صعوبات للمنظمات الدولية في إيصال المعونات للسوريين
على الرغم من أن بعثة الأمم المتحدة وعددا من المنظمات الانسانية قامت بتسليم المعونات للمناطق السورية المنكوبة منذ بدء الحرب، الا أن هذه المنظمات تشتكي من صعوبات في الآونة الأخيرة في ايصال معونات الى مناطق سورية المنكوبة.
وحسب بن باركر مسؤول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية سابقا بسورية فقد أكد أن ” السلطات السورية تسمح بمرور المعونات في الأراضي التي تتحكم فيها على الرغم من أنه في أحيان كثيرة تملي السلطات ما يجب أن يمر وأن لا يمر ” ويضيف باركر ” حسب السلطات السورية، وكالات الاغاثة الانسانية من المسموح لها أن تمر حتى في المناطق التي لا تتحكم فيها…غير أن هذا الأمر دائما ما يخضع لأيام عديدة من التفاوض وفي بعض الأحيان يلغى الأمر نهائيا”.
وتقدر الأمم المتحدة عدد السكان في المناطق المحاصرة بربع مليون أغلبهم محاصرون من قبل قوات الجيش النظامي السوري، فيما قدرت عدد السوريين المحاصرين من طرف قوات المعارضة بـ45 ألفا.
أمام هذا الوضع المعقد، تلجأ معظم الوكالات الانسانية الى التعامل بشكل مباشر مع النظام السوري من أجل الحصول على تأشيرات من أجل العمل بشكل قانوني في سورية، غير أن معظم العاملين يتلقون رفضا دائما بالحصول على التأشيرة أو تجديدها.
معاناة الأطفال
أمام صعوبة الدخول للأراضي المحاصرة، يقبى من الصعب على المنظمات الانسانية اعطاء صورة واضحة عن حجم معاناة الأطفال ومدى توفر هذه المناطق على التموين الازم، غير أن صورا و فيديوات نشرها بعض أفراد المعارضة أظهرت عددا من الأطفال يعانون من سوء التغذية.
في سبتمبر/أيلول الماضي أظهر شريط فيديو أحد الأطباء بمعظمية الشام بالقرب من دمشق يتحدث عن الطفلة رانا عبيد التي توفيت وهي لم تتجاوز عامها الأول بسبب سوء التغذية الواضح وقلة الأدوية، الطبيب أكد أن رانا هي سادس طفلة تتوفى بسبب سوء التغذية في المعضمية.
وحذرت ماريا كالفيس مديرة صندوق اليونسيف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا من تردي الأوضاع بشكل يصعب معه التدخل ” سيأتي وقت من المستحيل معه اصلاح الجروح التي خلفتها الحرب لدى الأطفال”. الأمم المتحدة التي كانت قد أطلقت نداء من أجل جمع مبلغ مليار ونصف المليار دولار لمساعدة اللاجئين السوريين، غير أنها لم تحقق سوى نسبة 62 % من المبلغ المأمول جمعه.
تجاوب دولي ضعيف
فؤاد فؤاد الباحث في مجال الصحة بلبنان أكد أن ” 70 بالمائة من العاملين بالمنظمات الانسانية غادروا سورية نتيجة لاستحالة مواصلة العمل” فؤاد تابع حديثه قائلا ” لم تجر أي جراحة على القلب بحلب منذ سنة كما أن مرضى الصحة النفسية يعيشون وضعا كارثيا، على الأمم المتحدة أن توقم بدور أفضل في مجال الصحة”
من جهتها تؤكد الأمم المتحدة أن الأوضاع تحسنت منذ الثاني من أكتوبر حين ألزم مجلس الأمن سورية بضرورة السماح بمرور عدد من المعونات عبر عدد من النقاط الحدودية، كما سمحت السلطات السورية الأسبوع الماضي بمرور شحنة من المعونات القادمة من العراق نحو منطقة كردستان شمال سورية.
سيريان تلغراف