زاوية معمارية

تحقيق أي مزاج كان فقط عبر الإنارة والألوان

مشروعنا اليوم هو عبارة عن مجمع فندقي-استجمامي يحمل اسم “نوفي سبا” في كرواتيا، ولكننا لسنا بصدد الحديث عن تصميمه المعماري، ولا حتى تصميمه الداخلي…

اليوم ستكون مادة حديثنا الفكرة والمفهوم الكائن وراء تصميم الإنارة والإضاءة الاصطناعية داخل أرجاء الفندق والمنتجع.

فخلف هذه الخطة كانت فكرة خلق أجواء وألوان مستمدة من البحر الأدرياتكي ومن أوراق شجرة التين، باستخدام عناصر طبيعية وحلول إنارة مستقبلية.

يتضمن المشروع مجمعاً فاخراً يتضمن مبنى مركزي مزود بمنطقة استقبال وفندق ومركز استجمامي بالإضافة إلى منتجع فيلات.

من هنا جسد مشروع إنارة كل هذه المناطق تحدياً قائماً بحد ذاته؛ وذلك نظراً لتعقيد وتنوع المساحات المحتاجة للإنارة.

ولكن الحل كان بتصميم قاعة المدخل ومنطقة الاستقبال تصميماً يخلق تأثيراً بصرياً أشبه بالنظر إلى البحر الأدرياتكي، وبوحيٍّ من المشهد المتوسطي الهادئ تغطي سطوح أسقف المركز الاستجمامي خطوط بنقش ورقة التين، تم طلاء بعضها بالألوان، بينما تم تجهيز البعض الآخر بإنارةٍ مميزةٍ.

يمكننا القول هنا أن فكرة واستراتيجية تصميم الإنارة الأساسية هنا قد تجسدت في خلق أجواءٍ مستقبليةٍ فاخرة عبر دمج تجهيزات الإنارة المعمارية بالحلول المعمارية المتّبعة إلى جانب تزيين المساحة حسب الطلب بمصابيح ديكورية تؤمن الراحة البصرية المطلوبة.

بناءً عليه تم استخدام نطاق متنوعٍ من المصابيح الهالوجينية ومصابيح LED ومصادر الإنارة الفلورية في مختلف أرجاء المنتجع، حيث يأتي دور تقنية تغيير اللون في خلق تنوعٍ كبيرٍ من الأمزجة والمشاهد البصرية.

وتماماً كأي مجمّعٍ كبير الحجم، توجد دائماً مناطق تتطلب المزيد من الإبداع لتحقيق الربط المطلوب بينها بانسجامٍ وتماسك تام؛ ومشروعنا هذا ليس بحالةٍ شاذة.

فقد برز تحدٍّ كبير في ربط منطقة الـ ” spa” بمنطقة الاستقبال بطريقةٍ تدعم مفهوم الإنارة المتّبع في كلا القسمين؛ علاوةً على ذلك كان من الضروري إيجاد شكل الإنارة المناسب للممر الممتد بطول مئة متر والخالي تماماً من أي منفذ للإنارة الطبيعية.

هذا الممر هو ما ترونه أعزائي القراء في الصورة الأساسية؛ حيث تم تصميم خطوط داخل الجدران تتغير ألوانها وأشكالها بشكلٍ مستمر ودائم، كما تصل هذه الخطوط للشفافية والإيحاءات المستقبلية اللازمة من خلال تكاملها مع أضواء LED.

وهكذا لا يتطابق المشهد داخل هذا الممر مرتين، بل تتبع إنارته الحيوية والديناميكية خطوات المارة في حركةٍ لطيفة وتغيّر لوني مبهر.

ختاماً كان لا بد من التمحيص في أسلوب الإنارة الدقيق المتّبع في المشروع، ابتداءً من التراسات الخارجية وانتهاءً في أضواء المطعم الموجّهة للأسفل، كونها تمكّنت من خلق كافة الأمزجة بغض النظر عن الوقت… ليلاً كان أم نهاراً!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock