تحقيقات وتقارير

اللاجئون السوريون .. إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث

تجاوز عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسمياً المليونين وربع المليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية عام 2011، فيما يبرز كواحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.

وحسب تقديرات المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن العدد سيتجاوز 4 ملايين في عام 2014 في حال استمرار الأزمة التي لم تتضح معالم نهايتها حتى الآن. يضاف إلى ذلك أضعاف العدد المذكور من النازحين في الداخل السوري أو ممن يعتمدون على المعونات.

اللاجئون-السوريون-..-إحدى-أكبر-الأزمات-الإنسانية-في-التاريخ-الحديث

لعقودٍ استضافت سورية والشعب السوري بكرم آلاف اللاجئين من العالم العربي ودول أخرى. فقد كانت سورية عام 2012 الدولة الثالثة في الترتيب من حيث استضافة اللاجئين في العالم. وبعد انعكاس الأدوار، لم تتم تغطية كافة متطلبات اللاجئين في دول الجوار رغم الجهود المكثفة دولياً وإقليمياً. فقد أظهر آخر تقارير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عجزاً يصل إلى 32% في الميزانية المخصصة لخطة الاستجابة الإقليمية لسورية عام 2013.

ومع حلول نهاية العام الجاري 2013 يتوقع أن ما يقارب نصف الشعب السوري سيكون بحاجة لمساعدات إنسانية، وذلك يتضمن أكثر من 6 ملايين سوري داخل الأراضي السورية فقدوا منازلهم أو بحاجة إلى معونات. والميزانية المطلوبة لـ”خطة الاستجابة الإقليمية” الخاصة بدعم السوريين المتضررين من قبل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قدرت بمبلغ 2.9 مليار دولار تم تغطية ثلثيه فقط من قبل الدول الداعمة.

ولم تقتصر المصاعب التي واجهها اللاجئون على نقص المعونات أو عدم وصولها في بعض الأحيان، فقد تعرضوا مرات عدة لاعتداءات وعمليات خطف وابتزاز قبل أن يتمكنوا من تجاوز حدود وطنهم. وفي أحيان أخرى، وجدوا أنفسهم مصدر إزعاج للسكان المحليين كما حدث في بعض مخيمات لبنان واحتجاجات متفرقة في الأردن، لكنها لم تصل لحد الاعتداء المباشر على اللاجئين. كما عانوا عدة مرات من صعوبة الظروف الجوية، فقد غطت الثلوج خيمهم مؤخراً، كما طافت بهم مياه الأمطار عدة مرات خلال العامين المنصرمين.

خطة الاستجابة الإقليمية لعام 2014:

أما خطة الاستجابة الإقليمية الموضوعة لعام 2014، فتتضمن متطلبات مالية تصل إلى 4.2 مليار دولار لمساعدة اللاجئين في الدول المجاورة، والذين يتوقع أن يصل عددهم إلى 4.1 ميلون لاجئ، 1.7 مليون منهم لاجئون جدد.

وحسب فاليري آموس وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، فإن 75% من المواطنين السوريين سيحتاجون لمعونات إنسانية خلال عام 2014. ذلك بالإضافة إلى تقديم مساعدات للدول المستضيفة ولمتضررين من غير السوريين سواء في الداخل السوري أو في الخارج من فلسطينيين وبعض الجنسيات الأخرى.

ويقسم المبلغ الإجمالي للمساعدات (4.2 مليار دولار) على الدول المجاورة لسورية. الحصة الكبرى منها خصصت للبنان بملبغ يصل إلى (1.7 مليار دولار)، ثم الأردن بملبغ 1.2( مليار دولار)، ويليه العراق (552 مليون دولار)، فتركيا (522 مليون دولار)، وأخيراً مصر بملبغ (168.8 مليون دولار).

وقدرت المتطلبات المالية لدعم حكومات الدول المستضيفة بـ 413 مليون دولار للأردن الذي وصل عدد اللاجئين فيه إلى 553 ألف لاجئ سوري خلال عام 2013. أما لبنان فقد قدرت المساعدات له بـ 165 مليون دولار ووصل عدد اللاجئين فيه إلى 824 ألف لاجئ، ومصر أخيراً بـ 4.3 مليون دولار، ولجأ إليها 127 ألف سوري.

تبلغ قيمة النداء الإنساني داخل سورية 1.4 مليار دولار. ويبلغ إجمالي كل هذه المبالغ 5 مليارات دولار، ويعد أكبر نداء للتمويل في التاريخ.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock