حصاد عام 2013 .. أهم تطورات الأزمة السورية
تصدرت الأزمة السورية اهتمام وسائل الاعلام في عام 2013، حيث أصبح النزاع المسلح الدائر في سورية الأكثر دموية في القرن الحادي والعشرين حتى الآن. واليكم أهم تطورات هذه الأزمة في العام المنصرم.
نشر صواريخ “باتريوت” على الحدود التركية السورية
بدأ حلف الناتو في مستهل يناير/كانون الثاني عام 2013 بنشر بطاريات صواريخ “باتريوت” للدفاع الجوي على الحدود التركية السورية، والتي كانت تركيا قد طلبت من حلفائها في الناتو تقديمها لها. وقامت الولايات المتحدة بنشر اثنتين من البطاريات بالقرب من مدينة غازي عنتاب التركية، كما قدمت المانيا وهولندا 4 بطاريات أخرى. ويشارك في صيانة الصواريخ 1.2 ألف عسكري من الولايات المتحدة والمانيا وهولندا. بدأ تشغيل البطاريات في بداية فبراير/شباط.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني تم تمديد فترة نشر الصواريخ على الحدود التركية عاما آخر.
الغارات الاسرائيلية على سورية
قام الطيران الاسرائيلي ليلة 29 على 30 يناير/كانون الثاني عام 2014 بغارة جوية على الأراضي السورية. وتحدثت بعض المصادر عن أن الضربة استهدفت قافلة متجهة من سورية الى لبنان. وأكدت قيادة الجيش السوري اختراق الطائرات الاسرائيلية للمجال الجوي السوري، وقالت إن الطائرات قصفت مركزا للابحاث العلمية في منطقة جمرايا بريف دمشق. وتسببت الغارة بأضرار مادية كبيرة ومقتل اثنين من العاملين في المركز وإصابة 5 آخرين. وفي هذا السياق ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلا عن مسؤولين أمريكان أن اسرائيل أبلغت مسبقا واشنطن بشن هذه الغارة.
وتوعدت سورية بالرد على هذا العدوان وطالبت مجلس الأمن الدولي بإدانة اسرائيل، كما المحت طهران الى أن هذه الغارة ستكون لها عواقب جدية بالنسبة الى تل أبيب. من جانبها استنكرت حركة “حزب الله” المجتمع الدولي بسبب عدم ادانته للغارة، كما دانت الغارة الجامعة العربية، وأعربت موسكو عن قلقها إزاءها.
وإثر التهديدات السورية والإيرانية نشرت اسرائيل بطاريات صواريخ للدفاع الجوي على حدودها مع سورية ولبنان.
وفي 3 مايو/أيار ذكرت بعض التقارير الاعلامية الاسرائيلية والامريكية عن قيام الطيران الاسرائيلي بغارة جديدة على الأراضي السورية. وقال مسؤولون أمريكان إن الطائرات الاسرائيلية قصفت موقعا في سورية دون أن يوضحوا ما هو هذا الموقع. ونفت دمشق وقوع أي غارات اسرائيلية على سورية هذه المرة، فيما التزم الجانب الاسرائيلي الصمت بشأن هذه المعلومات على المستوى الرسمي، فيما تحدث بعض المسؤولين الذين لم يتم الكشف عن اسمائهم، عن استهداف شحنة صواريخ متطورة كانت في طريقها الى “حزب الله”.
وبعد يومين هزت سلسلة انفجارات ضخمة العاصمة السورية دمشق. وقال التلفزيون الرسمي السوري ان الانفجارات، التي وقعت في جمرايا قرب منطقة الهامة بريف دمشق، ناجمة عن قصف صاروخي اسرائيلي. وأضاف ان المعلومات الاولية اشارت الى ان هذه الانفجارات استهدفت مركزا للبحوث العلمية، فيما افادت الانباء بوقوع ضحايا.
من جانبها أفادت “رويترز” ان الغارة الاسرائيلية استهدفت شحنة اسلحة مقدمة من ايران الى “حزب الله”. ونقلت “رويترز” عن مصدر غربي انه تمت مهاجمة مخازن لصواريخ “الفاتح-110”. من جانبها نقلت “فرانس برس” عن مسؤول امريكي رفيع تأكيده ان قصف الطائرات الاسرائيلية استهدف مركزا للأبحاث قرب دمشق. بدورها ذكرت مصادر لـ “RT” ان القصف استهدف اللواءين 104 و105 التابعين للحرس الجمهوري والمنتشرين في مناطق جمرايا وقدسيا والهامة والصبورة في ريف دمشق.
وطالبب الخارجية السورية الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بـ “وقف العدوان الاسرائيلي”، فيما وضعت اسرائيل قواتها للدفاع الجوي في شمال البلاد في حالة استنفار تحسبا لأي رد محتمل من جانب سورية.
وأثارت الغارات الاسرائيلية الجديدة ردود فعل غاضبة من قبل طهران والعواصم العربية، بينما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه إزاء ما حدث.
وفي يوليو/تموز تعرضت مواقع عسكرية سورية ومستودعات للسلاح لغارة جوية أخرى، ووجهت أصابع الاتهام من جديدة الى اسرائيل، فيما لم تؤكد أو تنف الأخيرة قيامها بذلك. وتحدثت تقارير اعلامية عن استهداف الطيران الاسرائيلي لصواريخ “ياخونت” الروسية المقدمة لسورية، والتي كانت اسرائيل تخشى تسليمها لـ “حزب الله”.
تقدم الجيش السوري في ريف دمشق واشتباكات في حلب
تقدم الجيش السوري خلال الأشهر الأولى من العام في مناطق ريف دمشق، وقام بعمليات عسكرية ضد مقاتلي المعارضة في المعضمية وداريا والمليحة ودوما وحرستا وجوبر وعربين، كما دارت اشتباكات في محيط المطار الدولي قرب دمشق. وأحكم الجيش في نهاية فبراير/شباط السيطرة على الطريق الدولي حماة – حلب، وفي داريا تمكن من القضاء على قائد كتيبة “أحفاد الرسول”.
ودارت معارك عنيفة في حلب، حيث صد الجيش هجمات على عدد من المطارات العسكرية، بما فيها مطار منغ. وفي منتصف يناير/كانون الثاني تعرضت المدينة الجامعية في حلب لهجوم ارهابي أوقع أكثر من 80 قتيلا وأكثر من 150 جريحا.
وفي حمص تمكن الجيش السوري في مارس/آذار من فرض السيطرة على حي بابا عمرو بعد تراجعه عنه.
من جانبها أحكمت المعارضة المسلحة سيطرتها على مدينة الرقة في شمال البلاد.
مؤتمر ميونيخ للأمن.. ومبادرة معاذ الخطيب للحوار مع الحكومة السورية
عقد في ألايام الأولى من شهر فبراير/شباط في المانيا مؤتمر ميونيخ الدولي الـ 49 للأمن. وخلال المؤتمر أعلن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب عن استعداده للجلوس الى طاولة المفاوضات مع “ممثلين عن النظام السوري لم تتلطخ أيديهم بالدماء”.
وعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هامش المؤتمر أول لقاء له مع معاذ الخطيب، ورحب باستعداد المعارضة السورية للحوار، واعتبر مبادرة الخطيب “خطوة في غاية الاهمية”.
وأعلن لافروف خلال المؤتمر أن لدى الجانب الروسي معلومات مؤكدة أن الحكومة السورية تسيطر على الاسلحة الكيميائية. وأشار كذلك الى أن روسيا لا تؤيد فكرة إقامة ممرات أمنية في سورية، وأكد أن هدف المعارضة لاسقاط الرئيس السوري بشار الأسد هو السبب الوحيد لاستمرار المأساة في سورية. كما ناقش لافروف على هامش المؤتمر مع المبعوث الأممي العربي الى سورية الأخضر الابراهيمي آفاق تسوية الأزمة السورية.
من جانبه شدد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي مثل الولايات المتحدة في المؤتمر على الموقف الأمريكي الداعي لرحيل بشار الاسد، وقال إنه “على الجميع الموافقة على هذا الأمر”.
وكان معاذ الخطيب قبل أيام من مؤتمر ميونيخ قد طرح مبادرة للحوار مع ممثلي الحكومة السورية، وطرح كشرط لبدء الحوار إطلاق سراح 160 ألف معتقل من السجون السورية، ومنح جوازات جديدة لجميع السوريين الذين انتهت جوازاتهم، أو تمديد الجوازات لمدة سنتين على الأقل. ولم تحظ مبادرته بتأييد داخل الائتلاف المعارض، فيما قال الابراهيمي إنها تستحق الاهتمام، وأكدت روسيا أنها تنظر ايجابيا اليها.
بدورها أعربت دمشق الرسمية عن استعدادها للحوار مع الائتلاف الوطني، لكنها أعلنت عن رفضها للشروط المسبقة للحوار.
اشتباكات على الحدود السورية اللبنانية.. ونصر الله ينفي مشاركة “حزب الله” فيها
وقعت في فبراير/شباط اشتباكات بمنطقة القصير بالقرب من الحدود السورية اللبنانية بين “الجيش السوري الحر” وبين من قالت بعض المصادر إنهم من مقاتلي “حزب الله”. وأطلق “الجيش الحر” تهديدات وطالب “حزب الله” بوقف عملياته ضد قوى المعارضة.
وتعليقا على الأمر أعلن أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله أن “بعض وسائل الإعلام نقلت عن السفيرة الاميركية، وهي لم تنف، ان هناك مشروعا بين “حزب الله” والنظام السوري لاحتلال عدد من القرى السنية في ريف القصير أو السيطرة عليها، لوصل القرى التي يسكنها شيعة داخل سوريا بالقرى التي يسكنها علويون ضمن مخطط تقسيمي، وعندما حصلت الاحداث منذ بضعة ايام وضعت الصدامات في هذا السياق. هذا امر جديد وخطر، ولم يبق مسؤول بالمعارضة السورية الا وهدد وعقب على الاحداث”.
وأضاف أن “ما قيل عن وجود مخطط من هذا النوع كذب وافتراء وعار عن الصحة، والمعطيات الميدانية تؤكد العكس، حيث في تلك المنطقة لم يقم السكان اللبنانيون والذين ينتمي بعضهم لـ “حزب الله”، لم يقم هؤلاء حتى هذه اللحظة، ولا مشروع بالمستقبل، بالسيطرة على اي قرية سنية او يسكنها سنة، بل ما حصل العكس ان المعارضة المسلحة قامت في الاشهر الماضية بالسيطرة على قرى يسكنها لبنانيون شيعة وقامت بتهجيرهم”، مشيرا الى أن هؤلاء دافعوا عن أنفسهم.
اختطاف أفراد من قوات السلام الدولية في الجولان
قامت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم “شهداء اليرموك” يوم 6 مارس/آذار باختطاف 21 فلبينيا من أفراد قوات حفظ السلام الدولية في منطقة الجولان.
وأكد هيرفيه لادسو رئيس عمليات حفظ السلام بالامم المتحدة ان أفراد حفظ السلام الفلبينيين محتجزون في سراديب منازل بقرية الجملة قرب مرتفعات الجولان السورية المحتلة. وبعد مطالب دولية وتعهد سورية باطلاق سراحهم والترتيبات اللازمة تم الافراج عنهم يوم 9 مارس/آذار، وذلك بعد مفاوضات مع المسلحين، والاعلان عن وقف اطلاق النار مؤقتا بالمنطقة.
وفي 7 مايو/أيار احتجزت “كتائب شهداء اليرموك” 4 فلبينيين آخرين من أفراد القوات الأممية في الجولان. وأفرجت عنهم يوم 12 مايو/أيار.
المعارضة تنتخب غسان هيتو رئيسا للحكومة الانتقالية السورية في اسطنبول.. والخطيب يقدم استقالته
انتخب الائتلاف الوطني السوري المعارض خلال اجتماعه في اسطنبول يومي 18 و19 مارس/آذار غسان هيتو الذي شغل مناصب عالية في شركات عالمية للتكنولوجيا والاتصال، رئيسا لـ”الحكومة السورية المؤقتة” التي ستتولي أمور الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة في سورية.
وأكد هيتو في أعقاب انتخابه أن الهدف الرئيسي لهذه الحكومة الانتقالية هو اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد.
وبعد اسبوع تقريبا من اجتماع المعارضة السورية في اسطنبول أعلن رئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب عن استقالته من منصبه، وذلك احتجاجا على ما وصفه بالصمت الدولي إزاء الأحداث في سورية، فيما اشار المراقبون الى أن السبب الحقيقي لاستقالته هو خلافات بشأن الحوار مع السلطات السورية
.من جانبها رفضت اللجنة التنفيذية للائتلاف استقالة الخطيب، مؤكدة أنه سيبقى في منصبه حتى اجتماع الهيئة العامة للائتلاف. وفي 22 أبريل/نيسان انتخب جورج صبرا رئيسا مؤقتا للائتلاف الوطني خلفا لمعاذ الخطيب.
استخدام السلاح الكيميائي في خان العسل بريف حلب
قالت مصادر حكومية سورية أن صاروخا يحتوي على مواد كيميائية سامة اطلق على بلدة خان العسل بريف حلب يوم 19 مارس/آذار، مما أدى الى مقتل أكثر من 20 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين. وأعلن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي أنه قامت بهذا الهجوم عناصر ارهابية مدعومة من قبل تركيا وقطر.
ووجهت الخارجية السورية رسالتين الى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة طالبت فيهما المجتمع الدولي “بالتحرك بشكل جاد وحازم لمنع هذه المجموعات الإرهابية من الاستمرار بارتكاب جرائمها الخطرة ضد أبناء الشعب السوري عبر وضع حد للدعم المالي والعسكري واللوجستي والسياسي والإعلامي الذي تقدمه الدول الداعمة لهذه المجموعات الإرهابية، ولاسيما تركيا وقطر وبعض الدول الغربية”. وطالبت سورية على لسان مندوبها في الأمم المتحدة بشار الجعفري بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في ريف حلب من قبل المعارضة السورية.
من جانبه نفى “الجيش الحر” قيام مسلحي المعارضة باستخدام السلاح الكيميائي، وطالب الائتلاف الوطني المعارض بإجراء تحقيق دولي في الحادث.
وإثر الحادث أعلنت الخارجية الروسية أنه يشكل سابقة خطرة تدفع المواجهة المسلحة في سورية الى مستوى جديد. وأصرت روسيا أيضا على إجراء تحقيق دولي. من جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن استخدام السلاح الكيميائي “جريمة شنيعة”، فيما شككت واشنطن في الأنباء عن استخدام الكيميائي.
وبعد يومين من وقوع الحادث أعلن بان كي مون عن قرار الأمم المتحدة ارسال خبراء مستقلين الى سورية لإجراء التحقيق. وأكدت روسيا استعدادها لمشاركة خبرائها في التحقيق.
وفي وقت لاحق تقدمت بريطانيا وفرنسا باقتراح توسيع التحقيق ليشمل المعلومات عن حالتين أخريين لاستخدام محتمل للسلاح الكيميائي في سورية.
وتم تعيين العالم السويدي آكي سيلستروم رئيسا لبعثة التحقيق الأممية.
القمة العربية في الدوحة تمنح مقعد سورية في الجامعة العربية للمعارضة
منحت القمة الـ 24 للجامعة العربية التي عقدت في الدوحة يوم 26 مارس/آذار مقعد سورية في الجامعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. وشغل المقعد رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب.
ودعا الخطيب لمنح مقعد سورية في الأمم المتحدة والمجالس الدولية الى المعارضة، والى تجميد “أموال النظام التي سرقها من الشعب السوري”.
وأعلنت القمة في بيانها الختامي عن حق كل دولة في تقديم وسائل للدفاع عن النفس الى الشعب السوري. ونددت القمة بـ “التصعيد العسكري” الذي يمارسه النظام، حسبما جاء في البيان. وشددت على أهمية ايجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وكانت التقارير الاعلامية تتحدث عن خلافات بين دول الجامعة بشأن منح مقعد سورية للمعارضة. وتجدر الاشارة الى أن 6 من قادة دول الجامعة غابوا عن القمة وشارك فيها ممثلون عنهم.
وأعلنت موسكو أن منح مقعد سورية في الجامعة العربية للمعارضة لن يساعد في التسوية السلمية للأزمة، ويعتبر غير قانوني، ويشجع على الحل العسكري للنزاع.
وسبق لقطر أن أعلنت عن قرارها تسليم مبنى السفارة السورية في الدوحة للائتلاف الوطني المعارض. وتم افتتاح سفارة الائتلاف في الدوحة بعد القمة العربية بحضور معاذ الخطيب وغسان هيتو.
اختطاف مطرانين أرثوذكسيين في ريف حلب
قامت مجموعة مسلحة باختطاف المطران يوحنا ابراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب وتوابعها والمطران بولس يازجي رئيس طائفة الروم الأرثوذكس في حلب وتوابعها أثناء قيامهما بعمليات إنسانية في قرية كفر داعل بريف حلب.
وذكرت وكالة “سانا” يوم 23 أبريل/نيسان أن “الإرهابيين اعترضوا سيارة المطرانين في قرية كفر داعل وقاموا بانزال السائق من السيارة وخطف المطرانين مع السيارة إلى جهة مجهولة”.
كارلا ديل بونتي تعلن عن وجود ادلة على استخدام المسلحين للكيميائي
اكدت كارلا ديل بونتي العضو في لجنة التحقيق الأممية المنبثقة عن مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة بشأن جرائم الحرب وانتهاك حقوق الإنسان في سورية، إن المحققين جمعوا شهادات ادلى بها ضحايا وموظفون طبيون، تشير إلى أن مقاتلي المعارضة استخدموا غاز السارين.
وقالت ديل بونتي كذلك في تصريح لـ “بي بي سي”: “لم نجد في المقابل أي أدلة على الاطلاق بشأن استخدام الحكومة السورية للاسلحة الكيميائية”.
من جانب آخر بدأ الساسة الغربيون، وخاصة الأمريكان والبريطانيون الى جانب الأتراك، يتحدثون عن وجود أدلة على استخدام القوات الحكومية السورية للسلاح الكيميائي، دون أن يكشفوا عن أي تفاصيل محددة.
وأصدرت اللجنة الأممية للتحقيق في الانتهاكات المحتملة لحقوق الانسان في سورية يوم 4 يونيو/حزيران تقريرا جاء فيه أن هناك “أدلة كافية” لاعتبار ان الأسلحة الكيميائية استخدمت في سورية.
واعترف التقرير بـ”احتمال حصول المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة السورية على أسلحة كيميائية واستعمالها”. أما فيما يخص القوات النظامية فان اللجنة قالت إن “الحكومة تمتلك أسلحة كيميائية”.
لافروف وكيري يطلقان مبادرة عقد مؤتمر “جنيف-2” الدولي حول سورية
اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الامريكي جون كيري بموسكو يوم 7 مايو/ايار ان روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على ضرورة حث الحكومة السورية والمعارضة على ايجاد حل سياسي للازمة.
وقال لافروف: “اتفقنا ايضا على ضرورة ان نحاول عقد مؤتمر دولي حول سورية بأسرع ما يمكن، وانا اعتقد ان ذلك قد يحدث في نهاية شهر مايو/ايار الجاري، وهو سيكون تطويرا لمؤتمر جنيف الذي عقد نهاية يونيو/حزيران العام الماضي”.
من جانبه قال جون كيري: “نعتبر بيان جنيف سبيلا هاما بالفعل لانهاء اراقة الدماء في سورية. وهذا لا يجب ان يكون ورقة بسيطة ودبلوماسية لا معنى لها، بل يجب ان يمهد الطريق نحو سورية جديدة لا مكان فيها لمجزرة دموية”. وأضاف كيري قوله: “نتطلع الى دعوة ممثلي المعارضة والحكومة السورية من أجل تنفيذ الاهداف المعلن عنها في بيان جنيف”.
واعتبر المبعوث العربي والدولي إلى سورية الأخضر الابراهيمي التوافق الروسي ـ الأمريكي على حث السلطات السورية والمعارضة لإيجاد حل سياسي للأزمة “خطوة أولى هامة جدا”. وشاطره بان كي مون ترحيبا للمبادرة الروسية الامريكية. وحظيت المبادرة بتأييد دولي واسع. ورحبت بها سواء السلطات السورية أو الائتلاف الوطني المعارض، لكن الأخير طرح رحيل بشار الاسد كشرط للحل السياسي.
معركة القصير وسيطرة الجيش السوري على المدينة
في أبريل/نيسان بدأ الجيش السوري بالتقدم في ريف حمص، وفرض سيطرته على عدد من البلدات في محيط مدينة القصير الاستراتيجية القريبة من الحدود اللبنانية.
وفي مايو/أيار بدأ الجيش بعملية للاستيلاء على المدينة. وبعد دخولها للمدينة تمكنت القوات الحكومية من محاصرة مقاتلي المعارضة في بعض أحياء القصير. وبعد قصف مكثف وعمليات برية أحكم الجيش السوري في بداية يونيو/حزيران سيطرته الكاملة على المدينة. واستمرت معركة القصير أكثر من اسبوعين، وكان الجيش السوري مدعوما من قبل مقاتلي “حزب الله”، الأمر الذي استنكرته المعارضة السورية والدول الغربية وبعض الدول الخليجية.
بدوره أكد حسن نصر الله مشاركة “ثلة صغيرة” من مقاتلي “حزب الله” في القتال في سورية، مشيرا الى أن هذا الأمر “أزعج “اصدقاء سورية”، بينما لم يزعجهم تدخل عشرات الآلاف من المسلحين” من الخارج لدعم المعارضة.
الاتحاد الأوروبي يسمح بتسليح المعارضة السورية ولكن بتحفظات
أعلنت كاثرين اشتون المفوضة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي في أعقاب اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد في بروكسل يوم 27 مايو/أيار عن تعديل الحظر الأوروبي على توريد الاسلحة الى سورية.
وقالت اشتون: “بالنسبة لاحتمال إرسال السلاح إلى سورية، فقد سجل المجلس إلتزام الدول الأعضاء في الاتحاد في سياساتها الوطنية بما يلي: يقتصر بيع وإمداد وتحويل أو تصدير التجهيزات العسكرية أو الوسائل الأخرى التي يمكن استخدامها في الداخل، يقتصر على الائتلاف الوطني السوري، شريطة أن يكون استخدام هذه الأسلحة للدفاع عن المدنيين”.
وأضافت: “على الدول الأعضاء أن تتخذ الإجراءات المناسبة ضد سوء استخدام هذا التفويض، وخاصة ما يتعلق بالجهات التي تتلقى هذه الأسلحة في نهاية الأمر”. وأكدت أن الدول الأعضاء تلتزم في الوقت الراهن بعدم تصدير هذه الأسلحة، لكنها أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يعيد النظر في هذا الموقف قبل 1 أغسطس/آب آخذا في الحسبان التطورات الجديدة، بما فيها المبادرة الروسية – الأمريكية لتسوية الأزمة.
وجاء ذلك بعد جدل طويل بين الدول الأوروبية بشأن تسليح المعارضة استمر عدة أشهر، حيث كانت بريطانيا وفرنسا تصر على السماح بتوريد السلاح للقوى المعتدلة من بين المعارضة السورية، فيما كانت دول أخرى، بينها ألمانيا، تعارض ذلك انطلاقا من المخاوف من سقوط السلاح في أيدي المتطرفين.
الملف السوري على طاولة نقاش قمة الثمانية
كان الملف السوري من بين المواضيع التي تصدرت أعمال قمة مجموعة الثمانية الكبار في إيرلندا الشمالية يومي 17 و18 يونيو/حزيران. وتعهدت الدول الكبرى بتقديم مساعدات انسانية لسورية بقيمة 1.5 مليار دولار وتشديد الضغط على الأطراف السورية لكي تدخل في التفاوض.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قرار تسليح المعارضة لن يؤدي إلا الى تصعيد النزاع في سورية. وشدد على ضرورة تسوية الأزمة سياسيا، مشيرا الى ضرورة التحقيق في المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي، والى أنه لا يمكن الخروج بأي استنتاجات قبل التحقيق. وأكد على أن توريدات السلاح الروسية الى دمشق شرعية تماما، ودعا الشركاء في المجموعة الى مواصلة العمل على التحضير لمؤتمر “جنيف-2”.
من جانبه أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما استحالة تسوية الأزمة السورية بطرق عسكرية، لكنه أشار الى أن الولايات المتحدة ستقدم دعما عسكريا للمعارضة.
بدوره دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند روسيا الى الضغط على الحكومة السورية من أجل بدء المرحلة الانتقالية في سورية، وشدد على ضرورة عقد مؤتمر “جنيف-2” بأسرع ما يمكن.
وعلى الرغم من توافق الجميع حول أهمية التسوية السياسية، كانت هناك خلافات بين أعضاء المجموعة بشأن بعض النقاط المهمة، بينها دعم المعارضة بالسلاح ومصير الرئيس السوري بشار الاسد الذي قال بشأنه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه لا يمكن تصور سورية يبقى فيها الاسد في الحكم.
انتخاب أحمد الجربا رئيسا جديدا للائتلاف الوطني السوري
انتخب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خلال اجتماعه في اسنطبول في بداية يوليو/تموز، وبعد جولات من الخلافات والمناقشات الصاخبة التي استمرت يومين، انتخب أحمد عاصي الجربا رئيسا جديدا للائتلاف.
وحسب المكتب الإعلامي للائتلاف فقد حاز الجربا على 49 صوتا، وحل مصطفى الصباغ في المرتبة الثانية بـ 46 صوتا، ثم لؤي الصافي (10 أصوات) وزياد أبو حمدان بصوتين.
وبعد انتخابه رئيسا للائتلاف أعلن الجربا أن المعارضة لن تشارك في مؤتمر “جنيف-2” ما لم يصبح موقفها العسكري قويا. ونقلت “رويترز” عن الجربا قوله إن “جنيف في ظل هذه الأوضاع غير ممكنة. إذا كان هناك ذهاب إلى جنيف فيجب أن تكون الأرض قوية”.
“عاصفة الشمال” في حلب.. معارك حمص.. وسيطرة الأكراد على رأس العين
بعد سيطرته على القصير، بدأ الجيش السوري في يونيو/حزيران بعملية واسعة النطاق لاسترجاع ريف حلب أطلق عليها اسم “عاصفة الشمال”. واشتدت المعارك هناك، بما في ذلك حول مطار منغ العسكري وفي منطقة خان العسل وغير ذلك من المناطق.
وتقدم الجيش السوري في محافظة حمص، وتمكن من السيطرة على مدينة تلكلخ وحقل الشاعر للغاز، كما تقدم بحي الخالدية وباب هود، وحاصر قوات المعارضة بمدينة حمص التي تعرضت لعمليات قصف عنيفة.
بالاضافة الى ذلك استعاد الجيش الحكومي السيطرة على عدد من البلدات في الريف الشرقي لحماة، وحقق تقدما في ادلب، وواصل عملياته بمناطق مختلفة بريف دمشق.
من جانبه شن “الجيش الحر” عملية “اعصار الجبلين” للسيطرة على جبل الزاوية في ادلب، وأحكم سيطرته على بعض القرى القريبة من مدينة القامشلي في محافظة الحسكة.
وفي تطور آخر وقعت اشتباكات بين “الحر” ومجموعات جهادية على صلة بتنظيم “القاعدة”. فدخل “الجيش الحر” في معارك مع “جبهة النصرة” في ريف دمشق ومحافظة دير الزور. كما قتل قائد في “الجيش الحر” باللاذقية على أيدي تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (“داعش”)، وتوعد “الحر” بالثأر.
وفي نهاية يوليو/تموز سقطت بلدة خان العسل في قبضة المجموعات الجهادية، بما فيها “النصرة”. وقام المسلحون باعدام أكثر من 150 من أفراد الجيش الحكومي هناك، الأمر الذي توجهت الخارجية السورية برسالة الى الأمم المتحدة بشأنه، ودانه الائتلاف الوطني المعارض وقيادة “الجيش الحر”.
ودارت كذلك اشتباكات بين اللجان الكردية و”الجيش السوري الحر” في محافظة حلب، حيث استولى الأكراد على عدة بلدات ووضعوا نقاط تفتيش لهم. وفي يوليو/تموز أحكم الأكراد سيطرتهم على مدينة رأس العين الاستراتيجية ومواقع أخرى في شمال البلاد بعد اشتباكات مع “داعش” و”جبهة النصرة”. كما اشتبك الأكراد مع “النصرة” في ريف الرقة.
وفي هذا السياق اعتبر سكرتير حزب “الاتحاد الديموقراطي الكردي” صالح مسلم أنه لن تكون هناك نهاية قريبة للأزمة السورية، وأشار إلى توجه الأكراد لتشكيل حكومة مستقلة بشمال سورية. وأعلنت اللجان الكردية بالمناطق التي تحت سيطرتها النفير العام لكل من يقدر على حمل السلاح ضد “جبهة النصرة” و”داعش”.
وفي أوائل أغسطس/آب اختطف مقاتلو هاتين المجموعتين نحو 200 مدني من الأكراد. ووردت كذلك أنباء عن مجازر بحق مئات الأكراد، بينهم أطفال، ارتكبها عناصر “جبهة النصرة”.
تقرير الخبراء الروس يؤكد استخدام المسلحين للكيميائي في خان العسل
أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين يوم 9 يوليو/تموز أنه سلم الى الأمين العام للأمم المتحدة تقريرا حول حادث استخدام الكيميائي في خان العسل أعده الخبراء الروس.
وقال تشوركين إن “العينات تم تحليلها في مختبر روسي معترف به رسميا من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وتم الاستنتاج بدقة أنه في 19 مارس/آذار الماضي أطلق المتمردون قذائف غير موجهة من طراز “بشائر-3″ باتجاه خان العسل الخاضعة لسيطرة الجيش السوري. وقد أكدت نتائج التحليل بشكل واضح أن الذخائر التي استخدمت في خان العسل، تم إنتاجها في نطاق غير صناعي”.
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قائلا: “وفق معلوماتنا الإضافية، فإن القذائف والمادة التي كانت تحتوي عليها، صنعت في فبراير/شباط الماضي في منطقة سورية كانت تخضع لسيطرة الجيش السوري الحر”.
وسبق للصحفية الروسية اناستاسيا بوبوفا أن سلمت الى الأمم المتحدة أدلة جمعتها أثناء عملها في سورية تثبت استخدام السلاح الكيميائي في تلك المنطقة.
تقدم “جبهة النصرة” باللاذقية وزيارة سليم ادريس للمنطقة
شنت جماعتا “جبهة النصرة” و”داعش” المرتبطتان بـ “القاعدة” في أغسطس/آب هجوما على قرى بالريف الشرقي للاذقية. وأحرق مقاتلوهما قريتي التربة وستربة بالكامل، وقتلوا أكثر من 120 مدنيا في المنطقة، بالاضافة الى اختطاف 50 من النساء اللواتي طالبوا مقابل اطلاق سراحهن بالافراج عن عناصر “النصرة” الذين تم القبض عليهم.
وتفقد ريف اللاذقية يوم 11 أغسطس/آب سليم ادريس رئيس أركان “الجيش السوري الحر” وأكد على “مواصلة الزحف في جبهة الساحل”.
وفي نهاية أغسطس/آب استعادة الجيش السوري سيطرته على المناطق التي كانت بقبضة المسلحين، وكشف عن مجازر ارتكبت هناك بحق المدنيين، إذ تم العثور على العديد من الجثث بمقابر جماعية. وواصل الجيش كذلك عملياته في حلب وريف دمشق.
الهجوم الكيميائي بالغوطة.. والولايات المتحدة تقرر توجيه ضربات لـ “معاقبة نظام الاسد”
بعد أيام قليلة من وصول الفريق الأممي برئاسة آكي سيلستروم للتحقيق في المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي في سورية وردت يوم 21 أغسطس/آب أنباء عن سقوط مئات القتلى، بمن فيهم أطفال، في غوطة دمشق بنتيجة هجوم بالسلاح الكيميائي.
واتهم الائتلاف الوطني السوري النظام بتنفيذ هذا الهجوم الذي راح ضحايا له 1.3 ألف شخص، حسب قول الائتلاف، فيما نفت الحكومة السورية استخدام القوات الحكومية للسلاح الكيميائي.
وأثارت الأنباء رد فعل غاضبا في الغرب، وأعلنت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا وبعض الدول الغربية الاخرى عن وجود أدلة على استخدام الجيش السوري للكيميائي وشددت على الضرورة الرد بحزم على هذا الهجوم. من جانبها حذرت روسيا من عواقب التدخل العسكري في سورية ودعت لانتظار نتائج التحقيق الأممي في الحادث.
ووصل خبراء الكيميائي الى المنطقة لإجراء التحقيق هناك، فيما أعلنت دمشق عن تعرض أفراد الجيش السوري لاصابات بالمواد السامة في 3 مناطق أخرى بريف دمشق.
وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم 31 أغسطس/آب أنه قرر توجيه ضربة عسكرية محدودة الى سورية لكي تبعث واشنطن باشارة قوية مفادها عدم جواز استخدام السلاح الكيميائي واستحالة بقاء مثل هذه الأعمال من دون عقاب. لكنه أشار الى أنه سيطلب من الكونغرس الموافقة على العملية العسكرية.
وتصدرت الأزمة السورية أعمال قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ التي عقدت يومي 5 و6 سبتمبر/أيلول، حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أي عملية عسكرية ضد سورية بدون قرار مجلس الأمن الدولي عدوانا، وأكد أن روسيا ستواصل تقديم المساعدات الى سورية، بما فيها العسكرية في حال توجيه الضربة اليها.
مبادرة موسكو تجنب سورية من الضربة العسكرية.. وسورية تسلم سلاحها الكيميائي
وفي الوقت الذي جرت فيه جلسات الاستماع في الكونغرس الأمريكي بشأن العملية العسكرية المحتملة في سورية، تقدمت موسكو بمبادرة جنبت سورية الضربة الأمريكية.
وقد جاء ذلك بعد أن أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيغ يوم 9 سبتمبر/أيلول أنه لو سلمت سورية ترسانتها الكيميائية الى المجتمع الدولي، سيكون من الممكن تفادي التدخل العسكري.
وفي اليوم ذاته أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا على استعداد للانخراط فورا في العمل مع دمشق من أجل وضع أسلحتها الكيميائية تحت الرقابة الدولية وإتلافها لاحقا، ودعا سورية للانضمام الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.
وبعد ساعتين تقريبا أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي كان موجودا في موسكو بزيارة، عن ترحيب دمشق بهذه المبادرة.
وبدأت على الفور أعمال لاعداد خطة لتنفيذ المبادرة الروسية، وناقش الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي قرارا بشأن وضع الأسلحة الكيميائية السورية.
وأعلن المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري يوم 12 سبتمبر/أيلول أن سورية أصبحت عضوا في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وأكد استعداد سورية لاستقبال خبراء منظمة حظر الانتشار لمساعدتها على تنفيذ المبادرة الروسية.
وعقد لقاء ثلاثي بجنيف لسيرغي لافروف وجون كيري والاخضر الابراهيمي لمناقشة الموضوع. وتوصلت روسيا والولايات المتحدة الى اتفاق بشأن تدمير الترسانة الكيميائية السورية في النصف الأول من عام 2014.
وأعير للأزمة السورية والاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الكيميائي السوري اهتمام كبير أثناء أعمال الدورة الـ 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي جرت في سبتمبر/أيلول.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته أمام الدورة على ضرورة معاقبة المسؤولين عن الهجوم بالسلاح الكيميائي في سورية، فيما دعا الرئيس الأمريكي باراك اوباما الى تبني “قرار قوي” في مجلس الأمن الدولي يضمن التزام السلطات السورية بتعهداتها بوضع سلاحها الكيميائي تحت الرقابة الدولية وإتلافه لاحقا. وأشار الى أن نص القرار يجب أن يتضمن إجراءات جدية ستتخذ في حال عدم وفاء دمشق بالتزاماتها. من جانبه لفت سيرغي لافروف الى قلق روسيا من التصريحات المتكررة بشأن حق بعض الدول في استخدام القوة من أجل ضمان المصالح الذاتية بمنطقة الشرق الأوسط. وأكد أن “استخدام الأسلحة الكيميائية أمر مرفوض. ولكن ذلك لا يعني أنه يمكن احتكار القرار بشأنها من دون بحث مناسب في الحيثيات، ومن دون معرفة حقيقة ما جرى”.
وعلى صعيد آخر واصل فريق التحقيق الأممي عمله في سورية، وبعد انتهاء أعماله على الارض تم ارسال العينات المأخوذة الى عدة مختبرات في أوروبا لاجراء التحاليل والفحوصات. وأعلنت موسكو أن لديها أسسا للاعتقاد بأن الهجوم الكيميائي في الغوطة كان عملا استفزازيا من قبل المسلحين، وسلمت الى واشنطن أدلة تؤكد ذلك.
في 27 سبتمبر/أيلول تبنى مجلس الأمن الدولي بالاجماع قرارا بشأن اتلاف الاسلحة الكيميائية السورية في أسرع وقت ممكن. وقرر مجلس الأمن الدولي أنه في حال عدم مراعاة بنود هذا القرار يمكن اتخاذ إجراءات تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، بعد أن يصدر المجلس قرارا خاصا بهذا الشأن.
هجمات المسلحين على معلولا واختطاف راهبات دير مار تقلا
شن المسلحون من “جبهة النصرة” في سبتمبر/أيلول هجوما على مدينة معلولا، ودارت هناك اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والمسلحين. وحاصر المسلحون دير مار تقلا.
وبعد طرد الجيش السوري للمسلحين، تمكن الأخيرون من السيطرة عليها من جديد في نهاية أكتوبر/تشرين الأول
.وبعد استعادة سيطرة الجيش السوري على معولا، شن المسلحون في أوائل ديسمبر/كانون الأول هجوما جديدا عليها، وقاموا باختطاف 12 من راهبات دير مار تقلا.
على صعيد آخر واصل الجيش السوري في الخريف عملياته في ريف حلب، وريف دمشق، خاصة منطقة القلمون.
كما وقعت اشتباكات بين الأكراد و”جبهة النصرة” في محافظة الحسكة بالاضافة الى المعارك بين “الجيش الحر” وبين “النصرة” و”داعش” في عدة مناطق.
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تضع خطة لإتلاف الترسانة السورية
باشر خبراء منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في أوائل أكتوبر/تشرين الأول أعمالهم في سورية. وتم تشكيل بعثة مشتركة للأمم المتحدة والمنظمة برئاسة سيغريد كاغ للإشراف على العملية.
وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول أكدت المنظمة التي زار خبراؤها 21 موقعا من أصل المواقع الـ 23 السورية، اكدت تدمير كافة القدرات الانتاجية في المنشآت الخاصة بالاسلحة الكيميائية السورية. وأشادت البعثة بمستوى تعاون دمشق مع الخبراء الدوليين.
وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني أقرت المنظمة خطة لإتلاف المواد الكيميائية السورية بشكل كامل بحلول 30 يونيو/حزيران المقبل.
وتقرر نقل المواد الكيميائية السورية الى خارج البلاد. وأعلنت النرويج والدنمارك عن تقديم سفن لنقل المواد الكيميائية التي من المقرر اتلافها على متن سفينة أمريكية خاصة. وتعهدت روسيا والصين بتأمين نقل المواد الكيميائية الى ميناء اللاذقية وضمان أمن السفن في المباه الاقليمية السورية.
سحب فصائل مسلحة اعترافها بالائتلاف الوطني.. والأخير يوافق على المشاركة في “جنيف-2”
أعلن 70 فصيلا من الفصائل المسلحة السورية التي اجتمعت بدرعا سحب اعترافها بالائتلاف الوطني، واتهمته بالفشل في تمثيل المعارضة السورية. وأعلنت عن تشكيل تنظيم جديد اسمه “مجلس قيادة الثورة للمنطقة الجنوبية” وهدفه اسقاط بشار الاسد، وذلك بعد اعلان 13 فصيلا يقاتل في الشمال عن خطوة مماثلة.
في سياق آخر وافق الائتلاف الوطني السوري على المشاركة في مؤتمر “جنيف-2”. وحدد كشروط لمشاركته عدم وجود أي دور لبشار الاسد في مستقبل سورية، وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة.
22 يناير القادم موعدا لـ “جنيف-2”
بعد تأجيل الموعد المحتمل لعقد مؤتمر “جنيف-2” مرات عديدة، وبعد جهود دبلوماسية مكثفة لروسيا والولايات المتحدة والاخضر الابراهيمي، أعلنت الأمم المتحدة 22 يناير/كانون الثاني 2014 موعدا لعقد المؤتمر.
وتقرر انطلاق أعمال المؤتمر في مدينة مونترو السويسرية.
وعقد في 20 ديسمبر/كانون الأول اللقاء التحضيري الثلاثي الأخير. وأعلن الاخضر الابراهيمي في ختامه أنه تم بحث مشاركة 26 دولة في المؤتمر، مشيرا الى أنه لم يتم الاتفاق على دعوة ايران للمشاركة بسبب الموقف الامريكي.
وذكر الابراهيمي من بين الدول التي ستوجه اليها الدعوة السعودية وتركيا ومصر والعراق وقطر وألمانيا والأردن ولبنان والكويت. كما سيشارك فيه الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي، بالاضافة الى الاتحاد الأوروبي، وأمين عام منظمة التعاون الاسلامي.
وأشار المبعوث الى أن المعارضة لم تقدم بعد القائمة باسماء أعضاء وفدها الى المؤتمر.
التقرير النهائي لفريق سيلستروم يؤكد استخدام الكيميائي في 5 حوادث
نشر فريق التحقيق الاممي برئاسة آكي سيلستروم يوم 12 ديسمبر/كانون الأول تقريره النهائي حول استخدام السلاح الكيميائي في سورية.
ووجد التحقيق أدلة ترجح استخدام أسلحة كيميائية في خان العسل بالقرب من حلب في مارس/آذار، وفي سراقب قرب إدلب في أبريل/نيسان، وفي جوبر وأشرفية صحنايا بالقرب من دمشق في أغسطس/آب، كما أشار التقرير إلى وجود “أدلة واضحة ومقنعة” على أن السارين استخدم على نطاق واسع في غوطة دمشق في 21 أغسطس/آب.
وقد اقتصر التحقيق على التأكد من استخدام أسلحة كيميائية دون البحث عن الجهة التي استخدمتها.
حصيلة الضحايا واللاجئين حتى الفترة الأخيرة
أعلنت الأمم المتحدة في نهاية يوليو/تموز أن عدد ضحايا النزاع في سورية بلغ 100 ألف شخص. وحسب آخر التقارير غير الرسمية التي نشرها نشطاء حقوق الانسان، فقد بلغت حصيلة القتلى أكثر من 120 ألف شخص.
وأشار النشطاء الى أن خسائر الجيش السوري بلغت نحو 30 ألفا، فيما بلغ عدد الضحايا وسط المدنيين أكثر من 60 ألف شخص.
أما اللاجئون، فقد وصل عددهم خارج سورية حسب المعلومات التي نشرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سبتمبر/أيلول، الى أكثر من مليوني شخص، وذلك بالاضافة الى عدة ملايين من النازحين في الداخل.
وأعلنت الامم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول عن ضرورة تقديم 6.5 مليار دولار لمساعدة السوريين.
سيريان تلغراف | RT