أردوغـان والصعـود للهـاويـة !! .. بقلم خالد صادق
أكدت استطلاعات الرأى داخل تركيا وخارجها انخفاض شعبية رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان بصورة كبيرة, لأسباب عديدة متعلقة بسياسة حكومته داخل البلاد، وأيضا سياساتها الخارجية مع دول الجوار.
ومن أهم المؤشرات التى تؤكد انخفاض شعبية أردوغان, هى فشل جولته فى مدن منطقة “تراقيا”، حيث ألقى كلمة فى ساحة فارغة تقريبا على خلاف خطاباته السابقة التى كانت تشهد ازدحاما بالمواطنين، وعلى الرغم من سيطرة قادة حزب العدالة والتنمية على وسائل الإعلام، والتأكيد يوميا على خطاب “أقوياء فى كل المدن” إلا أن الواقع يؤكد أن أصوات الحزب الحاكم انخفضت بشكل كبير في ديسمبر الجاري وصلت تقريبا إلى 37%.
ويبدو أن أردوغان فى وضع صعب ليس فى الداخل فحسب بل فى الخارج أيضا، حيث لم تتوصل حكومة أردوغان حتى الآن إلى إسقاط نظام الرئيس السورى بشار الأسد، إضافة إلى عزل تركيا عن اتفاق الغرب مع إيران, وطرد السفير التركى من القاهرة بسبب سياسته الموالية لجماعة الإخوان المسلمين, وخسارته المملكة العربية السعودية .
بالاضافة الي دول أرمينيا وسوريا وإسرائيل التي قطعت علاقاتها مع تركيا, وبدون علاقات مع قبرص واليونان, مما جعل تركيا تنطوى للعزله عن دول المنطقة, علاوة على ذلك، انقطعت اتصالات الرئيس الأمريكى باراك أوباما بأردوغان منذ شهر مايو الماضى، خاصة بعد تغيير واشنطن لسياستها الخارجية.
ويعد الموقف التركى هو الموقف الأكثر تطرفا بالنسبة لمصر, حيث طالب رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان، بتدخل عربى عبر الجامعة العربية، ودولى من خلال مجلس الأمن فى الأمم المتحدة من أجل وقف المذبحة فى مصر، على حد تقديره.
إلى جانب ذلك، يعبر خطابات أردوغان عن محاولات أخرى لهز شرعية الحكومة الانتقالية فى مصر وتقويضها، خاصة بعد أن تجنب المجتمع الدولى وصف ما جرى فى مصر بأنه انقلاب على نحو ما تريد تركيا.
وهذا الموقف التركى الرافض للإعتراف بشرعية الحكومة الانتقالية فى مصر، والمنحاز بصورة واضحة لجماعة الإخوان المسلمين، ناتج عن حجم الخسائر التى تتوقعها تركيا فيما يتعلق بدورها الإقليمى، حيث كان إخوان مصرهو الحصان الرابح الذي, رهان عليه أردوغان ليضمن نفوذا فى الشرق الأوسط يتفاوض من خلاله علي عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبى .
وفي ظل هذه التطورات يحاول حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان والحكومة أن يصبحا المتحدث باسم جماعة الإخوان، وهذا يعني أن مكاسب تركيا في المنطقة تساوي “صفر” وسط تلك التغيرات في الشرق الأوسط, وعندها فقد
“بدأ أردوغان فى الانحدار إلى الأسفل”.
سيريان تلغراف | خالد صادق
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)