساقوا السيدة زينب عليها السلام يقون أحفادها وأخواتها  اليوم مرة أخرى

من صميم كل هذا وذاك ومن صميم قهر على وطن بات مشاعاً حلالاً لكل دول الارض التي أرسلتها خنازيرها ووحوشها لتعيث فساداً وإفساداً به

نسأل أين مخطوفينا ويحق لنا نسأل أين هم ولا يحق لأحد أن يكم أفواهنا ويصد الباب في وجوهنا

أين هم وأين الصوت الحر لبلد يفترض أن يكون محافظاً على نسيجه الفيسفسائي المتكامل ذو الاطياف المختلفة والمحافظ على لونه الواحد بألوانه المختلفة من كل القوميات والاديان والاحزاب والاعراق والاجناس والالوان

مخطوفونا هم سوريون

سبايانا هم سوريون

أطفالنا شيوخنا نساءنا  شبابنا ضباطنا صف ضباطنا جنودنا العسكريون والمدنيون هؤلاء المخطوفون هم سوريون

وكما أن من يعمل جهده على إرجاع “خونة” “ارهابيين” عاقين في حق الدولة الام حملوا السلاح وقتلوا ودمروا وسبوا واغتصبوا وغزوا وقطعوا الرؤوس ودمروا البنى التحتية كلها  وخطفوا ، فكما ان نفس المسؤول يعمل على ارجاع كل هؤلاء الى مايسمى حضن الوطن مع “إجحاف “كبير جداً وإهانة ” لعلها غير مقصودة” واضحة لشهداء الوطن واستهتاراً بهم وبدمائهم وكأن شيئاً لم يكن ولكننا سكتنا وكبسنا على جرحنا من أجل وحدة هذا الوطن وعزته وكرامته وشموخه وإبائه وسيادته وآثرنا مصلحة الكل على مصلحة الجزء  ولكن مصلحة الكل تقتضي ان يُعمَل على كلا دفتي هذا الوطن وليس على دفة واحدة دون الاخرى لأنه سيأتي اليوم أن يجزف بدفة واحدة سيغرق ويُغرق هذا الوطن معه ،وهؤلاء المجزفين لمايسمى مصالحة وطنية أنفسهم مطالبون قبل غيرهم  أن يعيدوا أسرانا ومخطوفينا من نساء وأطفال وشيوخ وشباب وضباط وصف ضباط وعسكريين ..

هؤلاء مطالبون بصفة مباشرة بتحمل مسؤولياتهم تجاه مخطوفينا لأنه ليس فقط من “قيل” أنه غرر بهم هم سوريون بل هؤلاء المخطوفون هم سوريون ووطنيون أكثر منهم بكثير لأنهم تحملوا المعاناة السورية كاملة ولبوا نداء الوطن كاملاً غير منقوص فلا تكونوا قتلتهم مرتين وخَطَفَتِهم مرتين أيها المسؤولون الذين تقولون انكم تعملون على لم شمل السوريين ……

 المجد والخلود لوطننا الحبيب سورية

والرحمة والغفران لشهداء هذا الوطن

مع التمنيات على كل المسؤولين عن ملف المصالحة الوطنية أن يفتحوا الملف وان لا يغضوا الطرف عن ملف انساني كبير بهذا الحجم لأنهم بغض طرفهم عنه يجرون الى فتنة بين ابناء الوطن الواحد في وقت سُلِّموا ملفاً حساساً فليكونوا على قدر كاف من المسؤولية وأن لا يكونوا فقط بوقاً لمصالحة وطنية هي في الحقيقة لاوطنية لأنها غير عادلة وغير شاملة وغير واقعية لأنها تركز على أبناء دون أبناء وهؤلاء الابناء الذين تركز عليهم هم أنفسهم لهم الدور والدور الكبير في هذا الملف ملف المخطوفين لأنهم هم السبب الرئيس وهم كانوا عوناً للخاطفين بطريقة ما ..

 تحملوا مسؤولياتكم يا من أخذتم على عاتقكم حفظ ماء وجه هذا الوطن عن طريق اطلاق مايسمى مصالحة وطنية  فالمصالحة الوطنية إما ان تكون وطنية أو لا وطنية فلتكونوا وطنيين قولاً وفعلاً

 خاتمة

السبايا اللواتي سبين من طائفة معينة هم سوريات كما الراهبات هن سوريات فكما لم تتركوا وسيلة إلا وطرقتم بابها من اجل الافراج عن الراهبات انطلاقاً منكونهن سوريات حسبما تزعمون   فعليكم ان تعاملوا هؤلاء السبايا بالمثل وتطرقون وسائل نعلم أنكم يمكنكم طرق أبوابها من اجل اطلاق سراحهن لأنهم بالمئات ولا تقارن المئات بما لا يزيد على عشرة

 ســــــــــورياناSouryana

https://www.facebook.com/SY.R.YANA

 سيريان تلغراف | عشتار

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock