هل تنشق الأقليات عن الرئيس الأسد ؟ .. بقلم عشتار
أول جريمة بحق أحد الأقليات في سورية كانت جريمة التمثيل بجثة الشهيد نضال جنود .وبعدها تتالت هكذا جرائم بربرية.
وأول المنادات بإبادة الأقليات في سورية كانت على لسان معارضي الخارج تحديداً وتحديداً خاصة نعني بها إبادة طائفة الرئيس بشار الاسد واستعملوا حينها الدين الاسلامي ومايقوله مراجعهم “التاريخيين التكفيريين” بحق هذه الطائفة وبالتالي كان سهلاً عليهم أن يجمعوا أكبر عدد من المؤيدين لأنهم استندوا الى خلفية دينية ومرجعية لها قيمتها في الاوساط التاريخية معتمدين على ضعف الانسان بطبعه فيما يتعلق بالخطايا والتعلق فيما يمحي خطاياه وذنوبه ويوصله الى الجنة ويعتقه من النار فجعلوا من الجهاد في سورية سبيلاً على غسل عقولهم وبالتالي سهولة التعامل معهم وترويضهم على التكفير وحب القتل وسفك الدماء …(أرشيفهم منذ ثلاث سنوات الى الآن يشهد عليهم بتصريحات كلها تصب في مصب الابادة العرقية والطائفية والمذهبية ) .فاستعملوا أحاديث نبوية وآيات قرآنية أوّلوها (حقاً يراد به باطلاً) في شأن آخر الزمان وبشأن الجهاد على ارض الشام واستغل أئمة الضلال هذه الاحاديث للدعوة الى الجهاد الى أرض الشام ولازال تقرير ال سي ان ان عن وفود “المجاهدين الارهابيين” الى سورية عبر تركياً شاهداً عليهم والذين ما تطأ أقدامهم الارض السورية يسجدون شكراً لله على أنه منّ عليهم بالجهاد في هذه الارض المباركة التي أتت بالاحاديث النبوية الشريفة تلك الارض طريقهم الى جنة نعيم الحوريات ..
هذه الآلية استعملت ليس فقط بحق طائفة معينة بل بحق كل الاقليات في سورية التي علا سقف التحريض عليهم وعلت وتيرة هذه الحرب الارهابية المجنونة بالتزامن مع انتصارات الجيش العربي السوري على الارض وزادت تحديداً من بعد ما تبين أن هذا الجيش هو جيش عقائدي وضع الوطن فوق الجميع ووضع السوريين جميعاً تحت سقفه ..هذا الجيش الذي أغلبه ليس من طائفة معينة “أقلية” بل أغلبه من أكثرية أغلبية في سورية .. أضف الى ذلك انتصار السياسة السورية ، فأمعنوا الذبح وقطع الرؤوس والخطف والحرق وها هي نبل والزهراء المحاصرتين منذ أكثر من سنة و”نحر” الرقاب في حطلة وها هي مجازر ريف اللاذقية وخطف نساءهم وأطفالهم وشيوخهم ومجزرة عدرا مؤخراً تلك المجزرة التي يندى لها الجبين (ضد أقليات من فروع أقليات متعددة) وهذه جريمة خطف الراهبات في معلولا والذبح والقتل على الهوية على طريق العراق بحق مواطنين آمنين ذنبهم أنهم من أقلية سورية.كل ذلك حصل ولا زال يحصل على خلفية طائفية..ولا ننسى جرائم عدة على كامل حدود هذا الوطن كلها حصلت ضد أقليات سورية .. .
كل هذه الجرائم الارهابية البربرية الوحشية بحق الأقليات هدفها دب الرعب في قلوبهم والتراجع بالتالي عن مواقفهم المؤيدة للقيادة السورية …وهذا التحليل ليس جديداً بل هم من صرحوا به على لسان أحد الارهابيين حاملاً الساطور بيده وباليد الأخرة الميكروفون مذيعاً أنه بالقتل والذبح ونشر الرعب في قلوب هذه الاقليات كفيل إما بتهجيرهم وإما بالانضمام إليهم خوفاً منهم ومن الابادة الحتمية لهم في حال خالفوهم ….
هذه الصورة العامة للوضع في سورية والتي يعرفها الكثيرون ممن تابعوا الشأن السوري من سوريين وغير سوريين إذن
هؤلاء الارهابيون حينما كشفوا عن وجوههم الحقيقية وعن جرائمهم ضد الانسانية على ارض الشام جعلت الكثيرين يعيدون حساباتهم علت وتيرة جرائم الارهاب ضد السوريين من بعد ماتبين أنه كلما زادت وتيرة الارهاب والدمار والتكفير كلما الحكومة السورية “ذات الاغلبية من طائفة يعدون من الأكثرية ” التفت حول القيادة والجيش ووحدة هذا الوطن .حيث أنه وحتى أغلب من خرج في أول هذه الحرب أيقن أن تلك المظاهرات التي ظاهرها سلمي ومن ثم انقلبت مسلحة لم يكن الهدف منها الحريات والديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الانسان بل هدفها القضاء على بلد يسمى سورية واحتلاله وقيام مايسمى خلافة اسلامية موعودة في آخر الزمان ..واكشتفوا حتى قيام هذه الخلافة الموعودة هو قيام مشوه على مبادىء مشوهة شوهت صورة الاسلام والمسلمين من فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان ..
وبالتالي جعلت الكثيرين من المعارضن أنفسهم يعيدون حساباتهم (على الرغم من أنهم خرسوا جميعاً ولم نسمع ولا أي تصريح يدين أي جريمة ارهابية بل برروا هذا الارهاب أن مردُّهُ الى استعمال الجيش السوري القوة ضدهم) نسوا أن من يستعمل العنف ضد شعب ما يجب ان يقابل بعنف مماثل وبضربات قاضية لأنهم باتوا كالسرطان انتشروا في كل سورية وعلى الجيش استئصاله لكي لا يكون سبباً في إبادة بلد آهل بالسكان وبالتالي منعوا أن يكتب على الخريطة الارضية يوماً ما (على هذه الارض عاش شعب اسمه سوري) إذ من غير المعقول ان أواجه من يقتلني ويريد إبادتي بغضن زيتون وأقدم له مقامي وسكني واهلي ومالي وعرضي على طبق من فضة .هكذا يقول المنطق.
مجزرة وراء مجزرة كشفت عن وجه الارهاب الحقيقي في سورية وخاصة ضد الاقليات والهدف واضح وصريح هو التهويل والرعب ومحاولة إخضاعهم بمشروع الصهينة الاسلامية الحديثة في سورية ،ولكن والامر هكذا والامر إرادة إبادتهم والجلوس على عرش سورية تحت نظرية إما هم أو لا أحد جعل الاقليات يزدادون تمسكاً بهذه القيادة والجيش ويزدادون مقاومة ضد هذا الارهاب الوحشي القادم من وراء البحار هدفه دمار حضارتهم ووجودهم وكيانهم .(على الرغم من معارضة البعض لكثير من النقاط حول كثير من الامور).وما كان متوقع من الارهابيين أنه وعبر المزيد من عمليات الذبح والقتل وقطع الرؤوس والخطف أنه سيزيد من خوفهم تبين أنه أضغاث أحلام لأنهم بذلك فتحوا الطريق لكي تدخل فكرة أن الرئيس الاسد هو صمام أمانهم وأمنهم وعلى أنه الخلاص لهم ولوحدة سورية في وقت يريد هؤلاء تفكيكها وتفتيتها الى ولايات وإمارات صهيونية متناحرة ، وكلما زادت وتيرة الارهاب وستزداد لاحقاً (لا قدر الله ولكنها الحقيقة المُرَّة التي عليناا الاعتراف بها ) كلما زاد تمسك هذه الاقليات بالرئيس الاسد والجيش بل أكثر من ذلك اليوم الرئيس الأسد حاجة ملحة لفك رموز أي سلام في الشرق الأوسط ولا يكون سلام إلا من خلال المعادلة السورية الأسدية تحديداً ..
وعليه ما كان مخططاً بشأن أقليات سورية ومراهناً عليه بأنهم سيتخلون عن خيارهم بالرئيس الاسد عبر الضغط عليهم عن طريق المجازر الجماعية بهدف فك معادلة سورية شعب واحد أجهضه الاقليات أنفسهم ووعوا حقيقة المؤامرة وزادوا لحمة وتماسكاً وتمسكاً بالقيادة على الرغم من توالي الجروح والمجازر تلو المجازر وآخرها مجزرة عدرا .
هذه الجرائم الارهابية البربرية ترفض الرحيل عن ذاكرة مذبوحة على وقع المجزرة تلو الاخرى وخاصة حين تنتهي كل حفلة مجزرة منها بأصوات التكبير والتهليل وأنهم فازوا بذبح عظيم ضد مايسمى النظام السوري ، وإن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإن صور لحومكم المتناثرة في الهواء وعلى جدران سورية هي الشهادة بأنكم الكُمَّلُ وبأنكم أنتم ولكم وحدكم ولدمائكم وحدكم ولأرواحكم الطاهرة وحدكم يا من رسمتم تاريخ سورية بحروف من نور للأجيال اللاحقة تستحق النفوس أن تخشع وتصلي وتركع وتراهن على أن النفوس الحرة تبقى حرة مهما علت درجات الضغوط عليها وكنتم ومازلتم احراراً في الدنيا والآخرة .
يبقى أن نقول أن جمهورية أفلاطون الموعودة من قبل عرّابي الارهاب على سورية لطالبي ما يسمى حرية وديمقراطية في سورية لم تدم طويلاً حتى كشرت عن أنيابها وأظهرت الوجه الحقيقي لها على أنها كانت ولازالت خَلْقاً مشوهاً يريد تشويه كل شيء جميل في هذا الوطن ..ففاقد الشيء لا يعطيه والمشوه كيف له ان يعطي الجمال؟
سيريان تلغراف | عشتار
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)