المواطن (الغبيّ) في الوطن (العربي) .. بقلم بلال فوراني
قلتُ له : من هذا يا هذا
قال : هذا يا هذا ملكنا المُعظمّ
قلت له : وما شأنه معكم وماذا يفعل
قال : حرامي كبير وبلقمة العيش يتحكمّ
قلتُ له : وأين الشعب العظيم لما لا ينتفضّ
قال : شعب نصفهُ أخرسّ ونصفهُ لا يتكلمّ
قلتُ له : وما هذا الجوع كله الذي أراه
قال : نحن بخير وألف خير يا هذا
طالما كرشّ الملك يكبرّ و يتضخمّ
قلتُ له : ولكني أراه يشرب الخمر
أليس هذا في ديننا الحنيف أمر مُحرمّ
قال لي : يا جاهل والله أكبرّ و أعلمّ
طالما لدينا شيوخ الفتاوي المجانية
وطالما بيدهم مفاتيح الجنة وجهنمّ
فسيقولون لك في نهاية الأمر
أن الذي يشربه كان قليلاً من ماء زمّزمّ
قلتُ له :
ولكن هذا حرام وهذا إجرام
كيف يشوّهوا دين ربنا بكلامهم المعتمّ
كيف يتطاولوا على تكذّيب رسولنا المكرمّ
لن أسكتّ عن الظلم هذا وسأصرخ ولن أندمّ
لكن هذا الذي كان يحاورني سكت فجأة ولم يتكلمّ
وربما قال في نفسه هذا جاهل بالوطن العربي لم يتعلمّ
ثم ضحك ضحكة ذئب عربية و بلعابه المسموم بدأ يتحممّ
وفي اليوم التالي خرج بيان في الاعلام من الملك المُعظمّ
بأن هذا المدعو ( أنا ) مارقّ على الدين ويجب بسرعة أن يُعدم
\
/
على حافة الوطن
لا أرجوك أيها المواطن لا تحلمّ
ولا تظنّ أنك من الموت بسهولة ستسّلم
أنت تعيش في وطن عربي مريض
والعيش في جهنمّ صار أشرفّ و أرحمّ
سيريان تلغراف | بلال فوراني
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)