مقالات وآراء

العلويون الهوية المغيبة قسراً .. بقلم عشتار

سجل التاريخ  ان حفظة القرآن والعارفين ب  “تأويل آياته” كما جاءت على لسان النبي وليس كما جاءت على لسان كعب الاحبار من بعد انتقال النبي محمد (ص) الى الرفيق الاعلى كانوا يتعرضون لمضايقات كثيرة وإبعاد واقصاء ومنهم من قطعت رؤوسهم (فالمهم كان انهم يريدون طمس معالم تفسير القرآن كما رويت عن النبي وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وشيعتهم وترسيخ اسرائيليات “دُسَّت” بين كتب التفسير لتضليل الناس عن حقيقة التفسير الصحيح ..

تفاقم الامر وازداد سوءاً وضغطاً على شيعة أمير المؤمنين علي (ع) في زمن معاوية بن ابي سفيان الذي حاول بكل السبل ان لا يسجل التاريخ أي أثر لعلي (ع)ــ وصي النبي ــ  وبل وطمس أي مكرمة له  ولذريته وشيعته …فقتلوا عمار بن ياسر وحجر بن عدي الذي قتله “شيعة معاوية ويزيد ابنه” في ايامنا هذه للمرة الثانية من خلال نبش قبره….ومن بعده ابن يزيد وفحشه في مجزرة كربلاء الشهيرة في قتل الامام الحسين عليه السلام كل من كان معه في خط الدفاع عن الاسلام المحمدي الاصيل (كربلاء التي كانت ثورة اسلامية في وجه كل من أراد إبادة اسلام محمد ونشر “بدعاً” باسم الاسلام) ..مختصر الكلام انه كل من شايع علياً هدر دمه (بغض النظر عن تسميات اليوم بين شيعة وعلويين وووالخ) ……

ومازاد على ذلك وطغى هو “إصرار” المنصور الدوانيقي في عصر العباسيين على إبادة كل شيء يتعلق بذرية الإمام امير المؤمنين علي (ع)  (خلال خلافة بني العباس التي قضت على خلافة بني امية)…..حيث كانت سياسته تنتهج ابادة العلويين واضطهاد الائمة المعصومين    (((((( فقتل حفيده الرشيد الإمامَ الكاظم بن جعفر الصادق (عليهما السلام) بالسُّم في سجنه ، وقتل المأمون الإمام الرضا بن الكاظم (ع)بالسم وهو ولي عهده ، وقتل المعتصم الإمام محمد الجواد (ع) بالسم وهو صهره ، وقتل المتوكل الإمام علي الهادي (ع)بعد أن أجبره على الإقامة في عاصمته سامراء ! وقتل المعتمد الإمام الحسن العسكري (ع) لما رآه من آياته ، وعمل لقتل ابنه المهدي (ع)الإمام الثاني عشر لأنه الأخطر عليهم ، فحفظه الله تعالى وغيَّبه ومدَّ في عمره ، وادَّخره مع وليه الخضر وجنوده في الغيب وملائكته ، يعملون بأمره وعلمه اللدني ، حتى يحقق فيه هدفه ويظهر به الدين على الدين كله ، ويملأ به الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً) /الفقرة منقولة/

هذا عدا عن تمنيه بقتل الامامين الباقر والصادق عليهما السلام إلا أن حواجز كثيرة حالت دون تحقيق مراده هذا …..

 يقول الطبري في تاريخه:

إن المنصور هذا ترك خزانة رؤوس ميراثاً لولده المهدي كلها من العلويين ، وقد علق بكل رأس ورقة كتب فيها ما يستدل به على صاحبه ومن بينها رؤوس شيوخ وشبان وأطفال !

والمنصور هو الذي كان يضع العلويين في الأسطوانات ويسمرهم في الحيطان كما ذكر اليعقوبي في تاريخه ويتركهم يموتون في المطبق جوعاً وتقتلهم الروائح الكريهة ، حتى لم يكن لهم مكان يخرجون إليه لإزالة الضرورة .

وكان يموت أحدهم ويترك حتى يبلى من غير دفن ثم يهدم المطبق على من تبقى منهم أحياء وهم في أغلالهم). (

نظرية عدالة الصحابة للمحامي أحمد حسين يعقوب/

يظهر من الرواية ولفظ “تركة ” المنصور لولده المهدي على أنه وكأنها سنة يجب اتباعها جيلاً بعد جيل ( ألا وهو إبادة العلويين) .. (وليس فقط من ذرية المعصوم من يسمى علوياً بل كل من اتّبع المعصومين (عليهم السلام )قولاً وفعلاً اي كان على سنة النبي ونهج علي يسمى علوياً نسبة لعلي بن ابي طالب عليه السلام ودليله سلمان المحمدي قال عنه النبي الاعظم (ص) جعله الله “علويا” بعد أن كان مجوسياً وقرشياً بعد ان كان فارسياً فصلوات الله على سلمان..)  .

إذن ظل تضييق الخناق على العلويين خاصة وشيعة علي (ع) عامة من حقبة الى حقبة وكأنها دَيْنٌ على كل تكفيريي البشرية عليهم وفاءه لأئمتهم (أئمة الكفر والضلال) الى مابعد غيبة الامام المهدي المنتظر (من ذرية علي وفاطمة عليهما وعليه صلوات الله وسلامه)……. ومهما اختلفت التسميات فالحقيقة واحدة هو إبعادهم عن السلطة والحكم بشتى الوسائل فكانت فتوى ابن تيمية الشهيرة على ان العلويين أشد كفراً وخطراً من اليهود والنصار ى والتي يعمل بها حتى يومنا هذا فلاحقوهم في كل مكان في بلاد الشام والعراق وايران وكل مكان الى ان لم يجدوا سوى الجبال والكهوف مأوى لهم من شر قتل مستطير لاحقهم على مدى مئات السنين…..

فنجحوا بتغييب هذه الفئة غيبة (قسرية) زادت هماً على هم غيبة الامام المؤمل المنتظر الذي وعدوا به ليملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ………

ظل العلويون مُغَيَّبون ولكنهم لم يتزحزوا قيد أنملة عن اسلامهم الصحيح على الرغم من كل الافتراءات التي ادعى أهل الباطل عليهم انها فيهم (حيث جعلوا كل المحرمات التي مني بها أهل هذه الارض هي دين العلويين ولا شيء آخر غيرها)ولكن والله غالب على أمره وفضح هؤلاء ودينهم “القذر الحرام” ولقد ظهر جلياً في الحرب على سورية اليوم وعلى مدى 3 سنوات ان تلك البدع التي اتهم بها العلويون من قبل أئمة الضلال ماهي إلا صناعة ابن تيمية وكل من قال مقالته فيهم وها هم انفسهم اليوم يقومون بها على صورة جهاد النكاح وجهاد المحارم واللواطة والزواج “المؤقت” لساعة و”بسط” الجد بحفيدته   ووووووالخ وكل من يطّلِع على الشأن السوري يعرف أي دين يتبعونه هؤلاء القاذورات ……..

ظلو مغيبون “قسراً ” كما سلف ولكن بفضل علمائهم ومراسلاتهم مع علماء آخرين  سواء علماء من جبل عامل او علماء بلاد الشام بشكل عام  تغيرت النظرة لهم وهناك شهادات كثيرة من علماء من الفريقين تشهد بصحة اسلامهم وإماميتهم الاثني عشرية..

ولكن واليوم وبعدما كان ما يسمى (عصراً وردياً للمسلمين العلويين ) كالانفتاح على العالم من جديد (حيث اعْتُقِد) أن العالم تغير بتغير الأفكار والانفتاح والعلم والمعرفة وحروب الادمغة والعقول ولكن لم تتغير نظرة التفكيري لا للعلوي ولا لشيعة علي كلهم.. وما قطع الرؤوس اليوم والتمثيل بالجثث وأكل قلوبهم والتفجير بهم وتوعدهم بالابادة الكلية وسبي نساءهم وتوعدهم عبر تغريداتهم ومنشوراتهم وبياناتهم في سورية ولبنان انهم سيعيدون العلويين الى الكهوف حيث كانوا  إلا تاريخ يعيد نفسه ليُغيِّبوا العلويين مرة أخرى عن ساحة العالم كله ومنعهم من حقهم الطبيعي بممارسة العيش الكريم كما باقي العالم كله يريد العيش بسلام ووئام وتعايشاً مشتركاً مع باقي الملل والنحل . ولكنهم يريدون تغييب هذه الهوية “قسراً” لأسباب كثيرة أهمها أنهم لم يرضخوا يوماً لسلطان جائر ولم يسمحوا لأنفسهم ان يكونوا ورقة بيد الاجنبي وهذا مشهود لهم وليس كما ادعى أهل البدع انهم يتعاونون مع العدو ضد بلدهم ولكن ظهر جلياً اليوم من يتعاون ضد بلده فكانت تهمة ألصقت بالعلويين وهم منها براء حيث نطقها ذلك الارعن مع الصحفي الصهيوني قال (لو اتى شارون وقال أنه ضد بشار لوضع يده بيده) ……………(وبالمناسبة هناك أشياء كثيرة “قاذورية” ان صح التعبير طفت على السطح خلال هذه الحرب على سورية تبين جلياً أنه كل ما اتهم به العلويين هم بها ألصق ..

السؤال الذي يطرح نفسه طالما أنهم أقلية فلماذا هذا الاصرار على إبادتهم بهذه الطريقة الوحشية.؟؟ طالما أنهم لا يعتدون على أحد ولا يحملون السلاح إلا في سبيل الدفاع عن وجودهم فيدفعون الموت عن أنفسهم والتهجم على كراماتهم واعراضهم ونسائهم وشيوخهم وأطفالهم أي لم يكونوا قط معتدين بل على مدى التاريخ ثبت دفاعهم عن انفسهم واعراضهم ولم يسجل التاريخ لهم دوراً في الاعتداء على أي فصيل مهما كانت طائفته أو لونه واو عرقه او دينه أو جنسه ..ولو كانوا معتدين لَحقّ اليوم حمل العلويين في سورية السلاح والقيام بواجب الدفاع عن وجودهم في ظل  المجازر البربرية التي يتعرضون لها “يومياً” من قبل تكفيريي العالم أجمع وليس من سوريين فقط “تكفيريين” ولكنهم لا زالوا رغم كل المعاناة ورغم كل الشهداء الذين قضوا بطريقة يندى لها جبين البشرية لا زالوا صامتين محتسبين ومعطين مجالاً للعيش المشترك بين ابناء الوطن الواحد ويحصل هذا ايضاً من ابناء جبل محسن أيضاً اليوم لا يعتدون بل يدفعون الموت عن انفسهم رغم هذا يجبرون على التغييب حتى تغييب أخبارهم على وسائل الاعلام ..

 ختاماً

على الرغم من قيام المجلس الاسلامي العلوي في لبنان (اي اعتراف رسمي من الدولة اللبنانية بوجود طائفة مسلمة علوية من بين 18 طائفة “لبنانية” اي على انهم مواطنين لبنانيين حقهم على الدولة حمايتهم ورعايتهم والتطلع بشؤونهم)  وعلى الرغم من محاولة قيام بعض رجال الدين من المسلمين العلويين في سورية قيام هكذا مجلس يضمن حقوقهم “القانونية والمواطنية” وأفشل هذا المشروع عدداً من الجاهلين (علماً في سورية لا يوجد هكذا تقسيم ولكنه كمشروع يعنى بشوؤن الطائفة العلوية في سورية على غرار اي جمعية للمجتمع السني تعنى بشؤون ابنائهم أو أي جمعية تابعة لطائفة اخرى في هذا البلد)  . وعلى الرغم من تواجد المسلمين العلويين في كل من سورية ولبنان في كل مجالات الدولة وفروعها ومؤسساتها كمشاركين فاعلين في بناء الوطن وازدهاره ورفعته وسموه بين الاوطان إلا أنه كان ولا زال وكأنه “خطة ممنهجة ” لتغييب العلويين “قسراً” من قبل صناع القرار حيث لا رد واضح وصريح من قبل كل هؤلاء ولو بيان إدانة بحق تكفيرييهم وقتلتهم و ذَبَحة أطفالهم وبَقَرَة بطون نسائهم وسبيهم وشي آخرين “أحياء” في الافران وشي رؤوسهم على النار وقتلهم في لبنان بهذه الطريقة الممنهجة في حصارهم والاعتداء اليومي عليهم بالقتل او محاولة القتل ومنعهم من حقهم في العيش بحالة طبيعية كماباقي ابناء طرابلس نجد أنه يوجد من هؤلاء صناع القرار أنفسهم مشاركة فاعلة وفاعلة جداً في محاولة اقصاء هذه الطائفة المسلمة العلوية “المسالمة” بطريقة وقحة وعلنية وتغييبها بالتالي قسراً عن كل مجالات الحياة الطبيعية والذين بدورهم يتبنون “بشكل غير مباشر”  الفكر التفكيري “الارهابي” نفسه الذي يتوعد هذه الطائفة بالابادة والحصار وأعادتهم الى الكهوف والجبال مرة أخرى ….ولكنهم لا يعرفون أن كهوفاً وجبالاً لجؤوا إليها ذات يوم هرباً من بطش سلاطين الجور والقهر والعذاب والذبح كانت (سباعها ووحوشها)  صديقة لهم حيث السباع لا تأكل لحم لا ذرية علي وفاطمة ولا كل من والاهم حقاً ويقيناً (والرواية معروفة بين زينب الكذابة التي ادعت على المتوكل انها من ذرية فاطمة فقيل له ضعها بين السباع فإن  لحوم بني فاطمة محرمة على السباع فوافقت “لغبائها” فأكلتها السباع فطلب المتوكل من الامام الرضا (ع) المكوث بين يدي السباع فكانت السباع طوع أمره عليه السلام  وتلوذ به وتطمئن لحضوره .. وخير برهان على ذلك عاشوا بين تلك الوحوش لمئات السنين “آمنين” بين تلك السباع ببركة الولاء للنبي محمد وآله (عليهم صلوات الله وسلامه ) أو ببركة ولي من اولياء الله عاش بينهم فلم يخسف بهم ارض ولم يطبق عليهم سماء ، وحين خرجوا من بين تلك السباع الى الحياة الطبيعية خرجوا  وكأنهم لم يغيبوا إلا يوماً أو بعض يوم خرجوا مرفوعي الرأس ……..

فـــــــي رحـــــــاب الـعـــــــــــــــــــلوية

https://www.facebook.com/alawiyoun.nosra

الرواية عن تحريم لحوم بني فاطمة على السباع تجدونها كاملة  في مناقب ال ابو طالب ج/ 4

سيريان تلغراف | عشتار

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock