المرض يغيّب أنسي الحاج
فقدت الساحة الأدبية العربية واللبنانية على وجه التحديد الأديب والشاعر والصحفي الكبير أنسي الحاج، وذلك إثر معاناته مع مرض أقعده قبل نحو شهرين.
فارق الأديب الراحل الحياة عن عمر يناهز 77 عاما. ويعتبر أنسي الحاج أحد ألمع الأسماء في سماء الإعلام والأدب العربيين المعاصرين.
ولد الحاج في بيروت في 27 يوليو/تموز 1937 وتعود أصوله إلى بلدة قيتولي التابعة لقضاء جزين في الجنوب اللبناني، وتلقى تحصيله العلمي في مدرسة الليسيه الفرنسية ومن ثم في معهد الحكمة.
بدأ الحاج صغيرا يولي اهتماما للأدب فكتب المقال والقصة القصيرة وهو لا يزال على مقاعد الدراسة، ونشرت أعماله في العديد من المجلات الأدبية ابتداء من منتصف خمسينات القرن الماضي.
أما بالنسبة لأشعاره فاختلف الأمر بعض الشيء إذ أنه احتفظ بها لنفسه ولم يشرع بنشرها إلا في نهاية الخمسينات، علما أنه بدأ عمله كصحفي في عام 1956 مع جريدتيّ “الحياة” و”النهار”.
تبوأ الحاج في “النهار” موقع المسؤول عن القسم الثقافي فيها، إلى أن تولى رئاسة تحريرها من عام 1995 وحتى 2003.
يعود إلى أنسي الحاج الفضل في إصدار الملحق الأسبوعي لصحيفة “النهار” في عام 1964 حيث كان الأديب الراحل ينشر مقالاته على صفحاته، بالإضافة إلى غيره من الإصدارات اللبنانية، كما أسهم في إثراء المشهد الثقافي اللبناني بالمشاركة في تأسيس مجلات.
لم يقتصر نشاط أنسي الحاج على التأليف فحسب بل عمل في مجال الترجمة، ونقل روائع من الأدب العالمي إلى القارئ العربي، فنطق أبطال الأدباء العالميين بلغة بالضاد.
من أهم الأعمال التي ترجمها الحاج كانت “كوميديا الأخطاء” لوليام شكسبير و”الملك يحتضر” للروماني-الفرنسي يوجين أونسكو و”الآنسة جولي” للسويدي أوغست ستريندبيرغ وغيرها.
بعد سنوات أصبحت إبداعات أنسي الحاج مثار اهتمام المترجمين الذين نقلوا العديد من قصائده إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية. ويذكر أن أعمال الأديب الراحل كانت مصدر إلهام بالنسبة للكثير من الموسيقيين والرسامين اللبنانيين والعرب، فاستوحوا منها الألحان واللوحات الفنية.
سيريان تلغراف