وهل المحكمة الدولية من ضمن اللعبة ؟ .. بقلم برهان إبراهيم كريم
وبعد تسعة أعوام على تشكيلها بدأت جلساتها لمحاكمة المتهمين بجريمة اغتيال رفيق الحريري.
عرض علينا مدعي المحكمة قرار الاتهام بشكل مطول وممل وليس فيه سوى اتهامات مبنية على قرائن لا يأخذ بها أي قاض من القضاة, ولا تعتمدها أي محكمة في توجيه أي اتهام. أسبوع والمدعي العام والقاضي وهما يتحدثان بالعموميات والقرائن الظرفية والتكهنات. واتهموا عناصر من حزب الله بتنفيذ الجريمة, وبهذا الاتهام أسقطا دفعة واحدة تقارير لجان التحقيق و شهادات بعض الشهود والمسؤولين وبعض الساسة من مختلف الجنسيات. ونتمنى على هيئة المحكمة ومدعيها العام أن يجيبونا على الأقل على هذه الأسئلة والتناقضات والاستفسارات:
• لماذا هذا التناقض بين تقارير لجان التحقيق, ومطالعة المدعي العام للمحكمة الموقرة؟
• ولماذا لم تعتمد المحكمة اتهامات سعد الحريري وشيراك وزعماء فريق 14آذار؟
• ولماذا أسقطت المحكمة قضية المواطنين السوريين الذين قتلوا ظلماً في لبنان انتقاماً من السوريين على جريمة الاغتيال مع ان قتلهم أرتبط بجريمة اغتيال الحريري؟
• ولماذا أسقطت المحكمة ومدعيها العام تحقيقات وسائط الاعلام العربية والأجنبية والتي كلفت مليارات الدولارات. والتي لو صرفت على المساكين والفقراء والمرضى, لأسعدت عشرات الملايين. و لدحرت الكثير من الآفات والأوبئة في المجتمعات؟
• ولماذا لم يوجه المدعي العام تهمة تضليل التحقيق والمحكمة للجان التحقيق وبعض الشهود الذين لم يعتمد تقاريرهم وشهاداتهم في قرار اتهامه حين لم يأخذ بها ؟
• ولماذا تطابق تصريح وزير الخارجية كيري والذي أعلن فيه: ان حزب الله وتنظيم داعش وتنظيم جبهة النصرة والجبهة الاسلامية هي تنظيمات ارهابية. مع اتهام مدعي عام المحكمة الدولية في جلسة نظامية للمحكمة لعناصر من حزب الله بتنفيذ الجريمة؟
• وهل كان هدف المدعي العام من تبرأته للنظام السوري والضباط الأربعة, هو فتح الباب لكل من اتهم وبرئ أن يلاحق من اتهمه أمام المحكمة أو قضاء بلاده ولبنان؟
• وهل الهدف من هذه المحكمة وتكاليفها الباهظة هو إفهام الشعوب بأن كل من يطالب بالكشف عن أية جريمة عليه أن يتحمل الكثير من النفقات وإلا فليصمت؟
• ولماذا بات كشف جريمة ما والبت بها وإصدار الحكم فيها يحتاج إلى عقد أو عقدين؟
• ولماذا لم تتهم المحكمة حزب الله بالجريمة وإنما اتهمت عناصر من الحزب فقط؟ في حين أن محاكم أوروبية وأميركية تتهم حزب أو نظام بجريمة قتل شخص واحد؟
ولابد أن نسأل جملة من الأسئلة أجوبتها ستحرج البعض والمحكمة الدولية. والأسئلة هي:
• لماذا سارع الرئيس سعد الدين الحريري وفي اليوم التالي لقرار اتهام مدعي المحكمة الدولية ليعلن أنه موافق على أن يشارك هو وفريقه في حكومة لبنانية مع حزب الله.
• وهل تكاليف لجان التحقيق الدولية والمحكمة الدولية والتي مازالت تصرف من عشرة أعوام, والتي دفع لبنان جزء ضئيل من تكاليفها كانت ضرورية؟ علما أن ما دفعه لبنان حتى الآن يعادل أكثر من 700مليون دولار وهي تعادل نسبة40% فقط.
• ثم أليس هذا المبلغ الذي دفعه لبنان وتكفلت ببقيته المحكمة الدولية كاف لإنعاش الشعب اللبناني, وحل الكثير من مصاعبه الحياتية والمعاشية والاقتصادية؟
• وهل الهدف من هذه المحكمة وتكاليفها الباهظة هو إفهام الشعوب بأن كل من يطالب بالكشف عن أية جريمة عليه أن يتحمل الكثير من النفقات أو فليصمت؟
• ولماذا هذه الانتقائية في كشف جريمة وطمس أخرى من قبل بعض الأنظمة والحكومات والساسة, وكأن الناس باتوا بنظرهم ابناء ست وأبناء جارية؟
• ولماذا لا تكلف محكمة جرائم الحرب الدولية بالبت في الجرائم التي ارتكبتها القوات الاستعمارية في الدول التي استعمرتها أو أحتلها في القرون الماضية والقرن الحالي؟
• ولماذا شكلت محكمة لجرائم الحرب الدولية, ولم تشكل محكمة دولية للانتهاكات والتعديات والجرائم التي ترتكب بحق أي مواطن في أية دولة اهمل حقوقه قضاء بلاده؟
• ولماذا تغيب منظمات حقوق الانسان ومنظمات الحقوق المدنية عن انتهاكات وتعديات وجرائم أنظمة وحكومات ودول, بينما نجدها مستنفرة ضد دول معينة؟
يطل علينا الأمين العام بان كي مون بوجهه العبوس أو بابتسامة باهتة أو بضحكة صفراء. وكأنه يريد أن يقول لنا أنه ومنظمته ومحكمته لا قوة لهم إلا على بعض الأنظمة والشعوب.
سيريان تلغراف | العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)